حتى هذا اليوم، هناك 14 مرض مختلف تمت السيطرة عليهم من خلال اللقاحات، ولكن هل سيتم السيطرة على كوفيد-19 من خلال اللقاحات؟ هذا ما سنلقي الضوء عليه هنا؟
14 مرض لم نعد نسمع عنهم بفضلِ اللقاحات، هل سيكون كوفيد-19 منهم؟
نظرة خاطفة حول أصل اللقاحات
لربما نتسائل في ظل جائحة كوفيد-19 وتطوير اللقاحات المختلفة وهذا السباق العلمي بين شركات الأدوية الضخمة حول حقيقة أن اللقاح سينهي هذه الجائحة وعواقبها السيئة أم لا، وبما أنها لم تكن التجربة الأولى في العالم؛ فقد سبقَ كوفيد-19 العديد من الأوئة والجوائح على مر التاريخ، ومنها ما تم تطوير لقاح خاص للحدّ من انتشارها وشراستها وعواقبها. سنستعرض معًا هذا الخط الزمني في تطوير اللقاحات والتي بدأت بفكرة تعود إلى مئات الأعوام![1]
إن أسلوب التمنيع أو التحصين (بالإنجليزية: Immunization) يعود إلى مئات السنين من قبل، ويعتبر Edward Jenner المؤسس لعلم التمنيع في الغرب عام 1796، وذلك بعدما حصّن فتى يبلغ من العمر 13 عام باستخدام فيروس جدري البقر (بالإنجليزية: Cowpox) والذي أظهر مناعة تجاه فيروس الجدري (بالإنجليزية: Smallpox). بعد عامين فقط، تم تطوير أول لقاح للجدري، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ومع انتشار التمنيع على مدى كبير، تمت إبادة هذا الوباء المسمى بالجدري.[1] حتى نتحرّى الدقة، لم يكن Edward Jenner أول من اكتشف أسلوب التمنيع وإنما هو أول من تداولَ وتناقش عن هذا الأسلوب بشكلٍ علمي وسعى باحثًا عنه أكثر.[2]
14 مرض لم نعد نسمع عنهم بسبب اللقاحات
تذكر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) 14 مرض قد تم السيطرة عليه بشكلٍ فعّال من خلال تطوير لقاحات خاصة، فيما يلي ذِكر لهذه الأمراض:[3]
1. شلل الأطفال (Polio).
2. الكزاز (Tetanus).
3. الإنفلونزا (Flu).
4. التهاب الكبد الوبائي ب (Hepatitis B).
5. التهاب الكبد الوبائي أ (Hepatitis A).
6. فيروس الحصبة الألمانية (Rubella virus).
7. بكتيريا المستدمية النزليَة النوع ب ( Haemophilus influenza Hib type B).
8. الحصبة (Measles).
9. السعال الديكي (Whooping cough or pertussis).
10. داء المكوّرات الرئوية (Pneumococcal disease).
11. الفيروس العجلي (Rotavirus).
12. النكاف (Mumps).
13. جدري الماء (Chickenpox).
14. الخُناق (Diphtheria).
جائحة الإنفلونزا عام 1918، كم استغرق العلماء من الوقت لتصنيع اللقاح حينها؟
عندما ظهر فيروس الإنفلونزا الجديد عام 1918، كانت الحرب العالمية الأولى لم تنتهِ بعد، مما شكّل بيئة مشجّعة لانتقال الفيروس نتيجة الازدحام وحركات الهجرة والانتقال الضخمة. بالإضافةِ إلى شدّة الازدحام، فإن عدم وجد لقاحات أو علاجات فعّالة آنذاك أدّى لارتفاع هائل في أعداد الوفيات حول العالم ليصل إلى 50 مليون حالة وفاة![4]
بعد 16 عامًا من بداية ظهور جائحة الإنفلونزا، أي في عام 1933، استطاع العلماء فصل فيروس الإنفلونزا الجديد مما مكّنهم من تطوير أول الجيل الأول من اللقاحات من نوع اللقاحات الحيّة الموهنة (Live-attenuated vaccine). إن أول لقاح إنفلونزا تم تطويره كان أحادي التكافؤ (Monovalent) أي أنه يحمي من فيروس الإنفلونزا A. بعد اكتشاف النوع B من فيروسات الإنفلونزا، تم تطوير لقاح لكون ثنائي التكافؤ (Bivalent) وذلك ليغطّي النوعين من الفيروسات. وبعد العديد من التطورات، اكتُشِف لاحقًا أن فيروسات الإنفلونزا تُحدث طفرات تؤدي إلى تغيير مولّد الضد (Antigen) فيها؛ وهو من أجزاء الفيروس الذي يحفّز الاستجابة المناعية داخل جسم الإنسان عند دخوله. حقيقةً، فإن منظمة الصحة العالمية WHO توصي سنويًا بالعديد من التوصيات بما يخص تركيبة لقاح الإنفلونزا لذلك العام بناءً على أنظمة المراقبة والتي سيتم من خلالها تحديد السلالات النشطة في ذلك الوقت.
لقاحات ضد فيروس مرض كوفيد-19! ماذا هناك!
لعلّنا سمعنا بكثرة في الوقت الحالي عن اللقاحات التي تطورها مختلف شركات الأدوية العالمية للسيطرة على جائحة كوفيد-19 التي تسبب بها فيروس سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2)، ولتسهيل وتلخيص ما نسمع عنه، نذكر فيما يأتي أنواع اللقاحات المختلفة التي يتم تصميمها لفيروس سارس-كوف-2:
1. اللقاح الموهَن الحي (Live-attenuated vaccine): يحتوي على الفيروس الذي يسبب المرض بعدما تم إضعافه، ويقدّم هذا اللقاح مناعة قوية طويلة المدى، ولكن يجب أن يتم حفظه على درجات حرارة منخفضة وعدم بقاؤه فترة طويلة في التنقل من دولة إلى دولة.[6] من الأمثلة على الجهات التي تطور مثل هذا النوع حاليًا الأكاديمية الصينية للعلوم.[7]
2. لقاح الوحدات (Subunit vaccine): يحتوي على جزء محدد من الفيروس المسبب للمرض، مما يعطي مناعة قوية جدًا ويمكن إعطاؤه أيضًا لأصحاب المناعة الضعيفة. ولكنه قد يحتاج اشخص لجرعات مدعّمة متعددة من اللقاح لحماية مستمرة.[6] من الأمثة على الشركات التي تقوم بتكوير مثل هذا النوع حاليًّا هي شركة جونسون آند جونسون الأمريكية (Johnson and Johnson).[7]
3. لقاح mRNA: وهو من الطرق الواعدة البديلة للطرق التقليدية لإنتاج اللقاحات، حيث يمتاز بفعاليته ودرجة الأمان العالية لاستخدامه، سرعة الإنتاج والتكلفة القليلة. إنه نوع جديد، أي أنه لا يوجد في السوق التجاري حاليًّا لقاح من هذا النوع. من الشركات التي تقوم حاليًّا بتطوير هذا النوع الجديد من اللقاحات لمرض موفيد-19 هي شركة موديرنا (Moderna). [7]
4. لقاح الحمض النووي أو لقاح DNA: حيث يتكون من جزيئات ال DNA للبلازميد والتي تحمل الشيفرة للعديد من (Antigens) الفيروس. مقارنةً بلقاح mRNA، يمتاز هذا النوع بثباتية (Stability) أعلى وفعالية في إدخاله إلى الجسم، ولكنه يجب أن يدخل إلى نواة الخلية، مما يحمل خطر إحداث طفرات في الجينوم البشري.[7]
5. لقاح الناقل الحي (Live-vector vaccine): حيث يتم فيها إدخال فيروس آخر مختلف عن المسبب للمرض ولكنه يحمل مستضادات (Antigen) الفيروس المسبب للمرض.
6. لقاح الببتيد المصنّع (or Epitope vaccine Synthetic-peptide vaccine): تحتوي على قطع من المستضادات (Antigens) والتي تم تحضيرها بتقنيات كيميائية. إنه أسهل في عملية التصنيع وضبط الكفاءة، ولكنه يحتاج لمدعّمات متعددة لتقوية المناعة التي يُكسبها للشخص.
المزيد عن اللقاحات وفعاليّتها وأمانها، والمواضيع الطبيّة المشوّقة، تجدونها هنا على RxCourse!
المراجع:
1. https://www.immune.org.nz/vaccines/vaccine-development/brief-history-vaccination
2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1200696/
3. https://www.cdc.gov/vaccines/parents/diseases/forgot-14-diseases.html
4. https://www.cdc.gov/flu/pandemic-resources/1918-commemoration/pandemic-timeline-1918.htm
5. https://www.medscape.com/viewarticle/812621_2
6. https://www.vaccines.gov/basics/types
7. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7349596/
8.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل