مقالة مختصرة توضح أهمية تغيير معتقداتنا عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم المالية
هل النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم كان فقيراً أم غنياً؟
من أكثر المعتقدات المالية الخاطئة شيوعاً بين الناس في مجتمعنا وبين المسلمين بشكل خاص هو أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عاش فقيراً ومات فقيراً، ويتخذون هذا المعتقد ذريعة لتقبّل حالة الفقر التي يعيشون بها، مستشهدين بمجموعة من الأحاديث التي تعزّز من هذا المعتقد.
لكنهم يتجنبون أحاديث أخرى وأدلة أخرى تدلّ على خلاف ذلك، وأهمّها الآية الكريمة في سورة الضحى:
"ووجدك عائلاً فأغنى"
والتي تدل بوضوح على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان غنياً، فلذلك يستشكل على الكثيرين فهم هذه الحالة والإجابة على هذا السؤال الجوهري:
هل النبي محمّد صلى الله عليه وسلم كان فقيراً أم غنياً؟
فالجمع بين الأحاديث التي تدلّ على حالة الفقر والأخرى التي تدلّ على حالة الغنى يحتاج لأهل الاختصاص لتبيانه.
أجاب الدكتور سامي السويلم جزاه الله خيراً على هذا السؤال بمنشور بعنوان:
حول حياة النبي صلى الله عليه وسلم الاقتصادية
حيث أوضح متى هي الفترات التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم بفقر ومتى عاش بحالة غنى، وأي من الحالتين كانت الأعمّ والأشمل، فأزال بذلك الحيرة وأوضح لنا الصورة.
وأيضاً، ألّف الدكتور عبد الفتاح السمان جزاه الله خيراً كتاباً شاملاً في هذا الموضوع عنوانه "أموال النبي صلى الله عليه وسلم"، استغرق في البحث عن أدلته وإعداده ما يزيد عن ثمان سنوات ليقدم بين يدي القارئ تفاصيل وافية عن حياته صلى الله عليه وسلم المالية، كسباً وإنفاقاً وتوريثاً. أزال من خلاله الكثير من المعتقدات والموروثات الخاطئة التي يتبناها الناس حيال هذا الجانب.
إنّ من أكثر التحديات التي تواجه المرء لتحسين حياته المالية هي تغيير الفكر السلبي الذي يتبناه تجاه المال، والمعتقدات والأفكار الخاطئة التي زُرعت في عقله الباطن منذ أيام طفولته الأولى من العائلة والمدرسة والمسجد والمجتمع والإعلام... والتي إن استمرت كما هي فحاله المالي سيستمر كما هو، فكما يقول المدرب العالمي الشهير توني روبنز:
يعتمد النجاح بـ 80% على الفكر و20% على الاستراتيجية والأدوات
فبداية التغيير في حياتنا المالية تكمن بتصحيح الفكر الذي نتبناه تجاه المال وإزالة الخرافات والأوهام المتعلقة بها واستبدالها بالمعتقدات والأفكار الصحيحة والداعمة، وهنا نقتبس المقولة الشهيرة أيضاً لنابوليان هيل:
إن الثروات تنجذب لأولئك الذين يملكون فكراً مهيئاً لجذبها
وهنا يمكننا القول أن أغلب الذين يشاركون بورشات تدريبية لمساعدتهم في تغيير واقعهم المالي لا يحققون المطلوب لأن المدربين غالباً يقومون بتدريب أدواتٍ محددة دون تهيئة الفكر، وهذا ما نتجنبه نحن في ورشاتنا التي ننظمها عن النجاح المالي، حيث نقوم بتهيئة الفكر أولاً ثم ننتقل لجمع الأدوات واختيار الفكرة وإعداد الخطط والاستراتيجيات والتنفيذ والتوسّع والنمو...
نتمنى لكم قراءة ممتعة لهذا المنشور وللكتاب، ومشاركة هذا المقال مع المنشور والكتاب بين معارفكم وأصدقائكم لما فيها من تفصيلٍ مفيد، خاصةً أولئك الذين يتبنون فكرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان فقيراً.
أحمد عدنان نعمة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات