السقاف؛ تدرجت في مناصبها، فصعدت السلم من بدايته، وصولا لمراكز حاسمة بصنع القرارات
عن طفولتها
يتأثر الإنسان كثيراً بوالديه، وبالنسبة لخلود السقاف التي ولدت في عائلة مليئة بالثقافة، فوالدها المرحوم محمد السقاف، وزير التموين الأسبق،ووالدتها المرحومة الدكتورة شهناز استيتيه، وعملت دكتورة للغة العربية في جامعة عمان الأهلية، فولد الطموح معها تأثراً بوالديها.
رُبيت بين عائلة تُحب العلم وتسعى وراء المعرفة، وبالطبع هنا ولد الطموح والعزم لدى خلود السقاف، وكانت ولا زالت تمشي وراء خطى مثليها الأعليين؛والدتها ووالدها.
في منزلهم لم يكن هناك تفرقة بين ذكر وأنثى، ووالديها كانا جديّن وطموحين،ومساعدة الناس بالنسبة لهما غاية إلزامية؛ فوالدتها كانت امرأة عاملة، ومربية لثلاثة أطفال، ونجحت وتميزت بعملها، تُصر على بناء الطموح لدى أطفالها، ليتميزوا في دراستهم، وحياتهم الاجتماعية. ووالدها وزير التموين الأسبق، كان متفاني في عمله، ويعمل بدون مقابل، وهمّه الأول والأخير مساعدة أبناء الوطن، وجعل الأردن أفضل، فوالديها كانا لبنة رئيسية في بناء طموحها العالي.
عن دراستها، والمناصب التي شغلتها
في المرحلة الثانوية، اختارت الفرع الأدبي وحصلت على المرتبة الثامنة على مستوى المملكة، مما جعل والدها فخور بها؛ درست تخصص الإقتصاد والمحاسبة لتمشي على خطى والدها، وبعد تخرجها بدأت مسيرتها المهنية مبكراً؛ بدايتها كانت في شركة الفوسفات الأردنية، وأيام عملها قررت أن تُكمل تعليمها أيضاً وتدرس ماجستير إقتصاد.
البنك المركزي، هو العمل الذي حلمت به، حققته بكل طموح وجهد عالي، وركزت جهودها للوصول الى هدفها، فعندما حصلت على المراكز الأولى في الماجستير استقطبها البنك المركزي للعمل لديه٬ وهي المؤسسة العريقة التي تعمل دائماعلى استقطاب الكفاءات من أوائل الجامعات. بدأت بالعمل معهم من الصفر،وتدرجت في مناصبها، فصعدت السلم من بدايته، من محلل في دائرة مراقبة أعمال الصرافة الى مساعد رئيس قسم في دائرة الرقابة الجهاز المصرفي، إلى خبير رقابة على الجهاز المصرفي في مكتب المحافظ، وغيرهم من المواقع الحاسمة للقرارت، وصولا إلى منصب نائب محافظ البنك المركزي.
بعدها قررت أن تخوض قطاع آخر وهو القطاع الخاص، فانتقلت للعمل في البنك العربي كمديرة لفروع الأردن وفلسطين، وبعدها شغلت منصب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون المخاطر على مستوى مجموعة البنك العربي.
اكتسبت خبرات كثيرة من القطاع الخاص، ولكن تقول: “أجد نفسي في القطاع العام أكثر من الخاص، ولكني لا أنكر الخبرات التي إكتسبتها في الخاص، وفي القطاع الخاص تكون مسؤولاً على أعمال محددة فقط، أما في القطاع العام يكون القرار أكثر شمولية”.
السقاف؛ اجتازت صعوبات كثيرة في حياتها المهنية، وأثبتت جدارتها في كل موقع عملت به، وكان عام ٢٠٠٨ هو السنة التي أحدثت فرقا في حياة السقاف وهي السنة التي عينت فيها بموجب الإرادة الملكية السامية في منصب نائب محافظ البنك المركزي الأردني، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب على مستوى المنطقة العربية، وتقول: “فخورة جداً لأنني شغلت هذا المنصب، خاصةً وأنني أول امرأة عربية في المنطقة العربية أشغله، وهو منصب يحتاج لجهدٍ وتعبٍ كبيرين”.
أما بالنسبة للمنصب الذي تشغله الآن، وهو رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، الذي نافست عليه بجدارة، وحصلت عليه بالمركز الأول بين ١٠ منافسين. وقد ساعدت خبرتها العملية الطويلة السابقة في مجال المال والأعمال على إضافة الكثير لصندوق الإستثمار حيث عملت على اظهار شفافية أكبر ووعي أكثر بطريقة استثمار أموال الضمان، فعملت مع فريقها على تطوير مهارات التواصل بين الصندوق والمتعاملين معه، وعملت على إدخال النظام الإلكتروني مما سهل عليهم العمل في أزمة الكورونا.
العمل في فترة الكورونا
بموجب قرار الدفاع رقم ١ قامت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بتخصيص مبلغ من صندوق تأمين الأمومة وبحيث تم شراء مواد غذائية وتوزيعها على شكل طرود على مستحقيها من عمال المياومة والمحتاجين، وخصوصاً لمن تجاوزعمرهم ٧٠ عاما وليس لديهم دخل، بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والجيش.
كما تضمن القرار تخفيض اشتراكات الضمان المقتطعة شهرياً من رواتب الموظفين من ٢١.٧٥٪ الى ٥.٥٪ لفترة ثلاثة أشهر، وتقول السقاف: “إن تخفيض نسبة الاقتطاعات سوف توفر سيولة لكل من العامل وصاحب العمل في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا الحبيب”.
وبالنسبة للعمل في فترة مكافحة فيروس الكورونا الآن تقول السقاف: “وسيلة العمل الآن هي إلكترونية من المنازل، لأننا عملنا على تطوير نظامنا الإلكتروني قبل ثلاثة أيام من بداية الحظر، ويستطيع معظم موظفي الصندوق الوصول لأعمالهم وكأنهم في مكاتبهم، ونعقد جميع اجتماعات اللجان، ومجلس الاستثمار عبر تطبيقات الإتصال، وكأننا داخل الصندوق”
وأضافت “هناك أعمال إستثمارية توقفت بسبب الأزمة، ولكن بالمقابل هناك الكثيرمن العمل في متابعة الأعمال القائمة لدينا”
لم يأبى الصندوق من تقديم المساعدة في حل بعض المشاكل التي رافقت أزمة كورونا، وذلك من خلال تكريس الفنادق المملوكة للمؤسسة التي استقبلت عدد كبير من المسافرين القادمين إلى المملكة وخضعوا إلى فترة الحجر الصحي، وكانت العملية ناجحة جداً، وقدمت لهم المساعدة الكاملة، وتعليقاً على هذا تقول السقاف: “الحمد لله، كانت عملية نقلهم وحجرهم ناجحة جداً، بالرغم من صعوبة الحال؛ ومن قلة عدد الموظفين المتواجدين داخل الفنادق في تلك اللحظة، ولكن تجاوزناها بالتعاون مع الجيش العربي ووزارة السياحة”
كلمة من السقاف
ومن خبرتها الطويلة في إدارة المخاطر وجهت السقاف كلمة للشعب في مواجهة أزمة كورونا: “أولاً، وهو شيء الذي تعلمته في مسيرتي المهنية، يوجد وراء كل مخاطرة فرصة، وهذه الأزمة علمتنا كيفية العمل من المنزل، والعمل عن بعد،وتنمية العمل بروح الفريق أيضاً، فكلٌ منّا يخاف على زميله ويساعده،"
"ثانياً؛ علمتنا كيف نفعّل خطط استمرارية العمل وعمل لجنة إدارة الأزمات لضمان استمرارية العمل٬ فنحن الآن نعمل على مدار الساعة ولمدة ٧ أيام في الأسبوع، لخدمة المواطن والمساعدة في تخطي هذه الأزمة التي عصفت بالأردن والعالم بأسره”.
بقلم هبه سكجها
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات