كنت دائماً اسأل حالى لما نهتم بشئ ويصير هدفنا فى الحياة وفجأة تفتر همتنا وعزيمتنا،فالأمس كنا نتوق لها واليوم صارت قواتنا معدومة،أهو مرض العصر

انطلقت إلى دفاترى اكتب ماحدث لى اليوم ، وما كنت انوى أن افعله وارجأته لليوم القادم ومن تسويف إلى آخر حتى صار فعل ماضى وحاضره ومستقبله لن يأتى لأنى ببساطه ألقيت أفعالى فى قمامة أفكارى التى يوجد فيها الكثير ،وظلت حبيسة داخلها تصرخ للخروج وأنا اصر على حبسها.جنت وضجت رأسى بما فيها بما فيها من أفكار وقررت اضع للماضى حداً والتسويف الذى يلتصق بالفعل وانجاز ه و بجانبه علامة صح كبيرة لاشعر بالفخر والامتنان لذاتى.

صارت السفينة بما لا تشتهى السفن وانجازى لم يقابل بالترحاب المتوقع والثناء عليه وردود الأفعال كانت صادمة لى ،ومع ذلك لم اكترث وأصررت على الثبات. ظللت احاول واعافر لمدة سنة بل وأكثر وردود الأفعال ليست بسيئة ولكنى ظننت أنها ستقابل بالترحاب من قبل العديد من الأصدقاء والمعارف لكن الردود كانت غير متوقعه بل سلبيه عند البعض، لدرجة أنى بدأت اشك فى قدرتى وأن أفكارى بالية لن تفيد الناس فى شئ فكتمتها عن الجميع بما فيهم نفسى.كنت فى السابق احتفظ بأفكارى فى رأسى واليوم لم تتزاحم حتى فى عقلى بل طارت مثل أوراق الشجر فى يوم عاصف.صرت شخص غريب لا يمكننى التعرف عليه ، شخص مزاجى الهوى وسطحى إلى أقصى حدود وقابل هذا هوى بعض الناس، برغم فقد هويتى وشغفى عن ما اطمح إليه لكنى وجدت ردود أفعال التى اتمناه فى السابق على أفعال تافهه لا تمثلنى ولا تلقى استحسان داخلى ولا من حولى .نظرت لنفسى فى المرآه لأتعرف على وجهى من جديد وملامحى الجديده وسألت نفسى سؤال أهذا ما تطمح إليه؟ إرضاء من حولك أم الناجة بنفسك والبحث عن شغفك ؟ أهذا ما تريده حقاً النجاح الزائف وشبح يسطح الأفكار ليلقى استحسان الناس ويصفقوا لك وتلقى على أعتابك الورود.

- الناس تحب التسطح والأفكار الخفيفة التى لا يوجد فيها مغاله ولا تصنع. قالها شبحى فى المرآة

- ووظيفتنا أن نرتقى بذوق العامة والخاصة ونغير مفهومهم ونعمق أفكارهم والتصنع والمغالة لا تأتى فى الأفكار بل فى أفعال العامة والخاصة حتى صار أسلوب حياه وطقس مرهق لا اجيده.

قررت أن انهى الحوار بشكل نهائى والاسئلة فى رأسى لا تهدأ ماذا اريده من هذه الحياة المجد والشهرة واستحسان الناس أم شعورى بالفخر بانتهائى للأشياء؟ أهذا ما احتاجه ومايريده الناس و احتياجى للشهرة والرضا الداخلى لذاتى أهم مما اقدمه من محتوى واطرحه عليهم.قد يكون اختيارى للمتلقين الخطأ من البداية ،فكيف أن يسمع البسطاء السوبرانوا باللغة الأيطالية ويستحسنوه ؟ فبتأكيد الخلل فى اختيارى للمنصتين والمحتوى قد يكون فيه بُعد فلسفى عميق وتجربة حياتيه لا يفهمها الكثير حتى القريب منى، فلما كل هذه الصعاب والعراقيل التى اضعها للمتلقى فلا يفهمنى ولا يمكنه الوصول لعالمى ونلتقى فى نقطة ما نفهم بعضنا البعض. أكان شعورى بذاتى وإحساسى بالكمال فى أفكارى اغمى عيونى عن صعوبة أفكارى ووصولها للعوام حتى الأقارب لم يفهموها؟

كنت اريد أن اسرد رحلتى لهم كما عشتها بتعقيدها وبصراعها دون اغفل شيئاً لكنى اخطأت فى حق المتلقى وظننت أن فكرنا واحد واحسسانا بالكلمة وتلاقيها كما هو. لا تثق فى موهبتك لحد الغرور والكبرياء ولا تستعجل النجاح حتى تفقد الشغف وتستسلم وتصير شبح وسط الأحياء وعدل ذاتك واعمل عليها فنحن بشر ناقصون نظل نتعلم حتى نفنى ونموت. أفكارنا قد تكون ناقصة لدى بعض ومملة للبعض الآخر ومعقدة وصعبة التنفيذ على أرض الواقع فى عيون آخرين، لكن تتميز الأفكار بمرونتها وتطويعها لحاجتنا وتطبيقها بأنماط آخرى والاستفادة منها فى أصعدة آخرى ، فالأفكار لاتموت ولا تبلى بل تظل موجودة إذا كانت محموده لا تخرب العقول والقلوب.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يلا نكتب مع مى عصمت

تدوينات ذات صلة