يقال أن الحياة حكايةوكتاب ومعجم ومسرحية وكل هذه التشبيهات التي تدغدغ الوجدان وتلهب زمنك مؤقتا ، اما استمراريتك بصيانتها تتلخص بان الحياة هي انت ؟!
فلترة الحياة
ببداية معرفتي بنتائج فحص كوفيد 19 وأن النتحية ايجابية واصابة اغلى من حولي تخربطت كل روابط الحياة لدي لمدة ساعات وبعدها كانت هنالك روابط جديدة تحلق بكيان العقل وتلهم القلب ، خطرت لي قاعدة أن الانتظار اكثر بشاعة من اتخاذ القرار ! هنا تذكرت قصة ربما بها الكثير نبحث عنه بداخلنا اثناء العثرات والازمات والتحديات العميقة وهي :
" كان الطبيب الساحر يسير مع تلميذه في غابة افريقية ورغم لياقته العالية إلا أن الطبيب كان يسير بحذر ودقة شديدين
بينما كان التلميذ يقع ويتعثر في الطريق
وكان كل مرة يقوم يلعن الأرض والطريق ثم يحقد على معلمه
وبعد مسيرة طويلة وصلا الي المكان المنشود....
ودون أن يتوقف التفت الطبيب إلي التلميذ واستدار وبدأ في العودة
قال التلميذ: لم تعلمني اليوم شيئا يا سيدي
قالها بعد أن وقع مرة أخرى
قال الطبيب لقد كنت أعلمك أشياء ولكنك لم تتعلم
كنت أحاول أن أعلمك كيف تتعامل مع عثرات الحياة
قال التلميذ :وكيف ذلك؟
قال: بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع عثرات الطريق..فبدلا من أن تلعن المكان الذي تقع فيه ..حاول أن تعرف سبب وقوعك أولا! "
ليس منّا من لم يعان قسوة الحياة يوما، كلٌ أُعطي على قدر إنائه من الهم والكدَر، والقلق والحزن والكائبة ، فالحياة كما أشقتنا.. لطالما أسعدتنا، وكما أبكتنا كثيراً.. كثيراً ما أنبتت الابتسامات العذبة على شفاه قلوبنا، حتى لحظات الحزن بعضها اكسبتنا منح لمعرفة ذاتنا بشكل أعمق وجعلتنا اكثر نضجا ووعيا بداخلنا ولكي تستمر لابد من فلترة الصندوق الأسود الذي بداخلك رغم وجودك على قيد الحياة !ولكن السؤال هو: كيف نبقى على ما يرام ؟!وأظن أننا نستطيع ذلك " بفلترة الحياة " !! لم يخلق الله شيئاً فى الكون عبثاً دقق النظر فى كل شيء حولك وستجد أن هناك الكثير من الأشياء التي تدعوك للسعادة والاطمئنان والاحساسس بالامان، عطايا الله كثيرة وهباته لكل عبادة عظيمة، لا تنظر إلى الخلف فتتعثر خطواتك وتنكب على وجهك فتجد أنك لم تجنِ شيئاً، خُض فترة الفلترة وتعلم من أخطائك ، في هذه الحياة ...ستواجه صنفا لا يكترث إلا بنفسه !! وستواجه صنفا يخذلك في نهاية الطريق ..وصنفا ينكر معروفا لك ...ستصفعك الحياة بمن وثقت بهم ! حتى نفسك ستخذلك يوما ..فتعلم كيف تنهض بنفسك دون اللجوء الى احد ...ستسقط مرة مرتين او ثلاثة ولكن لا تقلق انها البداية الى الصعود ان تعملت !!! فما الحياة إلا أم بدأ وليدها المشي لابد أن تترك يده لتختبر هل يستطيع المشي حقاً أم أنه لم يتعلم بعد .من هنا لا بد من تفعيل مبدأ الفلترة فلترة الحياة بشكل دائم فلترة المواقف ويشمل فلترة العلاقات فلترة الأهداف ، فترة يعيد فيها الشخص ترتيب أولوياته ، تصبح الفلترة ممارسة حياتية يستطيع من خلالها الانسان اعادة اكتشاف ذاته بالمعني الحقيقي ،اكتشاف مواهبه، قدراته، هواياته، آلياته النفسية ، يكتشف فيها الشخص الناضج بداخله الذي لا يشعر بان العالم مدين له بشئ فعليك العمل لتحقيق ما تريد من الحياة عش بقيمك لا بقيم الاخرين ، واعترف بالأخطاء لنتعلم منها وهذه مهارة " الابتعاد عن جلد الذات وعدم معاقبة الاخرين ،كن على يقين لا أحد يعرف اللحظات الصغيرة الي ماتت روحك فيها ، ولا أحد يعرف متى عادت ولا كيف عادت ، ولا أحد يعرف لماذا تبستم وأنت وحدك كن قويا لأجلك ولأجل من كنت سراجا لهم .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات