تبدأ رحلة تطوير الذات بـ إيجاد بوصلتك الشخصية من كل شيء قبل أي شيء



صادفت و ستصادف اصناف كثيرة من البشر، تعاملت مع من تربطك بهم صلات دم وليس بينكم أي عوامل مشتركة وكأنك غريبا بينهم!! ، تعاملت وستتعامل مع من تربطك بهم صداقات أو علاقات عمل جمع بينكم نفس الشغف والمباديء والركائز.. ستفهم لاحقا -إن لم تكن قد عرفت بالطريقة الصعبة بالفعل !- أن عُمر الانسان مجرد رقم لا يُعبر بأي شكل عن عدد تجارب الحياة التي خاضها، وأن مشيب الرأس ليس دوما رمزا للحكمة والرزانة!! .هناك الكثير من البشر ممن مر بهم العُمر مجرد رقم يزيد ، ومع كل يوم يتداعي ويتضاءل عقلهم لإنعدام تطويره! .. لا قيمة لرأيهم ولا جدوي من الاستماع إليهم .. محتجزين حيث وضعتهم الظروف فـ مكانهم بلا حراك ! لا قيمة من وجودهم ولا فقد في غيابهم ، قابلين للإستبدال من الكون والارض بأي لحظة، لان الجمادات أو الشجر أو حتي الذباب أنفع للحياة منهم! .. يعتاشون علي وهم استجلاب القيمة من الفراغ، مثل الثرثرة والقيل والقال أو كما يُسميها الدين الغيبة والنميمة! ، لا يملكون ما يتحدثون به عن انفسهم .. لذا يتحدثون عن الأخرين ويدسون نواقصهم فـ سرد وجهات نظرهم واتهام الأخرين بما فيهم!! .. ومراقبة الناس و نشر الاحكام عنهم بالظن لا الحق!! ..


وهناك أنفس ظنت أنها نالت بعضا من النجاح المادي ، تستمد قيمتها من الماديات التي تحيط بها نفسها ومن علاقاتها بالأخرين ، تسمي النجاح وظيفة او رقم ما بحساب بنكي او مقارنة بفلان الفلاني!. تظن التفوق في إعطاء النصائح للآخرين -من باب استشعار لذة أنها الاعلي بالسلطة والاذكي من الجميع لا اكثر- وهناك من يربط السعادة والنجاح في الحصول علي شريك للحياة او صديق حتي يتطفل من خلاله لإستشعار التعلق الغير صحي - ويلقبونه بين قوسين حب!- وللاسف حقيقة الامر أنه لا يتعدي متعة الحصول علي أي شيء آخر بحياتهم يستهلكونه وسرعان ما يبحثون عن هدف جديد!! .. لهذا فهنالك الكثير من يختبيء خلف الأنا المزيفة ، والعنصرية بأوجهها المختلفة!! .. لو وجدتها في السلطة ستجدهم يقيدون حرية الاخرين بإسم السلطة والدين وأنهم أهل المشورة والنصيحة! ولو وجدتها فـ المرأة، ستراها تسب الرجال وتنافسهم حيث لا موضع للمنافسة من الاساس! ، ولو وجدتها في رجل ستجده يقلل من قيمة النساء ويحط منهم، بدافع غريزي يُخبيء به ضعفه!، وجميعهم يُخبئون نواياهم الفعلية وراء اقنعة كثيرة ، ما بين ماذا يقول الدين والتقاليد والمجتمع !! .. ونسوا أو جهلوا أن السلطة والاموال والاجناس وكل شيء رزق من الخالق وحده من تفرد بتوزيعهم بحكمته! وأن عنصريتهم في حقيقة الامر ليست موجهة لمخلوق مثلهم ! إنما هي مجاهرة بالتكبر الرجعي علي عظمة الخالق !!


لهذا قبل أن تبدأ في تطوير ذاتك عليك بحفظها وحمايتها من الاضرار النفسية تلك الاصناف من البشر السابق ذكرهم ، عليك أن تتجاهلهم وتمر بهم ، وألا تصبح آبدا من أمثالهم - مجرد أقنعه فارغة وأجساد واهية تدعي ما لاتملك بينما تأكلها التعاسة ومراقبة الاخرين من الداخل!! مرتزقة يحتالون علي الحياة!- لانهم لا يفقهون ولا يسمعون ولا يملكون عقلا ليدركون! طاقيا هم أشبه بـ الزومبي ليسوا من الآحياء لكنهم يقلدون طقوسهم ! فقط تجاوزهم واستكمل طريقك تماما ،مثلما تفعل حين تصادف حفرة بـ الشارع تتجاوزها لإجتناب إيذائها لانها غير عاقل .. فاقد للوعي الفردي والإدراك الانساني، ولأن كل ما سيُصيبك منها الإيذاء او التأخير، ولا حاجة لك بكلاهما من الاساس!! ... أعمل علي تزكية نفسك بتطويرها بنحوٍ متواز ، بلا تكلف أو تطرف أو تكاسل، إبدأ بخطوات صغيرة وقسم أي هدف تريدة لخطوات يومية تري أثرها بإمتداد الحياة. وتجنب جلد الذات أو تعنيفها علي التقصير ، فالنفس البشرية فـ رحلة تطويرها نحو أي هدف يجب الجمع ما بين تزكيتها بالإحسان لنفسك، وحمايتها وحفظها بإجتناب الضرر من الآخرين... وتذكر دوما من أحيا نفسا فكأنما آحيا الناس جميعا ، والأحق بهذا الإحياء نفسك قبل الجميع!!...، فهي التي إن وجدتها وجدت كل شيء وإن أضعتها أضعت كل شيء. بل هي أقرب ببوصلة الطريق ومركزك الكوني من الحياة ، منها يبدأ كل شيء وأي شيء .

للحديث بقية....


duaa daheii

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ياريت تعملي زي كورسات بتربط تطوير الذات بطرق عملية زي المقال 😊 حقيقي اسلوبك مختلف وبعتبرك صديقتي اللي بتكلم زيي مش من فوق ببرج عاجي زي بتوع التنيمة البشرة ♥️

إقرأ المزيد من تدوينات duaa daheii

تدوينات ذات صلة