الوحدة و الفقد من اكثر ما يؤلم الانسان سواء انتهي بالافتراق او الموت فيرحلون و نترك هنا في زاويه البكاء و الصراخ..

فكرت مليا عن موضوعي اليله و بمناسبه انقضاء أشهر الفقد و فصل الرحيل و الوحدة التي يتسم بها الشتاء و خصيصا مع ما مررنا به من وباء اجتاح بلادا و قلوبا..عصف بأعمار و حالات طبيه غير مبال بأصحاب اولئك المفقودين..فيتركهم بثقب ربما لن يستطيع الثقب الاسود مجاراته..لا في اللون او العمق..ترتحل الدموع من الأعين لتسلك هجرتها اليومية لتلك الوجوه حتي تحفر مجراها أخدودا..تمضي أيام العزلة و الوحدة و ما لنا الا أسيعود أم لا و يؤسفني القول لا فقد رحل..و بمناسبة الوحدة و العزلة أريد الحديث عن الفقد في العلاقات تلك الشباك التي تضيق بها صدورنا و يصبح أمل العودة بها كصياد يمني الفريسة لينفرد بها في معزل..في معزل عن أفكار الأكتفاء بالذات و التخطي لينهك كل ما بقي من خلايا عصبية تقول كفانا كفاحًا في بناء وطن فوق البحار كلما اشدت الريح أُثيرت الأمواج لتهز كياننا ككرة ذلك اللاعب التي لا تخيب الشباك أبدا..لماذا نقضي أعمارنا في إحياء الموتى!لماذا لا يقف بيننا و بين المحاولة سوى الموت لم لا نحسب حسبة أنفسنا و كبريائنا و ما تثقل به جعبتنا من ألم..لما لا نظفر بما بقي منا و نرغب بإعادة القاءنا في جحر الثعابين و نقول *لا تغيرت* نعم تغيرت فلقد تعلمت التلون كالحرباء!..

لماذا لا نقبل أن ما قاصيناه طيلة أعوام من ذكريات و مقاطع لن تمحي قد انتهت..قد اتت بعدها فترات عجاف تُركنا فبها منبوذين منهكين لا نستطيع لا الخلاص و لا الدخول في القادم فنلهث فقط فيها الانفاس..نتوق شوقًا لما اعتدناه و ننسي إثر تعودنا..نحن البشر مرضى بالحب نعلق مع كل من قال احبك و كل من شاركنا ما احببناه ناسين اننا كسبنا الحب مقابل الذات لتتبقى فقط الأعاصير المدمرة لكل ذكري جميلة و نوبات عويل منغمسه بلماذا حدث و كيف حدث و كيف هانت الذكرى..فالجراح من أقرب الناس لا تكون سوي خناجر غُمست بسم قاتل و لكن رغم رحلاتنا وسط الصدمات و الشكوك تنتهي بنا الحياه بعاصفة حب جديدة كي لا تتركنا في الدنيا بدوامه سؤال "لماذا تركت وحيدا"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حكايات فتاة

تدوينات ذات صلة