عندما لا نرى سوى الأخطاء تأتي لحظة بغير توقع ترينا الحقيقة...


لحظة الحقيقة، عندما تطفو على السطح كل المشاعر الكاذبة، وتنكشف للذات، وتبدأ بالاحتراق تحت الشمس، وتبدأ ذكرياتنا بإخبرانا عن العديد من الأخطاء والتي بدأت صائبة في لحظة معينة، لكنها تبدو خاطئة في لحظة أخرى، لحظة الحقيقة...


لحظة الحقيقة تقول لماذا تشعر بالضعف، ولماذا تشعر بالخجل، وتعطي أهمية لا تنتهي للأكاذيب، وتجعل روحك تحترق، وتذوب في الشعور بالندم... لحظة الحقيقة تخلق إيمانًا لا نهاية له بالوعي الذاتي، والطريقة التي يمكن أن تنكشف بها الذات، دون ندم على الأشياء التي حدثت، ولكنها تندم على الأشياء التي لم تحدث... لحظة الحقيقة، تعكس الوفرة، وتقدير الذات...


لحظة الحقيقة, تقول لماذا تستحق الذات أن تغسل كل المخاوف، وكل القلق، لتؤمن بأنك تستطيع التغلب على الحزن والأسى، لتبدأ في رؤية المستقبل بكل توهجه، لتشعر بقربه لدرجة أن تحرق عينيك...


لحظة الحقيقة، تضع أمام الذات مرآة للزمن، تعكس الرحلة التي مررت بها؛ لتشعر بالسلام في قلبك، لمعرفة أن كل ما مر قد حرر الروح مرة أخرى، ولتفك القيود التي كانت تربطك وتسحب روحك، ولتحلق عالياً، لتصل للسماء، لأنه مع لحظة الحقيقة، وكما يقولون، حدودك هي السماء...


لحظة الحقيقة، تجعلك ترى الحب، تجعله ينعكس في واقعك، وتجعلك تتخلص من الألم اللا منتهي والذي يرقص داخل صدرك مما يجعله هشاً، لتعشق بعمق، لتعلمك الاشتياق من جديد، لتعلمك الابتسام من جديد، لتعلمك أن تحب ذاتك وتقدرها وتحترمها، وتربت عليها، لتعيش حالة حب مستمرة تكون جاهزاً لمشاركتها مع الآخرين...


تقول لحظة الحقيقة إن الوقت قد حان للخروج من الأحاسيس القديمة، ولمواجهة مصير جديد بأفكار واضحة، بأمل مشرق وترك الألم يسافر ويبتعد محمولاً على أعطاف الرياح متناغماً مع تساقط الأوراق الخريفية... لحظة الحقيقة تكشف سر الذات، وتغوص عميقاً، وتزيل كل الرماد المتراكم وتجعل القلب يضيء بنبضات جديدة ومختلفة، وتخلق له أجنحة تحلق فوق الظلام، وتفتح باب الأحلام، لتسمع الابتسامة وترى الضحك...


لحظة الحقيقة تقطع المسافة، تضيء نجمًا بأنفاس ساحرة تحترق، تخلق رؤية للمستقبل، وتحرر غموضه من الضباب المحيط به... لحظة الحقيقة تخبرنا كيف نكتسب الحكمة، ونخلع قناع وهم الذات... لحظة الحقيقة تعلم الذات أن تنهض وألا تدع روابط الماضي تؤثر على المستقبل، لحظة الحقيقة، تفتح الباب لبداية جديدة، لتدخل دون تردد، وتشعر بنسيم بارد يلمس قلبك الدافئ، لتولد ذاتاً جديدة...


مع لحظة الحقيقة، ولدت الذات لتكون نقية، ولتعرف ظلالها وتحتفي بها، فالظلال مهمة كما نورها... لحظة الحقيقة، هي لحظة الحرية، لتتحرر من أخطاء وأكاذيب الماضي، لتكون حراً وتستمتع بالآن، لتكون حراً وتشعر المستقبل، لتكون حراً وتحب ذاتك، ولتكون حراً فقط...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تجربتي... ريم القدح

تدوينات ذات صلة