الوضع المادي للأبناء ينتج عن طريقة التفكير اللي ورثوها من الآباء ..
مؤكد أن عمالة الأطفال شيء مرفوض قانونيا وأخلاقيا.. لكن طريقة تفكير أطفالنا بالمال شيء مهم يجب العمل عليه من طفولتهم المبكرة لأن بحسب كتاب الأب الغني والأب الفقير .. الوضع المادي للأبناء ينتج عن طريقة التفكير اللي ورثوها من الآباء .. لذلك يجب الاهتمام بخطوات بسيطة في طفولتهم تنعكس إيجابيا على خططهم المالية مستقبلا، حتى لو كان وضع الأسرة المادي منخفض ..طبعا مهم جدا في البداية ذكر أن تعليم الأطفال قيم العطاء والتعاون هي الأهم من المال والثروة وأن هذه الخطوات يجب أن يتم تعليمها على سبيل اللعب وليس الأنانية أو استغلال الآخرين ماديا ..
1- يجب أن يتعلموا تقدير قيمة المال والادخار ..ممكن على سبيل اللعب في البيت تكليف الأطفال بإنجاز أعمال سهلة عليهم بعد التفاوض معهم والاتفاق على أجر مناسب، لكي يشعروا أن المال لايأتي بسهولة وبالتالي يتعلموا عدم التبذير، إضافة للتفاوض .أما تعليم الادخار .. فببساطة عندما يرغبون بشراء لعبة أو التسجيل في نادي يحبونه، بالإمكان الاتفاق معهم أن يوفروا من مصروفهم جزءا من السعر المطلوب على أن يكمل الأهل باقي المبلغ ويجب أن لاننسى أن نشتري لهم حصالة شكلها وألوانها من اختيارهم .
2 – يجب تدريب الأطفال على تحديد الأهداف:دائما يجب سؤال الطفل عن أهدافه وأحلامه، ويجب أن يتعلم كتابة أهدافه لكل سنة أو شهر أو أسبوع، مثل أن يتعلم عددا معينا من كلمات لغة أجنبية خلال أسبوع أو ينهي قراءة مجموعة قصصية خلال شهر أو يتعلم العزف على آلة موسيقية خلال عام ..هذه الطريقة تجعله يفهم معنى تحقيق الأهداف ويشعر بقيمة الإنجاز مع كل هدف يتحقق و سيصبح التخطيط والنجاح جزء من شخصيته.
3 – يجب تعليمهم فن البيع والتسويق:لو مثلا عندهم ألعاب مش عايزينها أو لوحات رسموها ممكن يبادلوها مع أغراض لأطفال آخرين أو يبيعوها إلهم وبالمقابل يشتروا منهم أشياء أخرى، مع مراقبة لأسلوبهم بالتسويق والتفاوض وتدريبهم على ملاحظة اللوحات الإعلانية الطرقية أو الإعلانات التلفزيونية لكي ينمى فيهم فكر التسويق الصحيح،وممكن تشجعيهم على التبرع بما حصلوا عليه من أموال البيع لنشاطات إنسانية أو استثماره في نشاط مناسب لهم .
4 – يجب تعليمهم أن الفشل خطوة في طريق النجاح:من خلال النقاش معهم حول أسباب الفشل ووضع خطة لتجاوزها في المرة القادمة ودعمهم نفسيا ليتجاوزو الإحساس بالإحباط، مايجعلهم يرون الفشل فرصة لتصحيح الأخطاء والتقرب أكثر من الأهل، وخطوة لنجاح أكبر قادم .
5 – التشجيع على التفكير والتواصل والقيادة:إذا ماكان لدى الطفل فكرة يجب أن نوفر له مجالا لشرحها بالتفصيل ويفضل أمام الآخرين وليس فقط أمام الأم أو الأب،يجب أن يتعلم كيف ينطلق بتفكيره ويخطط بشكل صحيح مهما كانت الفكرة بسيطة، وأن نساعده يكسر حاجز الخجل أو الخوف من أن يتكلم أو يغني أو يلقي خطاب صغير أمام الآخرين لكي يتعلم اكتساب مهارات العرض والتسويقوبنفس الوقت لو واجه أي مشكله نتركه يفكر كيف يحلها بنفسه لمساعدته على تنمية طريقة تفكيره وكيفية ابتكار الحلول .ويمكن من خلال رحلة للتسوق أو المطعم نلفت انتباهه لأسلوب البائعين أو موظفي المطعم بتقديم الخدمة ونخبره ما الصحيح وما الخاطئ بتصرفاتهم وهكذا يفهم الطريقة الصحيحة للتعامل والتسويقولتنمية روح القيادة عنده والعمل الجماعي يجب إشراكه بألعاب جماعية أو تنفيذ مشاريع صغيرة.ممكن أن يخطر للبعض سؤال .. هل هذه الخطوات ضرورية ؟؟والجواب نستطيع استنتاجه من خلال محيطنا العام .. فالمشاريع الناجحة في ظل التطور التكنولوجي أغلبها ذات طابع فردي مدعوم بمهارات تسويقية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي .. وهذا الجزء من المهارات لا يتم تعليمه في المدارس لذلك تعود مسؤوليته للأسرة ..المدرسة تعلم الحساب واللغات والعلوم العامة، والأسرة تعلم الطفل أن يكتشف نفسه، وكيف يفكر ويبدع ويثق بقدراته ويخلق الفرص،ومهما كان وضع الأسرة المادي فقير يجب أن لاننسى أن العالم مليء بالثروات وهي تكفي الجميع فيما لو قسمت بالتساوي،لكن مايحدث هو سوء توزيع ناتج عن أن حوالي 15 بالمائة من البشر يتعلمون كيف يفكروا بالمال وكيف يجمعوا ثروات ضخمة، ويصبحوا أثرياء ،بينما يبقى حوالي 85 بالمائة بالقسم الآخر، فقراء ، يسخرون وقتهم وجهودهم لزيادة ثروات غيرهم .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات