إن علة الإنسان لا تبدأ إلا من باطنة، لذا يتوجب عليه سعي وراء دواءه.
من مفرقات الحياة أن يضع البعض ألماسً في ظاهره فقط و لا يحظي الداخل بها. مع مرور الوقت ، ستسقط تلك الأحجار الامعة و ينزل الستار عن روحه لا محاله. فإن لم تكن تبقي من الصفاء شيئاً ، فيا أسفاه علي دهور من اللمعان الزائف. لا يتوجب علي الإنسان أن يكون مثالياً و لكن يتوجب عليه حينما يتأمل انعكاسه في المِرْآة أن يري صورته الحقيقيه دون ضباب أو دخان. لا تطبع زيف الحياة علي روحك و تشتكي بأنها قاسية و زائفة و أنت الذي نسخت في جوفك صورتها. يتوجب علي المرء بين الحين و الآخر أن يدعبس في خفايا نفسه و يطهرها كما تُطهر الأرضيات بالمنظفات الباهظة. فسكب القليل هنا و هناك فروحك تختنق من الغبار حتي العثة تتمشي علي جدرانك. إياك ثم إياك اللمعان الزائف، فإنه أشر ّ الشرور. ضع دائماً في نصب عينك، أن رياح الدهر تحرك الغبار و تخرج العثة من مخبئها و ذاك اللمعان سيكون باهظ ثمنه..! أفضل الأمور أن تقف موقفاً حيادياً مع نفسك و تسألها "لماذا؟ " ، لا تخف من إجاباتها بل أنصت جيداً. لا تكتم الصوت الخافت في نفسك لأن لا أحد أحق بأن يسمعه غيرك، فأول تغير حقيقي سيطرأ عندما تستمع أنت إليها و تأخذ فرشاتك و صابونك في عملية التنظيف خاصتك. لا تجلدها فتنفر بل نّزها و شتان بين الاثنين. فالأول يقع علي النفس فيزلها و يحبطها دون النظر إلي الجوهر بصورة جليلة ، أما الثاني فيعمل علي قذف الخبيث و التشُبت بالغَرِير. فبذلك تصتبصر في نفسك أشياء ما كنت تعرفها و تسير علي خطي صائبه... لا مجال لمظهراً قبيح إذا كانت الروح عَليلهً.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات