لا أحد مسؤول عن حياتك غيرك، فاختر دورك بحرص وعناية...
تتفاوت الأدوار في مسرحية الحياة، فهنالك من يأخذ دور المسؤول، وآخر من يأخذ دور الظالم، وذاك من أحب دور المرشد ولكن هنالك دور ينجذب إليه الأفراد بطريقة مختلفة، ربما لسهولته وربما لإيجادهم الراحة فيه، ألا وهو دور الضحية.
هذا الدور قد يكون من أسهل الأدوار التي يتقلّدها الانسان في الحياة. وما أسهل من أن ألوم الظروف والأشخاص من حولي؟ بل وألقي بمسؤوليتي الشخصية عليهم؟ هنا بالتحديد يتفنن الفرد في لعب الدور. فهو يضع نفسه موضع الضحية التي ظُلمت في الحياة، ويتمسك بعبارات مثل “لا أحد يهتم بي”، “كل سلبيات الحياة تأتي لي أنا” و”لا أحد يحبني” وغيرها الكثير، ظناً منه أن الحياة بأكملها تقف ضده وهو الشخص الوحيد الذي يواجه تحديات في الحياة.
دعونا نتفق أننا جميعاً كبشر، وبدون أي استثناء، نتعرض للعديد من المواقف المختلفة في حياتنا، منها الجيد ومنها السيء، ومن الخطأ أن نصبّ تركيزنا على المواقف السيئة فقط، وننسى اللحظات التي أسعدتنا ورسمت البسمة على وجوهنا.
“أوبرا وينفري”...
“أوبرا” كانت لتكون أكبر مثال على دور الضحية في الحياة، حيث إنها عانت كثيراً في صغرها، فكانت تحدياتها كبيرة مقارنة بصغر سنها. بدايةً من فقرها المدقع، مروراً بحملها وإنجابها في ال١٤ من عمرها حتى موت طفلها بعد ذلك. كل هذه الأحداث أدت إلى انهيارها، إلا أنها، وعندما عرضت عليها الحياة دور الضحية، لم تقبله، رفضته لما فيه من ضغوطات نفسية وانفعالات سلبية. رفضته لأنه فخ، عرفت أنه فور قبولها إياه سوف تظلم حياتها وستكون أسيرة لهذا الدور.
إذا عُرض عليك دور الضحية، أرفضه.. لا تقبله، فهو دور لن يخدمك بل على العكس سوف يبدأ بسحبك إلى الوراء. سوف يستنزف طاقتك ويحد من إمكانياتك. كن أنت المسؤول عن حياتك، ولا تضع نفسك موضع المظلوم، فعلى عكس الظنون، لن يلتفت لك أحد من أجل المساعدة، ستكون فقط محط سلبية بالنسبة لهم. امسك زمام أمورك، لست الوحيد الذي يواجه ويجابه في هذه الحياة، لكل منا مشاكله الخاصة. تعلّم أن تخطئ وتتعلم من هذا الخطأ.. طوّر من ذاتك وساهم في ارتقاء تفكيرك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات