نظرة تحليلية لرمز الوردة في الأمير الصغير، الجميلة و الوحش و لوحات لمجد كردية.

الجمال يأتي مع تحمل العواقب و أخذ مسؤولية خلقه مع المداومة في حفظه . "الوردة" في الأمير الصغير لأنطوان دو سانت-إيكسوبيري تحمل معاني عديدة. فإذا ما نظرنا لها علي انها الامل، فإن الامل في حد ذاته مؤلم حين يكون ليل الصغير حالك لذا يكون هذا الأمل هش، لحوح للمحافظة عليه لذا يلجأ المرء احيانا في بعض الأوقات لحماية الوردة بالزجاج مما يؤدي إلي فرط الحماية فيصبح عبئ و هوس لا ينتظره سوي الهجر كما فعل الأمير الصغير في نهاية الأمر . فإن طبيعة الامل المزدوجة جعلت قلب الصغير متخبط رغم كون الوردة فريدة وفقا لظروف المعجزة في نموها و الجهد المبذول. و نري أيضا أن "وردة الوحش" في الجميلة و الوحش تمثل أيضاً امل الوحش الوحيد في الحياة و جوهره الفطري. قلق الوحش الدائم بالحفاظ علي الوردة في زجاج لم يسلمها من الذبول. إلا أن رعاية الجميلة بالاهتمام و الحب استطاع أن يلمس جوهره و أمله الهش باعادته الي هيئته الإنسانية. تواجد الز جاج حول الوردة لا يحفظها بل يجعل الوصول إليها صعب لأنها تحت حماية مربكة بخلق هوس الضياع، مما يمنع الحياة بصورتها الحقيقية. و لعل "وردة" الأمير الصغير صورة لجوهره و ذاته التي يصعب الحفاظ عليها في ظل الاستهلاك المفرط لجوهر الاشياء. لذا اجد كيان الوردة "وردتي العسل " في أغلبية الأعمال الفنية لمجد كردية متصل بصورتها في الطبيعة فإما في أرضها الخضراء أو في كأس به ماء، و بهذا تفكيك الصورة المثالية للحفاظ علي الوردة من تقلبات الحياة بسبب هشاشتها. فأصبحت في اندماج مع عناصر اللوحة برمزيها الأمل و الحب - الكثير من اللوحات- دون الإخلال من طبيعتها الفطرية. و هذا بطبيعة الحال يتماشى مع جوهر الإنسان و الحياة عامة حيث أن القوة تكمن في الهشاشة دون إسراف و التفريط. فعند رجوع الأمير لوردته -في الفيلم- رغم ذبولها إلا أن تحريرها من الزجاج و امتزاج عناصرها مع الهواء الطلق أعاد الأمير الي طفل الذي بداخله بعد أن كبر في حياة مستهلكه. فإن الجمال يأخذ منك و يعطيك، انه ما يوقد بداخلك شيئاً دون أسباب وجيه، بك و فيك ارتسم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فاطمة طارق

تدوينات ذات صلة