نحن الآن في عصر تمكين المرأة لكن هل فعلا نقوم بذلك بطريقة واعية؟



لقد مرت على البشرية قرون من هيمنة الرجل حتى أن الرسول صلى الله عليه و سلم أوصى بالنساء قبل وفاته. في منتصف القرن الماضي كانت المرأة في أمريكا لا تستطيع فتح حساب بنكي إلا عن طريق زوجها فإذا كانت عزباء تفقد هذا الحق و قس على ذلك الكثير من الحقوق الضائعة التي تعتبر من البديهيات. إذا نحن لا شك خارجين من حقبة كان للرجل فيها الحظ الأكبر و من هنا أتت حركات النسوية و المناداة بتمكين المرأة و هذا أمر جيد إذا تم عمله بوعي، لكن ماذا أقصد بذلك؟

حتى نقوم فعلا بعملية منظمة لتمكين المرأة علينا أولا أن نتعمق قليلا في أساس الموضوع. تتواجد صفات الذكورة و صفات الأنوثة في كل من الذكر و الأنثى و أقصد بصفات الذكورة و الأنوثة بشقيها الإيجابي و السلبي فمثلا قد نجد رجل تطغى فيه صفات الذكورة السلبية مثل العنف اللفظي و الفوقية و الأنا و الغرور و الشعور بالتفوق و أي صفة تشعره بالقوة الزائفة و في نفس الوقت قد نجد صفات الذكورة السلبية هذه في المرأة و تكون هي السمة الظاهرة في شخصيتها لذلك تكون طاقة الذكورة هنا هي الصفة الغالبة عندها و قد نجد رجل يحمل صفات الأنوثة السلبية مثل ضعف الشخصية و قلة الثقة بالنفس و الكسل و الخوف و الحزن و عدم القدرة على التعبير عن الذات إلى الدرجة التي تطغى هذه الصفات في تركيبة شخصيته و تكون هي السمة الغالبة و هكذا.


لذلك ما علينا السعي له هو تمكين صفات الأنوثة الإيجابية و صفات الذكورة الإيجابية في كل من الذكر و الأنثى لاستعادة توازن المجتمع ككل. فمثلا ممكن تسأل كيف يمكن لرجل متواصل مع صفات الأنوثة الإيجابية بداخله أن يكون؟ سأقول لك أنه سيكون محب للسلام و الرحمة و الجمال و البهجة و لديه احترام و توقير للنفس و للآخرين و لديه أيضا إحساس بالأمان و الوفرة و بنفس الوقت سيصل للتوازن المطلوب الذي نتحدث عنه إذا كان أيضا مع هذه الصفات السابقة متواصل مع صفات الذكورة الإيجابية مثل الحماس و النشاط و الإقبال على الحياة و الإنجاز العال و القدرة على التعبير عن الذات و حمايتها و الصفات الإيجابية السابقة بشقيها الذكوري و الأنثوي ممكن تتواجد في الأنثى و هذا ما نريد الوصول إليه و تمكين الذكر و الأنثى للوصول إليه أيضا.


هدفنا أن نصل لشخصيات ذكورية و أنثوية متوانة متصلة بفطرتها و صفاتها الذكورية و الأنثوية الإيجابية لأن هذا هو الحل الأدوم لتوازن المجتمع ، فالرجل المتوازن الذي يشعر بالأمان بداخله لن يكون لديه مشكلة في تمكين المرأة أو حتى تمكين أي شخص يجده في طريقه.


إذا كنت تقرأ هذه المقالة الآن فأنت جزء من الحل عندما تعمل على توازن شخصيتك كما وصفنا من قبل و إذا كان لديك أطفال فأنت أيضا جزء من الحل عندما تربي أطفال متوازنين أصحاء نفسيا و ذهنيا و روحيا. التغيير الخارجي يبدأ بالداخل، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات م.رانيا بدر

تدوينات ذات صلة