الأفكار الانتحارية وطريقة التعامل معها بشكل صحيح في حالة الشك أن أحد المقربين منك تراوده هذه الأفكار نتيجة حالة نفسية سلبية

الأفكار الانتحارية وطريقة التعامل معها بشكل صحيح يعتبر من أكثر الأمور الشائكة التي يجهلها الكثير منا. معظمنا لا يعلم أن الافكار الانتحارية واحدة من أبرز وأشهر أعراض الاكتئاب الحاد لفترات طويلة متواصلة (على الأقل اسبوعين). بالإضافة إلى الميل الدائم للعزلة والإنسحاب الاجتماعي. وفقدان الرغبة في الكثير من الأنشطة والخروج والتواجد في الأماكن العامة. والحساسية الزائدة والنظرة السلبية لمعظم الأمور.


إصابة الشخص بالأفكار الانتحارية وتفكيره في إنهاء حياته هي نتيجة طبيعية لمعاناته المتواصلة مع مرض الاكتئاب. ويجب التنويه على أن الأمر لا علاقة له بكم الألم أو الأحداث المؤسفة التي تعرض لها الشخص في حياته. فالأمر نسبي بدرجة كبيرة حيث انه منا الممكن أن تحدث نفس الأشياء المؤلمة لأشخاص آخرين ولكنها لم تودي بهم للاكتئاب أو للتفكير في الموت. الأمر لا علاقة له بنجاح الشخص أو فشله. وحيد أو لديه عائلة كبيرة أو أسرة. وهناك العديد من الأمثلة على الكثير من المشاهير الناجحين في مجالاتهم ظلوا أوقات طويلة يعانون من الاكتئاب حتى قرروا إنهاء حياتهم حتى يتغلبوا على آلامه.


كيف يمكن التعامل بشكل صحيح مع الشخص الذي لاحظنا على سلوكه وأحاديثه أنه مصاب بالافكار الإنتحارية، حتى نتمكن من مساعدته بشكل صحيح؟


يمكننا التعامل بشكل صحيح مع الشخص المصاب بالأفكار الانتحارية من خلال النقط التالية:


أولاً: التفهم

إن أسوأ ما يمكن أن يمر به شخص يواجه ميول انتحارية هي عدم قدرة المحيطين به على تفهم حالته، الاستهانة، وعدم الصبر وأحياناً السخرية مما يمر به.. البعض يأخذ تصرفاته الانعزالية بشكل شخصي لدرجة تدفعهم لإنهاء علاقتهم به، نظراً لعدم قدرتهم على تفهم معاناة ذلك الشخص مع الاكتئاب، كذلك محاولة الاستخفاف بحالته التقليل من قيمة أوجاعه، مما يؤدي به إلى المزيد من التوتر والانعزال وللأسف تعزيز الأفكار الانتحارية لشعوره باتساع الفجوة بينه وبين المحيطين به.


ثانياً: تجنب سؤاله عن حالته بشكل يصف صورته أو شكله:

السؤال المباشر من أكثر الأشياء التي تشكل ضغط نفسي على المكتئب، مثل: ( مالك؟ شكلك مخنوق، متضايق ليه، ساكت على طول ليه؟ ) السؤال بهذه الصيغة يزيد من توتر المكتئب وشعوره بالدونية، جرب بدلاً من ذلك محاولة الاطراء على مظهره أو على شكله (ولو مجرد مجاملة)، جرب السؤال عن حالته بشكل غير مباشر مثل: (شغلك أو دراستك كويسين؟ بتشوف فلان أو فلانة من أصدقائنا؟ ، بقالك فترة مش بتكلمني أنت زعلان مني؟ لو زعلان مني قولي؟؟السؤال بهذا الشكل له تأثير سحري، يزيل في لحظات الحاجز بينك وبينه، وتشجعه على الاستجابه لك والحديث معك باستفاضة.


ثالثا: تجنب أن تحدثه بصيغة الأمر:

لا تطلب منه بشكل مباشر أن يخرج أو يضحك أو ألا يظهر ضيقه للآخرين، تأكد من أنه لو كانت لديه القدرة على فعل ذلك لفعل، لو كان سعيداً كان سيبتسم ويضحك، لو يرغب فعلاً في الخروج من المنزل كان سيخرج..أخر شيء ينتظره صديقك أو حبيبك المكتئب هو النصائح المباشرة... تخلصه من المشاعر السلبية ليس أمر سهلاً ولا في متناوله كما تظن، نصائحك المباشرة تعطيه انطباع بأنك لا تتفهم حالته بدرجة كافية، مما يضاعف إحباطه وشعوره بالفجوة بينه وبين من حوله.


رابعاً: اسمعه للنهاية:

بدلاً من دور الناصح، تعلم كيف تنصت لصديقك. اسمعه بسعة صدر ولا تقاطعه مهماً بدا لك الكلام غير مقنع أو لا يستحق الضيق... اسمعه للنهاية وأخبره أنك متفق معه ومتفهم لحالة الضيق التي يمر بها من دون لوم على حالته النفسية أو على فقدان رغبته في مواصلة الحياة، تأكد من أن وجودك معه بشكل إيجابي سيساعد بشكل كبير في التخفيف عنه.


خامساً: التواصل المستمر:

الكثير من أخصائي العلاج النفسي يقولون عن لسان مرضاهم إن سؤال أصدقائهم عنهم بشكل متكرر ولو برسالة نصية كان من أكبر العوامل التي ساعدتهم خلال رحلتهم في مقاومة الاكتئاب.

اسأل عنه بمكالمة، أو برسالة نصية، ادعوه للخروج معك أو أخبره أنك تفتقده وترغب في الاطمئنان عليه. قد يعتذر متعللاً بأي شيء، قد لا يجيب على مكالماتك ولا رسائلك. لكن تواصلك واهتمامك به سيعطيه انطباع أنه إنسان مهم لدى الآخرين، ولديه من يحبه ويهتم به


سادساً: المسافة المناسبة:

لابد من الحفاظ على المسافة المناسبة بينك وبينه. تعلم أن تكون بالقرب منه في الأوقات التي تشك فيها أنه يفكر بشكل جاد في إيذاء نفسه. وفي نفس الوقت عندما تشعر أنه تخلص من حالة التفكير الانتحاري التي كانت تسيطر عليه، من الأفضل أن تحترم مساحته الشخصية. لكن ينبغي التنويه على أن هذه الخطوة تحديداً تحتاج أن يساعدك في الطبيب المعالج لصديقك أو حبيبك المكتئب لأنه بالطبع صاحب خبرة وقدرة أكبر على تحليل كلام وتصرفات المريض.



للمزيد من التفاصيل والمصادر


سالي حجازي

مدونة فشار بالكراميل

علاقات عاطفية وعلم نفس


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فشار بالكراميل

تدوينات ذات صلة