بعد عام كامل فى معترك الحياه يأتي إلينا رمضان حاملاً معه الرحمات

أهلا بك عزيزي القارئ في أولى تدويناتي على منصة ملهم والتي من خلالها أشاركك أفكاري و خبراتي و رؤيتي لكثير من أمور الحياه لعلها تكون سبباً في إلهامك لحياة أفضل .


تأتي هذه التدوينه بالتزامن مع بداية شهر رمضان المعظم أعاده الله عليكم

و علينا بالخير واليمن والبركات.

و قد ألهمني قدوم هذا الشهر الكريم برؤيه جديده دعني أصحبك لتتعرف عليها.


فهل تذكر عزيزي القارئ في السنه السابقه كيف كانت سيارتك و كيف كان حالها و هى تحملك من مكان إلى آخر و من بلد إلى آخر سخرها لك رب العالمين لخدمتك فتسير بها مسرعاً تارةً و تجبرها على التوقف فجأه تارةً أخرى

تقضي بها ساعات في الزحام تحت حرارة الشمس و هذا يباغتك ليتقدم أمامك غير مكترثاً بقواعد المرور و ذاك يعبر أمامك فجأةً فتنحرف يميناً أو يساراً ، ثم تمضي في طريقك وقد امتلأ بالمطبات و العثرات و تجد نفسك إما تسقط في إحداها أو تتفاداها بأعجوبة وتغير مسارك ؛ و هنا إما أن يحالفك الحظ و تجد طريقاً أفضل أو تجد نفسك قد دخلت في طريقٍ مغلق فتضطر للرجوع إلى الخلف آملاً ألا يأتي أحدهم من خلفك فيصعب عليك أمر الرجوع .


و تمضي بك الأيام على هذا النحو و ترافقك سيارتك تواجه معك ما تواجهه و تدفع عنك ما تستطيع حتى تبدأ تظهر عليها علامات الإجهاد فلا تقوى على حملك إلى وجهتك و لا تتحمل ما تواجهه أثناء الطريق فيتراجع أداؤها و تقل كفائتها و كأنها تَئِن و تستنجد بك أن تريحها و تصون ما بها حتى تعود كما ألفتها من قبل قادره على خدمتك.

و هنا لا تجد أمامك إلا أن تتوقف عن كل ما تقوم به وتتفرغ لصيانتها فتذهب بها مسرعاً للمكان المخصص لذلك تاركاً إياها فترة من الوقت حتى تتعافى و تتهيأ من جديد لتعود إليك كسابق عهدها قويه قادره على خدمتك .


و ما النفس التي بين جنبيك ببعيده عن هذه السياره ؛ فالنفس هى الرفيق الذي يرافقك في طريق الحياه ، و ما أدراك ما طريق الحياه.. تمر الأيام مسرعه .. تتقلب الأحوال .. تسعى بحثًا عن الرزق .. تطمح في النجاح .. تواجه عقبات .. فإما أن تتخطاها أو تتوقف لتلتقط أنفاسك و تغير مسارك .

تتعامل مع أناس مختلفين ؛ فهذا يتنافس معك و ذاك يحبك و آخر تستعيذ بالله من شره.

و تكثر المسئوليات و تتراكم الواجبات و أنت لا تملك أن تتوقف و لو للحظه .. لأنها ببساطه هى "الحياه" ، فدائمًا يجب أن تكون على استعداد لاستقبال ما تأتي به الأيام.

إلى أن يُنهَك عقلك من فرط التفكير و يضيق صدرك من الضغوط و يتعب جسدك من الركض ؛ فتبدأ نفسك في الذبول شيئاً فشيئاً فلا تستطيع أن تعينك على شىء ولا أن تكون حاضرة معك كما سبق .


ثم يأتي رمضان بكل رحمه ليصون هذه النفس من كل ما واجهته و يصلح ما أَلَمَّ بها من آثار ما رأته على مدار عامٍ كامل .



فيأتي ليغسل قلبك من الهموم بالذكر فتنبت فيه الحياه مرة أخرى ويطمَئِن و يهدأ

و يصون جسدك من تراكمات سموم سنه كامله بالصيام و تنظيم أوقات طعامك و يملأ جسدك صحةً بالصيام و بركةً بالسحور .

و يريح عقلك بالتفكر و قراءة القرآن و التدبر في كتاب الله

و تطرد النفس ما أصابها من عطب و تسكن بالصلاه و القيام و الدعاء و تزداد يقيناً وإيماناً فتنتعش من جديد و تخرج من رمضان و قد دَبَّت فيها الحياه وامتلأت بقوه إيمانيه هائله قادره على احتوائك مره أخرى حتى يأتي عليك رمضان جديد ليجري لك دورة صيانه جديده .


فأيها القارىء الكريم إغتنم رمضان بكل مافيه .. تعَرَّض للنفحات ..إستقبل الرحمات .. تَفَرَّغ للعبادات فَكُلُّهُنَّ " أياماً معدودات "


كل عام وأنتم بخير



سالي عياد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كل عام وأنتِ بخير.. مقال جميل وملهم.. أتمنى لك مزيدا من التوفيق والنجاح

إقرأ المزيد من تدوينات سالي عياد

تدوينات ذات صلة