علموا أطفالكم التحليق في عالم الكبار و إدارة حياتهم في المستقبل
أبدأ حديثي بذكر قصة الفراشة التي كانت تحارب من أجل الخروج من شرنقتها و التحليق في العالم الواسع و أثناء ذلك كان يراقبها رجل و هي تصارع من أجل خرق الشرنقة ، فحزن عليها و لإنهاء معانتها قرر مساعدتها بشق الشرنقة لها. بالفعل خرجت الفراشة و كانت متورمة الجسد، ضعيفة الجناحين، غير قادرة على الطيران.
نية الرجل كانت طيبة لمساعدتها لكنه لم يكن يعلم أنه آذاها أكثر من أن يساعدها وذلك لأن الفراشة أثناء مصارعتها للشرنقة يفرز بطنها مادة لتقوية أجنحتها و يخفف تورم جسدها،
في فيديو سابق ربطت قصة الفراشة بمصارعتنا في حياتنا للوصول لأهدافنا و أن معاناتها أثناء ذلك تجعلنا أقوى و تصقل شخصياتنا. و لكنني هنا أريد توجيه كلامي للأهل .
أحيانا نحن كأهل نحاول مساعدة أطفالنا لكننا نعيد سيناريو الرجل مع الفراشة. عندما نجنبهم التعرض للفشل و المحاولة أكثر من مرة للوصول لهدف ما و نحل لهم مشاكلهم و نلبي جميع رغباتهم و لا نحملهم أي مسؤولية مهما كانت فإننا ننشئ أفرادا ضعيفين غير قادرين على إدارة حياتهم دون مساعدتنا أو مساعدة صديق أو غريب .و أحيانا هذا ما يجرهم إلى أصدقاء السوء الذين يجدون فيهم اليد الحانية و المخلصة لهم.
يبدأ تعليم الطفل المسؤولية من خلال مهام صغيرة تكبر مع الزمن مثل ترتيب سريره و تنظيف طبقه و محاولته لحل مشكلاته مع أقرانه. أحيانا لا نلاحظ أننا نؤذيهم كما فعل الرجل فنلبي رغباتهم لتعويض الوقت الذي لا نكون معهم فيه أو لنسرع من وقت إنجاز مهمة ما مثل ترتيب المنزل و لا ندرك بأننا بهذا نجلعهم غير متعاونين و غير قادرين على تحمل المسؤولية و أفرادا يبحثون عن من يلقون اللوم عليه في حال تعرضوا للفشل .
لا تشفقوا على أطفالكم من المسؤوليات الصغيرة و أجعلوا أجنحتهم أقوى ليستطيعوا التحليق في المستقبل في عالم الكبار .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات