وجود هذه البكتيريا ضمن أجسامنا يعمل على تحسين الجهاز المناعي عند الأطفال .
هل سمعتِ من قبل عن البكتيريا المفيدة؟
لا بد أنك سمعتِ كثيراً عنها ! فالعلم اليوم يضع ميزانية وجهود كبيرة لدراسة كل ما يتعلق بالبكتيريا المفيدة الموجودة في أجسامنا وتأثيرها الإيجابي على صحتنا , ليس نحن فقط بل على صحة أطفالنا أيضاً .
في هذه المقال سنتعرف بعمق أكثر عن مفهوم البكتيريا المفيدة, تحديداً عند الأطفال .
ما هي البكتيريا المفيدة؟
هي كائنات مجهرية تعيش على أجسامنا وبداخلها , تشكل جزء من مجتمع كبير مليء بالكائنات البكتيرية والفيروسية والفطرية داخل الجسم البشرية – يضم هذا المجتمع 100 تريليون خلية مجهرية تطورت ضمن أجسامنا على مدى ملايين السنين.
هل تخيلتم هذا الرقم ؟
نحن نتكلم عن 5 إلى 10 أضعاف عدد الخلايا البشرية.
ما أهمية وجود هذه البكتيريا المفيدة ضمن أجسامنا ؟
- لنتفق أنه كلما كان هذا المجتمع البكتيري داخل اجسامنا متنوعاً أكتر انعكس ذلك بصورة مشاكل صحية أقل لنا ولأطفالنا ( بما في ذلك الحساسية والتهاب المفاصل والربو والسرطان والاكتئاب وأمراض القلب ومشاكل الجهاز الهضمي وو,, )
- وجود هذه البكتيريا ضمن أجسامنا يعمل على تحسين الجهاز المناعي فهي عند الأطفال مثلاً تساعدهم على البدء في التعرف على البكتيريا الصديقة وتمييزها عن البكتيريا الضارة.
- القائمة تطول و خصّيصاً مع تطور العلم وإجراء المزيد من الأبحاث الطبية , يمكنكم التعرف على فوائد طبية أكثر في هذا المقال البكتيريا النافعة (Probiotics) وأهميتها لجسم الإنسان
- بالتأكيد بعض أنواع البكتيريا الضارة تؤدي إلى الإصابة بالعدوى والأمراض في حين أن القسم الآخر الذي نتكلم عنه هنا هو البكتيريا المفيدة.
متى يبدأ بناء محتوى هذا المجتمع البكتيري عند الأطفال ؟
حسناً , بدأ الجزء الأكثر عملية من المقال .
هناك عوامل كثيرة تساهم في بناء هذا المجتمع وجعله أكثر تنوعاً عند أطفالنا: كطريقة الولادة (طبيعية أم قيسرية), نمط الرضاعة ( طبيعية أم صناعية) ومستوى النظافة ضمن المنزل ,تعرض الطفل للبيئات المكروبية كالحيوانات,,, والكثير الكثير من العوامل الأخرى , ولكننا سنركّز هنا على نوعية الطعام التكميلي كعامل أساسي عن طريق إدخال الأطعمة المخمّرة التي تحتوي بشكل طبيعي على بكتيريا مفيدة لأطفالنا , بكميات صغيرة .
المؤثرات في تشكل المجتمع البكتيري في أجسامنا
يمكنك معرفة تفاصيل أخرى عن العوامل التي تُسهم في تنوع هذا المجتمع البكتيري من خلال هذا المقال الفلورا الطبيعية ـ اللاكتوباسيلس lactobacillus
فإذاً ماهي أهم الأطعمة الغنية بالبكتيريا المفيدة:
1_ الزبادي (اللبن الرائب )
يتربع اللبن الرائب على قائمة الأطعمة الغنية بالبكتيريا المفيدة.
تسمح الأكاديمية الأميركية للأطفال بتقديم الزبادي كطعام أولي رائع (بعد إكمال الطفل 6 أشهر ).
هناك ثلاثة فوائد رئيسية للزبادي:
- غنى اللبن الرائب بسلالات البكتيريا المفيدة.
- مصدر سريع وسهل للبروتين عالي الجودة الهام جداً لنمو الأطفال المتسارع.
- اللبن كامل الدسم يحوي دهون صحية أساسية ,و الأطفال يحتاجون إلى تأمين دهون من مصدر صحي في وجباتهم الغذائية من أجل نمو مناسب.
2_خل التفاح المنزلي
يحتوي خل التفاح المفلتر على البكتيريا النافعة إضافة ل البكتين ومضادات الأكسدة وفيتامينات متنوعة .
يعتبر خل التفاح آمناً للأطفال ويمكن إدخاله كمكوِّن في طعامهم بكميات صغيرة بمجرد أن يبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة ( بعد إتمام 6 أشهر) ولكن بشرط أن يكون خل طبيعي ونقي ( معّد ضمن المنزل ) وليس خل تفاح تجاري ( لأنه قد يحوي مكونات أخر كالعسل أو السكر ) .
ولكن اعلمي يا ماما أن الأطعمة الحامضة قد تهيج جلد الطفل وتسبب طفح جلدي على الوجه ( طفح عرضي و غير ضار ) . كما يمكن أن تتسبب الأطعمة الحمضية أيضًا في حدوث طفح الحفاض أو تفاقمه عند تناولها بكميات زائدة.
3_ الأطعمة المُخمّرة
كل بيئة لها موروثها الخاص بما يتعلق بالأطعمة المُخمّرة لذلك لم أخصص الفقرة بعنوان وإنما سأذكر امثلة من الموروث الطعامي السوري
- المكدوس.
- المخللات المنزلية بأنواعها : تحتوي على بكتيريا نافعة ولكن سلبيتها هي وجود نسبة عالية من الملح فيها , يمكن التخلص منه بتكرار الغسيل.
- الكشكة أو الكشك الأخضر ( المصنوع بتخمير اللبن مع البرغل ) وهو مفيد جداً وغني بالبكتيريا المفيدة.
- ليس عليكِ التقيد بهذه الأطعمة طبعاً, يمكنك إضافة الأطعمة المخمّرة الموجودة في موروثك الطعامي الخاص بكميات صغيرة لطعام طفلك من أجل إغناء مجتمعه البكتيري بأنواع جديدة من البكتيريا المفيدة.
صحن كشكة ( أكلة سورية ) غنية بالبكتيريا المفيدة
4_ بعض أنواع الخضار والفواكه والحبوب
البكتيريا تحتاج إلى مركبات خاصة ( نوع من أنواع الألياف الغذائية ) لتتناولها كغذاء خاص بها تسمى prebiotic
تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك التكافلي (للبكتيريا وغذاء البكتيريا معاّ) يزيد من بقاء البكتيريا المفيدة ويحفز نموها وتكاثرها في الأمعاء .
تشمل المصادر الغذائية الجيدة ل prebiotic :
- البصل والثوم النيئة ( على رأس القائمة) لماذا نيئة ؟ لأن الطبخ والحرارة يقلل من قيمتها الغذائية.
- الموز غير الناضج (الأخضر )
- الكراث /البراصيا النيئة.
- جذور الهندباء
- الشوفان كامل الحبة
- القمح
- الشعير
- بذور الكتان.
- بذور الكاكاو النقية.
- الهليون النيء.
- والكثير الكثير من الامثلة , حاولي تقديمها بشكل متكرر وبكميات تتناسب مع عمر طفلك للاستفاة من غناها بال prebiotic .
خلاصة مقالنا عن البكتيريا المفيدة للأطفال
حاولي ماما قدر الإمكان البدء في إدخال الأغذية المُخمّرة الغنية بالبكتيريا المفيدة بشكل طبيعي لطعام طفلك بشكل مبكر (بعد بدء تناوله للطعام )وبشكل يومي.
هذه الأغذية تشمل اللبن الرائب وخل التفاح والكشكة بالإضافة للأغذية التي تحتوي على ال prebiotic لما لهما من أثر كبير على صحة طفلك المستقبلية .
وتذكري أن تقديم طعام صحي لطفلك يعني صحة مستقبلية أفضل .
في نهاية المقال أتمنى لطفلك حياة ملؤها الصحة والعافية.
المراجع
1_ مقال بعنوان The 19 Best Prebiotic Foods You Should Eat من موقع Health Line
2_مقال بعنوان Vinegar من موقع Solid Start
3_مقال بعنوان Yogurt من موقع Solid Start
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات