كيف كان الإكتئاب مصدر إلهامى و كيف تحول من نقطة ضعف لشغف

دعونى أعرفكم بنفسى .. انا سارة عماد

وُلدت فى عالم يشبه عالمك

مر ظلامه من خلالى و لم يُظلمنى!

ممرتُ بالكثير من الضغوطات النفسية

التى طالما كانت العائق الأول فى حياتى ،

لكن احلك الظروف كانت دافعى

و قمة الألم كانت نقطة البداية!



كنتُ دوماً تلك الطلفة الهادئة من الخارج المضطربة من الداخل ، كنت اخاف من كل شيئ ، اخشى الناس و اخشى العالم بأسره!

اريد أن اجُرب الكثير و ارتجف خوفا من التجربة و كنت أظن أن إضطرابى سيهدئ كلما كبرت و لكن الواقع كان له رأى آخر. بداية من عامى الخامس عشر بدأت أُعانى من إضطراب القلق anxiety disorder و لكن حينها لم أكن اعلم ذلك ، كان يظن الجميع انها مجرد حساسية مفرطة تجاه الأشياء ليس اكثر من ذلك إلا أن تطور الأمر بما يعرف بنوبات الهلع Panic attacks. أصحبت هشاشتى النفسية عائق فى الكثير من المواقف ، فبين الحين و الأخر اصاب بنوبة و افقد وعى و كان هذا يرهقنى كثيراً ويفقدنى قدرتى على التعامل مع بعض البشر. شعرت كما لو اننى لا يوجد توافق بينى و بين العالم.


و كما هو التطور الطبيعى لإضطراب القلق يأتيه متلازماً (الإكتئاب و الأرق ) فبعد الجامعة صدمنى الواقع أكثر و قطع أجنحة فراشاتى الملونة الجميلة و أرانى وجه المظلم. فبدأت سلسلة من الإنتقادات تهدم ثقتى بنفسى و تشعرنى اننى غير جديرة بشيء فقط لأنى لم أجد ألفة بيني و بين مجال عملى! فمررت بفترات متقطعة من الإكتئاب التى لم يعتريها أحد إهتماماً و من هنا بدأت أسال نفسى.. لماذا اشعر بكل هذا؟

ما هو الأكتئاب؟ ما هو إضطراب القلق؟ لماذا لا لم أنام منذ ثلاثة ايام؟! لماذا يحدث كل هذا؟!!



بدأت اقرأ فى مجال الصحة النفسية و كان هذا أفضل ما فعلت فى حياتى ، فهمت ما هو المرض النفسى ، عرفت الفروق بين الكثير من الأمراض ، قرأت كثيراً و لم امل ابداً ! فهمت ما أمر به و فهمت كيف اتعامل معه ، وجدت الكثير من النماذج المبهرة التى كانت تعانى من إضطرابات نفسية و نجحت أن تجعلها دافعاً للأمام فسلكت نفس الطريق!


فى البداية ذهبت لأرى مختص ، ذهبت لطبيباً تلو الأخر حتى ارتاح قلبى لها! دكتورة بثينة رشاد رحمها الله الأخصائية النفسية الجميلة ذات الوجه البشوش.كان لها أسلوب مختلف فقد كانت ترشدنى و لم تكن تعالجنى ، فهى لم ترانى مريضة من الأساس! فقط رأت شخصاً يحتاج من يدله على الطريق و يرجع له ثقته بنفسه ليس اكثر من ذلك. و قد فعلت أكثر من ذلك! فهى لها أكبر فضل و أدين لها طيلة حياتى!



بعدها عرفت من أكون. عرفت من أُصادق و من أُجالس ، عرفت كيف اتعامل مع الكثير من البشر ، قرأت أكثر و أكثر عن الصحة النفسية ، أحببتها! أردت أن انقل كل ما اعرف لكل شخص يعانى مثلى فبدأت بصفحة على الفيسبوك و قدمت بعض الفيديوهات التعريفية عن الأمراض النفسية و غيرها من طرق التعامل مع ضغوطات الحياة. بعد نجاح هذة السلسلة قدمت سلسلة أخرى و أخرى.. وجدت شغفى! أردت أن اوفر الدعم النفسى لكل من يعانى من أى إضطرابات نفسية! أردت ان اكون الصديق المرشد الذى تستطيع ان تلجئ له فى اى وقت دون حرج! فالمرض النفسى ليس عائق و ليس شيئاً يدعو للخجل ، انه مرض نتعامل مع و نشفى منه مع الوقت. انت لست وحيداً فى هذة المعاناة! كلنا مررنا من هنا و كلنا يمكننا ان نُشفى!


فقد وجدت نفسى فى عالم الصحة النفسية , فدرست أكثر و حصلت على دبلومة معتمدة بمجال الصحة النفسية و دورات بالعلاج النفسى السلوكى المعرفى. لم اشفى كلياً من كل ما كنت أعانى منه و لكنى وجدت طرقاً كثيرة جعلتنى اتعامل بشكل افضل . جعلتنى لا انحنى ابداً لليأس و لا اترك ظلام العالم يترك أثره بداخلى، على النقيض قررت ان أكون انا الأثر الذى سيبقى حتى بعد رحيلى.



إذا كنت تحتاج الدعم النفسى ، ستجد صفحتى على الفيسبوك بإسم سارة عماد ، ستجد أيضا مجموعة الدعم الخاصة بى Let's heal together و ستجدنى من مستشارين منصة انستاكونسلت يمكنك إرسال إستشارة نفسية فى أى وقت.




Sarah Emad

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

انتى احلى واشطر بنوته فى الدنيا 😘😘😘😘😘

❤❤❤

❤❤❤

إقرأ المزيد من تدوينات Sarah Emad

تدوينات ذات صلة