نبذة مختصرة عن حاصد أرواح النساء عبر الأزمان، و كثير من الترحيب بأكتوبر!

مع اقتراب شهر أكتوبر، تتكون في سماء العالم غمامة وردية، لا يتوقف انهمار أمطارها طوال الشهر، لتُخَلف وراءها قصصاً عن أناسٍ يصارعون السرطان بل حتى و يهزمونه أحياناً! قصصٌ تتغلب فيها الرغبة في الحياة على شبح الموت و أثماله. قصصٌ عن الأمل و البطولة. و لا يخفى عليَ عزيزي القاريء أنك حتماً على دراية بالمعنى الضمني لهذه الغمامة، فرحب معي إذاً بالضيف العزيز، أكتوبر، ساحة القتال الأشهر، ضد سرطان الثدي.


رغم أن السرطان في حد ذاته مسمىً مخيف، نجفل حين نسمعه، أو نسمع أنه يتغذى على جسد أحدهم، فإننا في حملات التوعية المحلية التي نقوم بها، نفضل الإشارة إلى سرطان الثدي بـ حاصد أرواح النساء وذلك لكونه أشد أنواع السرطانات فتكاً بالنساء ( من بين جميع السرطانات يشكل سبب الوفاة الأول بين النساء في الدول النامية و السبب الثاني في الدول المتقدمة، بعد سرطان الرئة). و تفقد حوالي 522 ألف سيدة حول العالم حياتها كل عام بسبب سرطان الثدي. و لكل هذا، كان من الواجب بشيءٍ، أن يٌسمى حاصد أرواح النساء! بل وحتى الرجال، لكن احتمالية إصابة رجل بسرطان الثدي لا تتعدى الـ 1% من كل المصابين به.

و الحقيقة أن علاقة سرطان الثدي بالأرقام علاقة مخيفة باستطراد، إذ أن كل الإحصائيات التي تخصه مفجعة، خاصةً أنه ليس نتاج اليوم، بل هو أقدم نوع من السرطانات تم ذكره في التاريخ، في بردية مصرية قديمة ( Edwin Smith papyrus). و يختم كاتب البردية كلامه عن حاصد الأرواح هذا بأن لا علاج و لا مفر منه. و لوقتٍ طويل صدق الناس أن الموت هو المصير المحتوم الذي تسير إليه كل السيدات المصابات بهذه اللعنة.. فهل هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم فعلاً..؟


يسعدني أخيراً أن أقول بملء فمي، لا.

لا.

بعض الإحصائيات التي لا تتواطؤ سراً مع هذا القاتل، تخبرنا بأن نسية الشفاء منه إذا تم اكتشافه في المراحل الاولى تصل إلى 99%، بفضل كل طرق العلاج الحديثة المختلفة و التي لا تزال تتطور كل يوم. بنفس اللغة التي يتحدثها هذا الحاصد إذاً، نرى أن النجاة واردةٌ و ممكنة، و ليست من وحي خيال الحالمين!

و قد صادفتُ شخصياً عدداً من الناجيات، اللواتي عدن لممارسة حياتهن بندبةٍ كبيرة، تذكرهن دوماً بالمعركة التي كانت. و ككل معركةٍ، لابد أنها انطوت على كثير من الألم، لذا لنأمل عزيزي القاريء، أن تتحلى كل النساء بالقوة لابتلاع هذا الألم، و المضي قدماً..كما هو دأب النساء دوماً.

من المهم أيضاً، أن تعرف كل النساء الطريقة الأعظم لحماية أنفسهن ضد هذا المعتدي غير المرئي؛ الفحص الذاتي! الفيديو التالي يشرح بالتفصيل خطوات هذا الفحص و متى يجب أن يتم كل شهر:

https://www.youtube.com/watch?v=9p0RpbkWqnc



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بحكم مهنتي شاركت في حملات التقصي المبكر عن سرطان الثدي، طيلة هذه السنوات، و كنت شاهدة عيان على حالات كثيرة متقدمة من المرض، و التقيت بنساء بعضهن زادهن المرض ثقة و قوة و منهن الكثيرات اللاتي تغلب الخوف عليهن فاصبحن ضعافا و غير قادرات على محاربته و النجاة منه. اذا كنت داءما اقوي من عزيمتي مريضاتي و اشجعهن على مواصلة التحدي بالمتابعة الطبية الجيدة و الصحيحة و ر فع معنويات الجسم و النفس، لتقوية جهاز المناعة لديهن، و اتباع برامج الدعم و المساندة في هذا المضمار...

إقرأ المزيد من تدوينات رُفيدة رشوان

تدوينات ذات صلة