دعوة إلى التوجه للعمل وعدم العكوف على الألام وإضاعة المزيد من الوقت والتوجه إلى العمل وتطوير الذات والقيام بأشياء من شأنها ان تبني المستقبل وتغير الحياة

كثيرة هي الأحداث التي دارت على مدار عام 2020م، والتي عكرت صفو الحياة، وأرهبت الناس، وخاصة الجزئية المتعلقة بجائحة فيروس كورونا كوفيد-19، الذي أشغل العالم اجمع وعطل سير الحياة بطريقة غير طبيعية، أوقف حركة العمل والتنقل والسفر بين البلاد، وقد فرض تفشي المرض على العالم المكوث في البيوت، بإغلاق الحدود والتنقلات حتى داخل البلد نفسها، وتأثر الاقتصاد، وعانت الكثير من الناس من قلة الدخل المادي، وعدم مقدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية، الأمر الذي جعل من الصعوبة الشديدة تحمله دون المرور بمراحل من اليأس والألم والمعاناة والقلق على المستقبل وعلى العمل وحتى الدراسة .


كما وتألم الكثير منكم على فراق أحبابهم، أو على تعطل حياتهم وانقطاع سبل عيشهم، فكان منكم أصحاب المشاريع الصغيرة، التي كانت مصدر الرزق الوحيد لكم، فعانيتم الضيق المادي وأحاطتكم الهموم والأحزان والخوف من عدم تدبر قوت يومكم.


وهناك من عانى القلق من تعطل الدراسة الوجاهية وأصابه القلق على مستقبله وحياته من عدم النجاح خاصة بعدم تمكنه من المتابعة عن طريق التعليم الالكتروني، كثيرة هي المواقف الحياتية التي مرت على الإنسان والتي من بينها فقدان حبيب أو غدر صديق أو خسارة تجارة أو رسوب وفشل، كل هذه الأمور إذا بقي التفكير بها لن يغير شيء وسيستمر الأثر السيء ولن يتغير شيء ولن تصل إلى ما أنت تريده.


ولعل أكثر الأشياء التي كانت محور الألم والمعاناة والخوف على مستوى العالم هو خوف الإصابة بالكورونا فقمت فأغلقت على نفسك وأهل بيتك خائفًا تترقب، ما سيسفر عنه العديد من اللقاحات التي تم تجريبها، فتسمع أحيانًا بأن العلاج قد تم اكتشافه فتفرح، لتعود مرة أخرى وتكتشف أنها إشاعة فتحزن، وأنت هكذا بين حزن وألم تعتكف على البؤس الذي ألم بك.

عزيزي القارئ؛ إن كثرة المواقف التي تؤثر فينا كبشر خلقهم الله تعالى على الأرض بقدرات تحمل محدودة جعلت الحياة سلسلة واسعة لا تنتهي من الأحداث والتطورات التي تقع علينا إما بالسوء أو بالأمر الجيد، واعلم عزيزي أن كل ما تراه وتعيشه من ألم ومعاناة ما هو إلى نوع من العبر التي تترسخ في عقلنا الباطن بقوة، تجعلك متسلحًا بالكثير من القيم والمفاهيم التي لم تكن في بالك.

وقد تكون ممن فقدت عزيزا أو عملا فوجدت ان ذلك نهاية العالم، فعطلت حياتك باكيًا على أطلال ما كان وما حدث لك، فماذا استفدت؟؟ هل استعدت ما فقدته؟ هل التجارة التي خسرتها واستسلمت للخسارة وجلست واضعا نفسك في زاوية الألم عادت إليك من جديد؟؟ بالطبع لا

وأنت تعلم بأننا طوال حياتنا نحاول أن نتعلم الكثير من الدروس الممنهجة في المدارس والجامعات، ولعل الدروس الأكثر تأثيرًا في حياتنا هي تلك الدروس التي تأتي على شكل معاناة وقلق، تفهمها جيدًا وتأخذ منها العبرة لتنهض من جديد بشكل أقوى قادرًا على التحدي، واعلم عزيزي بأن الحياة هي أم المدارس وأكبرها.


فمهما أحاطت بك الصعاب خلال العام وأوقفتك عن الاستمرار في العمل والنهوض للوصول إلى تحقيق الذات وتحقيق ما تم التخطيط له، فلا تبتئس لأن الفرصة ما زالت أمامك، حاول أن تنهض من جديد؛ وضع دائمًا نصب عينيك بأن المواقف التي تتعرض لها مهما كانت مؤلمة ومقلقة فهي دروس تصنعك بحلوها ومرها، كن على إيمان كامل بالله تعالى، وارض بما قسم الله تعالى لك، واجعل الرضى بكل اللحظات التي تعيشها، فالحياة لا تقف على فقدان أحد، ولا تقف على خسارة شيء، إن الفشل ليس نهاية العالم، حاول من جديد بوسيلة أخرى كي تستعيد نفسك وتبدأ عامك لتعود لعملك وتحقق ذاتك وطموحك، كن على ثقة بأن الله تعالى زرع في داخلك من الطاقة التي لا يمكن أن تستسلم للبؤس واليأس، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون نفسه.


اعلم عزيزي القارئ بأن ما حدث وسيحدث هو بتقدير من الله تعالى وعليك ألا تستسلم، فها نحن على مشارف نهاية عام 2020م، فعليك أن تنهض من بين الركام تنتشل نفسك وقوتك لتعود من جديد مثابرا على العمل متحديا جميع الصعاب التي تواجهك ابتسم للحياة فهي تحب المقبلين عليها توكل على الله، فإن كنت فشلت في دراستك فأنت الآن أمامك الفرصة لتغتنمها وتعود من جديد تلتزم كتابك وتنسج خطتك الدراسية التي تسير عليها قل لنفسك دائما أكون أو لا أكون


وأنت يا صاحب العمل المغلق ماذا تنتظر ها هو عام انتهى وأنت راكعا أمام ظلام الليل الدامس، إن نهاية العام توحي لك بنهاية الألم وبداية الأمل، انهض من جديد ثابر اعمل لا تغلق بابا إلا وتطرقه لتقوم بكل ما هو ناجع لإعادة حياتك وإعادة عملك وربحك.

انت مسؤول عن السعي ، لا النتيجة 87027022250924960



ولعلك الآن تتساءل الطريقة السليمة لاستقبال عام 2021م، وكيف تبدأ من جديد، لن أطيل عليك الإجابة فكن معي.


..1. اعلم بأن البداية الجديدة لا بد أن تكون بالبحث عن الامتنان قم بعمل ترتيب لما في حياتك وتمتن لوجوده وبقائه معك حتى الآن، واعمل على تطويره، فلعلك ما زلت تملك العمل، فاحمد الله عليه وحاول أن تضع خطة لتطويره والنهوض به من جديد ليكن عام تطوير الذات


2. حاول ان تنظر إلى عام 2020م تلك النظرة العميقة المحللة، ضع قائمة الأشياء التي لا ترغبها وأكثر ما عرقل سير حياتك، قم بتحديد ما أنجزته من خبرات ومعارف ومهارات ولا تستصغر شيئًا، حدد ما تم تعطيله في حياتك، قم بوضع يدك على أكثر الأشياء التي سببت لك الألم، حينها ستعرف جيدًا كيفية ترتيب أولوياتك والعمل على تحديدها، كما عليك أن تتعايش مع الفايروس وتلتزم بسبل الوقاية وتكمل حياتك بشكل طبيعي ليكن عام التعامل مع التحديات


3. اعلم أيها القارئ العزيز بأن الإنسان الذي يريد أن ينجح ويحقق أهدافه ويصل إلى طموحاته لا بد وأن يقوم بعمل خطة زمنية مدروسة لكل هدف من الأهداف ولكل عمل من الأعمال التي يريد تحقيقها خلال العام، فمثلًا: إذا أردت أن تأخذ دورة تدريبية في مجال التصميم فحدد لنفسك فترة زمنية معينة، وقم بتنفيذها لتنتهي بالوقت المناسب لتنتبه إلى عمل آخر لتحققه ليكن عام الإنجازات


4. أنصحك ببداية العام الجديد أن تقوم بإعادة النظر في العديد من الأمور العالقة والتي لا تشعر أناه تتحرك وانها السبب الرئيسي للألم والمعاناة في حياتك، قم بما يجب إنهاؤه قبل انتهاء العام حتى لا تحمل معك إلى العام الجديد الأعباء القديمة التي يمكن التخلص منها، كن واعيًا ولا تترك العوائق تنتقل معك لسنة جديدة حتى لا تعكر صفوها عام ليكن عام الوعي


5. حاول أن تجعل لنفسك العديد من التحفيزات لبرمجة عقلك الباطن عليها، قم بترديد الإيجابيات التي يمكنك إنجازها، واكتب كل ذلك حتى يساعدك في بدايتك الرائعة للعام الجديد، لا تدع اليأس يسيطر عليك مرة أخرى واعلم ان هذه البداية هي بداية انتهاء المعاناة لابتداء الأمل والإنجاز والنهوض وتحقيق الذات..ليكن عام التحفيز


دوما أنت المسؤول عن السعي


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل و رؤية ايجابية لواقع غير مسبوق

إقرأ المزيد من تدوينات مجدي حمدان

تدوينات ذات صلة