ربما لا تحظى أماسيا بشهرة كبيرة بين المسافرين العرب الراغبين في زيارة تركيا، ولكنها بالتأكيد وجهة سياحية مميزة تستحق الزيارة
ربما لا تحظى أماسيا بشهرة كبيرة بين المسافرين العرب الراغبين في زيارة تركيا، ولكنها بالتأكيد وجهة سياحية مميزة تستحق الزيارة، فهي تشبه متحفًا في الهواء الطلق بتاريخ يمتد لـ7500 عام ترك آثاره في جميع أنحاء المدينة مع مشاهد طبيعية وثقافية تثير الإعجاب.
موقع متميز.. وشهرة كبيرة
أماسيا واحدة من أكثر المدن جمالًا على ساحل البحر الأسود في شمال تركيا، تقع بين الجبال المطلة على البحر الأسود في واد ضيق يسمى "وادي هرشينا" على ضفاف نهر يسيليرماك، بالقرب من مدينتي أوردو وسامسون.
وتشتهر بأنها مدينة الأمراء العثمانيين أو "الشاهزادة" باللغة التركية، وهو لقب يطلق على أبناء السلطان الحاكم، حيث كانت مركزًا لتدريبهم.
وكانت موطنًا للعديد من الشعراء والمفكرين والعلماء والفنانين، ومنهم الفيلسوف والمؤرخ اليوناني الشهير سترابو، والطبيب الأرمني أميردوفلات أماسياتسي، وهي مسقط رأس السلطان مراد الأول وسليم الأول.
وتُعرف أيضًا بـ"مدينة أشجار التفاح"، فتزخر بالعديد من بساتين التفاح الجميلة التي تفوح رائحتها في كل أركانها.
موطن أسطورة العاشقين فرحات وشيرين
تحوي أماسيا بين جنباتها أسطورة عشق شهيرة بطلاها "فرحات وشيرين"، وبحسب الأسطورة كان "فرحات" نحاتًا أُهيم حبًا بالأميرة الجميلة "شيرين" أثناء عمله في قصرها التي شيدته شقيقتها حاكمة أماسيا. وحين طلب الزواج بها، طالبته شقيقتها بجلب المياه إلى القصر من نبع بعيد عن طريق حفر نفق مائي في الجبل القريب.
بدأ فرحات في الحفر باستخدام المخل، وعندما علمت شقيقة شيرين أنه يتقدم بنجاح أرسلت إليه من يخبره أن شيرين قد ماتت، فألقى بالمخل في الهواء، مما أدى إلى اصطدامه برأسه أثناء سقوطه على الأرض. وعندما علمت شيرين بالحادثة، أسرعت إلى الموقع وشهدت وفاته، وبعدها انتحرت بالقفز من أعلى التل.
تسرد هذه الحكاية المُحملة بالمشاعر بعض أشهر معالم السياحة في أماسيا، ومنها متحف العاشقان فرحات وشيرين، الذي يمثل متحف العشاق الأول والوحيد في تركيا. جنبًا إلى جنب مع قناة فرحات المائية التاريخية التي ترجع إلى أواخر العصر الهلنستي، ونصب فرحات وشيرين التذكاري الذي يلفت الأنظار على قمة تل صخري.
أماكن طبيعية ومعالم تثير الإعجاب
إذا قررت الذهاب إلى أماسيا، لا شك أنها ستبهرك وتجعلك تقرر البقاء فيها لفترة أطول، وقد ترغب في العودة إليها مرة أخرى لتقضي مزيد من الوقت في أحضان الجمال الريفي الهادئ مُحاطًا بالجبال والتاريخ.
تفتخر هذه المدينة الصغيرة بمعالم طبيعية فاتنة، مثل بحيرة بوراباي التي تأسر العيون بطبيعتها الأخاذة ومياهها الصافية والخضرة المحيطة التي تزيدها جاذبية. ومحمية طيور البجع السبعة التي تحتضن أنواع مختلفة من الطيور وبحيرة صناعية رائعة، وبحيرة تاسوفا تيكي التي تجذب محبي الطبيعة والتصوير الفوتوغرافي وأولئك الراغبين في التخييم،
ويستكشف زوارها بعضًا من أفضل المعالم التاريخية في شمال تركيا، مثل قلعة أماسيا التي تسرد صفحات بارزة من تاريخ المدينة، من عهد ميثريداتس الرابع ملك بونتوس إلى العصر العثماني.
وتلفت مقابر ملوك بونتوس الصخرية الأنظار بمظهرها المعماري المتفرد وتاريخها العريق الذي يعود للقرن الثالث قبل الميلاد، وهي إحدى المواقع المُدرجة ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو.
وينجذب محبي التاريخ بشكل خاص إلى متحف الأمراء بما يحويه من تماثيل شمعية مميزة للأمراء العثمانيين الذين حملوا لقب "شاهزادة"، وقصر حزيران الذي يعرض مجموعة كبيرة من القطع الأثرية والإثنوغرافية التي تعكس الحياة في تركيا خلال القرن التاسع عشر.
ولا شك أن منازل شاطئ أماسيا هي الوجهة الأكثر جاذبية في أماسيا اليوم، والتي تُشعر كل من يراها وكأنه انتقل إلى العصر العثماني، والتي تحوّل معظمها إلى فنادق ومطاعم.
وينبسط طريق الأمراء بجانب نهر يسيلرماك منسجمًا مع الجمال المحيط ليمنح زواره فرصة رائعة للتنزه والمشي والتصوير، ويثير الاهتمام بتماثيل نصفية للأمراء العثمانيين الذين تلقوا تدريبهم فيها.
هذه الأماكن ليست الوحيدة في أماسيا، فهناك المزيد من معالم الجذب في هذه المدينة الفاتنة، شاركوني برأيكم.. هل أماسيا تستحق الزيارة؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات