يقال بأن الحب هو ترياق الحياة ، هو المعين على المصاعب والدافع الأقوى الذي يحفزنا للعيش والنجاح ولكن هل يمكن أن يمثل الحب خوفا أو رعبا بالنسبة للبعض ؟؟




لم أجد من يستحق مشاعري .. أنتي رائعة وتستحقين شخصا أفضل مني .. أنت جيد لكني لا أستطيع الاستمرار معك .. لا يمكنني احتمال جرح آخر .. عبارات نسمعها عند الرغبة في إنهاء ارتباط عاطفي، و بعيدا عن الأسباب المباشرة الاقتصادية أو الأسرية وغالبا لها سبب واحد هو .. الفيلوفوبيا أو رُهاب الحب ..وهو اضطراب نفسي مشابه لرُهاب الأماكن المرتفعة أو المغلقة والرهاب الاجتماعي ورهاب بعض الحيوانات، وجاءت تسميته من دمج كلمتين يونانيتين هما كلمة (philos) والتي تعني الحب، وكلمة (phobos) والتي تعني الخوف؛ ويعد «رهاب الارتباط الاجتماعي» من أحد أغرب أنواع الرهاب.و تشير أحدث التقارير الصحية إلى أن «رهاب الارتباط العاطفي» هو القيام بفعل ما، ثم التحول عنه إلى عكسه؛ وذلك عند النقطة التي يشعر فيها المصاب بالتزامه بشيء ما، ويؤكد الأخصائيون أن هذا الاضطراب يغطي كل مواقف حياة المصاب، والتي يكون عنوانها الالتزام بعلاقة ما مع طرف آخر، وعلى سبيل المثال الخوف من رعاية حيوان أو الخوف من الالتزام بعلاقة مع طرف آخر ،وينتج عنه ابتعاد المصاب به عن أي ارتباط عاطفي والهرب حتى من الأماكن التي يجتمع فيها الأزواج كالأعراس وحفلات عيد الحب وماشابه .أعراض الفيلوفوبيا .




تختلف الأعراض من شخص لآخر، وعامة فإن هناك عدداً من الأعراض تعد الأبرز، وتبدأ من شعور المصاب بهذا الاضطراب بالقلق الشديد؛ عند إقامة علاقة، أو أنه يتعلق بشخص آخر، وكذلك الخوف من أن يعبر عن مشاعره، أو يلتزم بأي شيء ولو كان وعداً شفوياً فيلجأ إلى نقد الطرف الآخر أو ربما يقوم بإيذائه وتعد فكرة الزواج لدى الشخص المصاب بـ«فوبيا الارتباط العاطفي» ملغاة بشكل كامل .

وتظهر على المصاب بـ«الفيلوفوبيا» بعض الأعراض الجسدية؛ مثل: تسارع ضربات القلب، والتعرق والغثيان، وصعوبة في التنفس، وربما وصل الأمر عند بعض المصابين إلى الإغماء إذا واجه موقفاً رومانسياً الأسباب ..غالبا مايظهر الاضطراب بعد قصة فاشلة أو خيانة فيعيش الشخص في ذكريات الماضي والخوف من كسر قلبه مرة أخرى وفقدان الثقة أو الخوف من فقدان الخصوصية والاستقلال أو الخوف من فقدان الطرف الآخر لأسباب قدرية وينتشر هذا الاضطراب بكثرة في المجتمعات التي تعيش صراعات وأزمات سياسية واقتصادية وحالة دائمة من عدم الاستقرار، فتزداد التعقيدات الداخلية والخارجية لينجم عنها خوف دائم وعدم قدرة على الاستقرار .


العلاج ..


ورغم أنه لم يصنف ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلا أن علاجه يحتاج لطبيب نفسي إذا استمرت الأعراض لأكثر من 6 أشهر، وبشرط أن تتوافر الرغبة لدى المصاب به في العلاج، والذي يعتمد على تعريض المصاب لمسببات الرهاب مع إعطائه أدوية مناسبة وبتوقيت مدروس ثم يتم العلاج ضمن مجموعات بهدف المساندة وتبادل الدعم أيضا يمكن الاستعانة بعلاج منزلي حيث يتم توفير غرفة خالية من وسائل الاتصال تؤمن جوا هادئا، أيضا تعتبر الرياضة داعما جيدا والكتابة أيضا تعتبر نصيحة جيدة مع الاعتياد على بعض الأغذية الغنية بفيتامين B وبعض المشروبات المرخية مثل الشاي الأخضر والنعناع واليانسون .وللأسرة دور هام أيضا فالمصاب بالفيلوفوبيا بحاجة إلى الدعم والتشجيع والمراقبة بشكل دائم، دون ذكر مرضه أو نقده أو السخرية منه .


هل هو مرض خطير ؟؟


نعم لأن عدم علاج الفيلوفوبيا، قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مثل:العزلة الاجتماعية وصعوبة المحافظة على علاقات طويلة الأمد.الاكتئاب والقلق الدائم.تعاطي المخدرات أو الكحول.العجز الجنسي أحيانًا.قد ينتهي الأمر بالانتحار.أما الوقاية منه فهي ممكنة بتجنب التعلم الخاطئ، والذي يبدأ في الصغر، ومن ذلك عدم تخويف الطفل حتى يسيطر الوالدان عليه، وينبغي على الأبوين استخدام أساليب التوضيح والشرح بديلاً للترهيب .




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات إيناس محمد

تدوينات ذات صلة