إن كل ما نستخدمه الآن لتسهيل حياتنا أو للحفاظ عليها، من أجهزة أو خدمات أو حتى سياسات

كانت ابتكارات من نظريات غير مثبتة وأحيانا كثيرة أفكار مجنونة. فكل ما نستمتع به الان من خدمات وأجهزة على إنها أمر طبيعي وشيء مسلم به، تم استقبالها حين طرحت بشكلين مختلفين، إما بإيجابية من المؤيدين، أو بسلبية رهيبة من أصحاب المصالح والعدائيين أو ممن يكرهون كل جديد وكل تغير. بالتالي كانت معظم الافكار الابتكارية التي تطرح تمر بثلاث مراحل اساسية: أولا تقابل باستهزاء، ثم مع بداية وضوحها تواجه هجوم عدائي من أصحاب المصالح، وفي النهاية مع صبر صاحب الفكرة، تنفذ إلى المجتمع وبقوة، والتاريخ خير شاهد على ذلك.

في وطن الابتكار: الشعب هو المعلم والقائد والملهم وصاحب السلطة540488526155469.25



فخلال القرنين الماضيين ظهر عدد لا حصر له من الابتكارات، التي انتقلت من جانب التهميش والاقصاء سواء للفكرة أو لصاحبها، إلى جانب التفعيل، بل والتنفيذ القوي في الكثير من الأحيان. ففي هذه الفترة قدم المجتمع المدني الدافع القوي للابتكار، ودفع الضغط المجتمعي وإيمانه بأهمية الابتكار المحلي الكثير من الدول للاهتمام به ودعمه. فموجة التصنيع والتحضر الكبيرة التي ظهرت في القرن التاسع عشر كانت نتاج تصاعد غير عادي من المشاريع الاجتماعية والابتكارية، مثل: المدن النموذجية، والنوادي الموجهة كالنَّوادي العلمية، والمدارس المتخصصة، والتعاونيات، والنقابات. وفي مجال الصناعة كان اختراع القاطرة البخارية، والة الحصاد، والمصباح، والمحرك الانفجاري، والديناميت، والهاتف وتوليد الكهرباء وفرن مارتان والدينامو والطائرة بالبخار. وفي مجال الكمياء ظهرت الاسمدة والحرير الاصطناعي، وصناعة الاسبرين وإنتاج الالمنيوم كيميائيا، وعرض أول شريط سنيمائي، كما ظهرت طرق جديدة لإنتاج الفولاذ والتي ساهمت في رفع الانتاج وقلصت من تكلفته ومكنت من انتاج فولاذ ذو جودة وخال من الشوائب. كل هذه الابتكارات التي جاءت من المجتمع شكلت الاساس الذي بنيت عليه التحولات الاقتصادية بالعالم الراسمالي خلال القرن التاسع عشر.

في وطن الابتكار: الشعب هو المعلم والقائد والملهم وصاحب السلطة12341439946817712



وقد دفع ذلك الحكومات ورجال السياسة في تلك الدول للإيمان بأهمية الاهتمام بتشجيع الابتكار وضمنوه في كل جهة في الدولة، ودعموا الصناعات والخدمات الوطنية التي تعتمد على الابتكار. وانتشرت نماذج جديدة للجامعات خلال هذا القرن، غير التي كانت تعتمد على الامثلة التقليدية في السابق، مثل: جامعة اكسفورد وجامعة باريس وجامعة بولينيا وغيرهم، حيث تم عمل اعادة لأهداف هذه الجامعات لتلبي الاحتياجات المجتمعية أو الصناعية.

إن التحولات الصناعية بأوربا قامت على اساسين رئيسيين، الأول: حركة الاختراعات حيث استفاد النشاط الصناعي من موجة الاختراعات. والثاني: نظام المعمل والذي قام على اساس استخدام الآلات والاختراعات الجديدة التي تأتي من الجامعات والمراكز البحثية والتأكد من قيمتها العلمية والاقتصادية قبل تسويقها. #غادة_عامر



ويمكن القول ان التحولات الصناعية باوربا قامت على اساسين رئيسيين، الأول: حركة الاختراعات حيث استفاد النشاط الصناعي من موجة الاختراعات التي وظفت في مختلف عمليات الانتاج. والثاني: نظام المعمل والذي قام على اساس استخدام الآلات والاختراعات الجديدة التي تأتي من الجامعات والمراكز البحثية والتأكد من قيمتها العلمية والاقتصادية قبل تسويقها وتوفير رؤوس الأموال واليد العاملة لها، فكان نتاج ذلك ظهور مبادئ جديدة في توزيع العمل حسب درجة التاهيل المهني وتوسيع الانتاج بشكل لم يعرفه النظام الحرفي من قبل وهو نظام المشاغل "المانيفاكتورات". وقد نتج عن هذه التحولات ارتفاع حجم الانتاج الصناعي وتطور انتاج الطاقة بأوروبا وارتفاع في قيمة الصادرات الصناعية الأوربية وزيادة مساهمة هذه الصادرات في الناتج الوطني الاجمالي ورفع مستوي المعيشة وبالتالي زيادة المواطنة والانتماء للأرض المنتجة. اي ان التغير في الدول المتقدمة بدأ من الشعب فهو الاساس ، وهذا نموذج حقيقي لفهم مقولة " أن الشعب هو المعلم والقائد والملهم وصاحب السلطة"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات غدقا - د. غادة عامر

تدوينات ذات صلة