كلُّ امرأة تستطيع الاعتماد على نفسها,ستكون قادرة على رفع الأمّة.
كنت أتصفَّح "الفيسبوك" في الليلة الفائتة حين صادفت "فيديو" من لقاء تلفزيوني لأحد الشيوخ يتحدَّث فيه عن النساء, وتحديداً عن أنَّ المرأة عاجزة أن تصير عالمة ,وبأن أقصى ما يمكنها عمله هو قراءة بعض العلم و تلقينه لغيرها من النساء, اللواتي بطبيعة الحال هنَّ أميَّاتُ علمٍ و الجهل فاشٍ فيهنَّ و حاضرٌ و مقيم .
أثار الكلام حنقي كردَّة فعلٍ سريعة و طبيعية, ولكنْ ما إن سكت عنِّي الغضب , بدأت أفكّر كم شخصاً شاهد هذا المحتوى , واستقر في ركنٌ عميق من عقله اللاواعي ,ليستخدمه بعد حين على أي أنثى تظهر أمامه لكن بلفظٍ سوقيٍّ ليس غريباً عن أيِّ منا وهو "اذهبي للمطبخ" , ثمَّ عبرتُ من هذه الفكرة إلى فكرةٍ أبعد أراها كلَّما نظرتُ في المرآة أو جالست رفيقاتٍ لي أو حتى جلست إلى أمي و أخواتي, "فكرةُ أنَّنا نساء" .
حين دخلت الجامعة حاول والدي إجباري على تغيير تخصصي لأنه لم يكن مناسباً للنساء حسب رأيه , و من باب الكوميديا السوداء فقد صادفت زميلة في يومي الأول قالت لي : إن والدها أجبرها على دخول هذا التخصص لأنه باعتقاده الأنسب للنساء.
حين أنهيتُ دراستي الجامعية حدد والدي لي مجالَ عملٍ واحد وهو حسب رأيه مناسب للنساء ,وحين اتضح لي أن هذا المجال مستحيل و قررت أن أكمل دراسات عليا , قال :بأن الشهادة الجامعية العليا لا تلزم المرأة.
وحين احتدم النقاش بيننا ذات يوم قال إنَّ النساء سبب كل السوء في العالم.
أما الشخص الذي كنت أحب ,فقد كان يرى أنَّ الكتب تتلف دماغي لأنَّني امرأة,يفسد التفكير أنوثتها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات