أنثر ما يجول في خاطري على الورق لاخفف حدة الصراعات القامة بداخلي
البيوت في نظري مثل الانسان تماما و أحيانا تكون أكثر إنسانية منه ... كل زاوية فيها تروي حكاية ...هناك بيوت حزينة نشعر بحزنها بمجرد أن تطأها أقدامنا .. وهناك بيوت مرحة مليئة بالسعادة .... هناك بيوت تحتضننا منذ الزيارة الأولى ترحب بنا وتفتح لنا أبوابها في حين هناك بيوت موصدة في وجوهنا حتى ولو تمكنا من ولوجها تبقى تسودها عتمة خانقة تنفرنا منها و كأنها تخبرنا أنه غير مرحب بنا في رحابها ...
و قصتي مع البيوت لا تنتهي أتذكر تفاصيلها أكثر من قاطنيها ... كل بيت دخلته لي معه حكاية و مغامرة ...
ويبقى أحدهم الأقرب إلى قلبي و إن لم يكن يوما ملكي .... زياراتي له قليلة و متباعدة كانت أولها عن طريق الصدفة ... هنا كان الحب من أول نظرة ... ما إن فتح بابه حتى لمحت تلك الهالة التي تحيط بأرجاءه، شعرت أن كل تفاصيله تشبهني .... بيت يوحي لك أنه مليء بالحكايات .. حكايات لم و لن تروى بل أرادها أن تبقى مدفونة بداخله ... بيت منهك و مهمل أعياه الدهر و تقلباته .... لكنه مازال شامخا محتفظا بهيبته ووقاره ... منذ الوهلة الأولى اتخذته صديقا لي و اتمنته على أسراري .... شيعت خلفي حياتي السابقة و قررت أن تكون بدايتي بداخله و معه ....شرّع كل أبوابه لي و احتفى بزيارتي له ...واساني و طبطب على كتفي ومسح دموعي .... سمعني ولم يجادلني ... منذ تلك اللحظة و إلى الان لايزال صديق الصدوق كاتم أسراري و ملهمي .... إنه البيت الذي لم أمتلكه يوما لكنه امتلك قلبي .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
إن الصداقة كنز الوجود إن حصلت على ذلك الصدوق ملكت أصدق الأمور وأن خذلت فقد فقدت ذلك الشعور ولن يبنى أبدا