إن المجتمع العربي لن يتقدم ولن تتوفر فيه الحياة الكريمة دون فرض ونشر ثقافة الابداع والابتكار وجعلها في متناول الجميع

أن للابتكار، و الابداع أهمية كبيرة في حياتنا، فالابتكار و الابداع يساعدان على نقل و توطين و أمتلاك التكنولوجيا ، ويساعدان على الاستقلال الصناعي والاقتصادي لاي بلد، ليس هذا وحسب بل إن اقتصاد المعرفة يبني أساسا علي الابداع والابتكار اللذان بواسطتهما يتم الوصول إلى منتجات و خدمات نوعية و التي هي أساس إقتصاد المعرفة.أن للابتكار "innovation" أوجة عديدة و أشكال مختلفة ، فهناك ابتكار منتجات أو مواد جديدة وبيعها في الأسواق بعد أن تتم حمايتها بالعلامات المميزة وبراءات الاختراع أو بمنح الامتيازات. وتظهر هذه الابتكارات نتيجة لاستجابة لتغيرات طبيعة الطلب ونوعيته في الأسواق وليس لكميته الاختراع بحد ذاته. كما أن المنافسة و المحافظة علي البقاء في الصناعة تؤدي إلى ابتكار مواد ومنتجات جديدة. و هناك ابتكارات تكنولوجية التي تساعد على تطوير الأجهزة والآلات والأدوات وما يرافقها من ابتكار في طرائق النقل والتوزيع والتجميع والتصنيع المؤدية إلى زيادة الإنتاجية. و أيضا الابتكار التنظيمي وهو القدرة على إعادة الهياكل التنظيمية والإدارية والإجرائية والعمل بها بحيث تستطيع هذه الهياكل الاستجابة لتغيرات البيئة المحيطة ، و هناك ابتكار في الأداء والسلوك الفردي و المجتمعي كابتكار الحلول الفريدة لبعض المشكلات الإنسانية والمادية التي يعاني منها الفرد و المجتمع وتطبيق هذه الحلول.و بالتالي و مما لاشك فيه أن عولمة الاقتصاد وضعت جميع دول العالم سواء كانت متقدمة أو تحاول اللحاق بالعالم الأول أمام خيار صعب يتمثل في ضرورة اللجوء إلى الابداع والابتكار من أجل تحفيز الاقتصاد وبالتالي خلق فرص عمل جديدة و نوعية تساعد على حل مشكلة البطالة التي اصبحت مشكلة عالمية التي هي في عالمنا العربي تتفشى بصورة أكبر وأوضح بل وأصبحت من أكبر التحديات التي تواجة معظم الحكومات العربية.و قد قال فرانسس غري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، "إنّ الابتكار يحمل في طياته وعدا بعيد المدى بتحفيز النمو الاقتصادي في البلدان على اختلاف مراحل تنميتها. ولكن تحقيق هذا الوعد لا يأتي تلقائيا، وينبغي على كل بلد أن يجد المزيج المناسب من السياسات لحشد الإمكانات الابتكارية والإبداعية الكامنة في اقتصاده".و بالتالي فإن خلق الظروف والبيئات المناسبة للابداع والابتكار أصبح في العصر الحالي ضرورة و ليس رفاهية و هو المعول عليه في رفع مستوي اي بلد ، بل و اضحي من متطلبات الامن القومي. و لخلق هذة البيئة لابد من وضع السياسات و التشريعات و تغير لغة الشارع الي لغة الابتكار و التكنولوجيا و نشر التكنولوجيا والتعريف بها وتبسيط مفاهيمها وتسهيل عملية التعامل معها ، حيث ان هذا من أهم المحفزات التي تدعو إلى الابداع والابتكار خصوصاً إذا كان ذلك مقروناً بتوسيع دائرة التفكير من خلال الاعلام الموجة و التعليم المتجدد الذي يسابق الزمن في متابعة كل مستجد على الساحة العالمية وايصال أفكاره بصورة مبسطة إلى المجتمع عامة و النشء الجديد خاصة.إن المجتمع العربي لن يتقدم و لن تتوفر فية الحياة الكريمة دون فرض ونشر ثقافة الابداع والابتكار وجعلها في متناول الجميع من خلال التوعية المجتمعية و من خلال المسابقات وسن الجوائز ومن خلال التبني والاستثمار ومن خلال رفع قيمة الابتكار و المبتكر العربي عن طريق سائل الإعلام، و أيضا عن طريق تشجيع واكتشاف أعداد أكبر من المبدعين والمبتكرين المغمورين أو شحذ مواهب أناس يتمتعون بعقليات ابداعية وابتكارية. وهذا بالطبع يفرض ويتطلب أن يُبذل جهد أكبر من قبل الحكومات و المؤسسات الحكومية و الغير حكومية و المؤسسات التعليمية و الاكاديمية و الاسرة بل و الفرد لكي يتم زرع مفاهيم جديدة تجعل الابداع والابتكار ضمن البنية الاساسية للمجتمع ككل.و من اساسيات بناء المجتمع الريادي و المبتكر هو بناء الفرد المبتكر أو الجماعة المبتكرة ، الذي يجب أن يتمتعوا ببعض الخصائص الشخصية كالثقة بالنفس وروح التعاون والفضول والرغبة في البحث والطموح وبعد النظر والرغبة في التجديد وتحسين الوضع الراهن والحرص على التفوق والقدرة على التحمل والمثابرة، و الاهم من هذا حبه لوطنه و لمجتمعه. و بالتالي تؤثر البيئة التي ينمو فيها الفرد في صقل تلك الخصائص والمواهب وتوجيهها على نحو إيجابي.وللأسرة دور مهم بل و أساسي في تكوين شخصية المبتكر وتطويرها فتغرس فيه الثقة بالنفس والطموح والنزوع إلى الإبداع و التفاؤل و الاعتماد علي النفس في تغير الواقع الي الافضل، وتنمي لديه الموهبة والقدرات الابتكارية وتشجعه على إبداء الرأي بحرية والدفاع عنه. و الاهم ان تجعلة يحب و يفتخر ببلده، و هكذا يتحول الشخص الي شخص مبتكر قوي قادر علي مواجهة اصعب المواقف بأيجابية ، شخص يستطيع ان يأخذ نفسة و أسرته و مجتمعه و بلده الي المراكز المتقدمه في كل شيء.و هذا يلخص ان الابتكار مسؤولية مجتمعية و اسرية بالدرجة الاولي !


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام رائع يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار👍🏻

إقرأ المزيد من تدوينات غدقا - د. غادة عامر

تدوينات ذات صلة