أجمل رحلة

هل فكرتم يوما ماهي اجمل مغامرة قد تخوضونها؟! واجمل رحلة قد تقومون بها في حياتكم؟!

قد يختلف الجواب من شخص لآخر.. ولكن بالنسبة لي.. هي مغامرة البحث عن الشغف..

يعرّف الشغف لغة بأنه أقصى درجات الحب وأقواها.

وفي بيان قصة يوسف عليه السلام قال الله ﷻ :((قد شغفها حبًّا)).

والشغف: يتجاوز الرغبة العارضة إلى تعلق القلب بالشيء بشدة والحرص على عدم التفريط به، والإنسان الشغوف يفكر بالشيء في أغلب وقته ويسعى لتحقيقه.

الشغف هو مصدر يغذي أرواحنا ومشاعرنا ويدفعنا إلى الأمام غير عابئين بالعقبات المحتملة التي قد تظهر، فالإنسان الشغوف لا يوقفه شيء.

وهو يعتبر من أفضل الطرق الموصلة للنجاح.. فالعلاقة بينهما طردية.. كلما زاد شغفنا باتجاه معين، زاد نجاحنا فيه..

هل سمعتم يوما بأشخاص تركوا وظائفهم ومصدر الأمان المالي لهم ليغيروا وجهتم لعمل آخر قد يكون أقل دخلا من الأول لتتفاجأوا بنجاحهم فيه نجاحا مبهرا.. لقد لحقوا بشغفهم وقاموا بتلك المغامرة الجميلة التي أتحدث عنها.

يقول الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين:

"اتبع شغفك ولن تعمل يومًا في حياتك".

فأمتع وظيفة أعمل بها هي التي اتبع فيها شغفي.. فلا كلل ولا ملل هناك.. وما أجمل من أن أجني مالا أيضا من شيء أحب فعله.. كالهوايات مثلا.. فليس منا من يقوم بهواية لا يحبها ويقضي وقت فراغه مستمتعا بها.. فكل هواياتنا مستندة على شغفنا أساساً..

أعرف أن هناك من سيأتي ليقول: (ليس لدي هواية ولا شغف)..

في رأيي هناك حلان لهذه المعضلة..

أولا.. أن تحاول أن تتذكر ماذا كنت تحب فعله وأنت صغير.. بماذا كنت تقضي يومك.. مالذي كنت تفعله بإتقان وتتلقى المديح بشأنه.. ما الذي كان يصنع يومك..

سوى أن هذه الطريقة قد تكون محدودة الاتجاهات وعالم الهوايات عالم واسع، زاخر بكل ماهو جميل.. وهذا بالطبع يقودنا إلى الخيار الآخر..

وهو أن تجرب كل شيء يخطر ببالك، كل هوابة تسمع عنها، أو تراها بوسائل التواصل أو مواقع الإنترنت، -فهي نعمة وجب علينا استغلالها على أكمل وجه- حتى تصل إلى شغفك.. ولكن تذكر وأنت تتبع شغفك ألا تركز على النتائج، فهذا التركيز قد يشتت انتباهك عن هدفك النهائي..

ها أنا قد أريتكم بداية الطريق لأجمل رحلة قد تقومون بها وما عليكم سوى الوصول للنهاية..