فـ ذكري مولد الرسول إخترت هذه المرة أن أتحدث عن اكبر صفاته التي تربيت عليها إقتداءا به ، أن البشر امام الله واحد . وأن الاسلام دين السلام


تربي الغالبٌ منا من الفتيات والنساء ومن الاجيال السابقة بالأخص، أن الرجل أفضل من المرأة ! وكأنه خٌلق من طينة أعلي من المرأة ! وهذا ليس من الاسلام في شيء! .

تربينا بغالب المجتمعات العربية أن الرجل أعلي من المرأة في كل شيء ! رغم أن رموز قوامته المزعومة علي المرأة قد إنتهت كـ حال إنقراض الديناصور لما ظن أنه أقوي المخلوقات بالأرض!.

وكانت ولازالت إدعاءتهم الواهية تعتمد علي أحاديث لُصقت زورا لخاتم المرسلين للبشر! .. ألصقوا بُهتانا حديث ضغيف عن الرسول أن النساء ناقصات عقلٍ ودين ! ونسوا أو تناسوا أو أنهم جهلاء حقا أن أكبر موبقات اليهود التي جاء الاسلام ليمحوها مقتهم وتحقيرهم للمرأة!!.


من الجدير بالذكر أن بحثي عن مصدر الحديث أعادتي في كل مرة إلي مصادره التي لا تمت للاسلام من الاساس! أكثر من الحاجة لإثبات صحته من عدمها ، أعلنت الازهر الشريف منذ 2017 بُطلان صحة حديث أن النساء ناقصات عقل ودين إلي الرسول من الاساس. مؤكدا أن صحيح البخاري لا يتضمن هذا الحديث وأنه حديث ضعيف غير مُسند أو مُثبت!!. ونقلا عن نص رد الازهر الواضح :

( وردا على هذه الشبهة، أن الإمام البخارى لم يذكر أن الله لما غضب على نساء بنى إسرائيل أصابهن بالحيض، كما أن الإمام البخارى نَسَبَ القولَ ببدء الحيض من عهد بنى إسرائيل إلى غيره ولم يسَمِّهم، وليس هذا قولًا من عنده. وأوضح، أن الإمام البخارى رد هذا القولَ؛ لأنه يخالف حديث النبى ﷺ الذى أخرجه عقِب هذا القول وفيه أن النبى ﷺ قال: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَم ولاَ ينُقِص منُهِم شّيء،...».


أتساءل كثيرا كم ضل وتاه كثيرا من رجال ونساء مجتمعنا العربي ومارسوا العنصرية بأقبح أفعالها إستنادا علي تفاسير واحاديث ضعيفة ! كيف ستعيش كـ رجل حين يُخبروك أن هذا الرحم الذي بدأ الله سر خلقه لك فيه، ثم نفخ فيك من روحه موضع نجس؟! أو شيئا بغيض؟! .. كيف تبدأ الحياة من نجس؟! .. أتساءل كثيرا كم ضل وعمي كثيرا منا بسبب تفسير أن المرأة ناقصة عقل! والسبب حالة من حالات الإدلاء بالشهادة - لم يعد مأخوذا بها من الاساس!- ؟ ألا تنسي أنت أيضا كـ رجل ؟! أم أنك جاهلا عن الـ 14 موضع الاخرين للإدلاء بالشهادة للمرأة و حالات الميراث التي تتساوي فيها مع الرجل وبنص قرآني وليس حديث ضعيف مشبوه أو تفسير سام دٌس في قلوب الكثير لآعوام طوال!!

.

لن أفند الإدلة لانها موجودة بكل مكان ، إنما هناك من يٌفضل أن يبحث عن آعذار يٌبرر بها نرجسيته وضعف رجولته في إستضعاف إنسان مثله تحت مسمي "إمرأة" .. ولن أٌعفي المرأة كـ أم ظلت طويلا منصاعة لتقاليد بالية .. وربت أبنائها بالتمييز ما بين الولد والفتاة فقط بمسمي النوع! لا الدين!.. فقط أريدكم أن تتأملوا هذه الآية طويلا من سورة الحجرات:


قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)


أما عنا فتيات هذه الجيل اللواتي لم يُصبحن بعد أمهات ، فـ أٌذكركم وأّذكر نفسي معكم .. أن الحرية تبدأ بمعرفة الدين بميزان عقولنا ودراستنا لتفاسيره وفهمه لا عن تشُرب آراء السابقين! لا تكوني ممن وصفهم القرآن من أهل النار حين يسألهم الله ما أضلكم .. فيجيبون هذا ما وجدنا عليه آباءنا الاولين!! تأملوها هذه الآية طويلا في قوله تعالي بسورة البقرة :


وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)



أما من ناحية علمية بحته وتحليل النفس المثبت بالادلة والبراهين المدمغة ، عقل الذكر أو الانثي لا علاقة له بجنس الانسان! فهناك العديد من الرجال بوعي أنثي - وما أكثرهم بمجتمعنا الآن!!- كما أن هناك العديد من النساء بعقل رجل ، لهذا إختلط الامر طويلا علي المفسرين القدماء في التفريق بين آيات تصف الذكر والانثي ، وآيات تذكر الرجل والمرأة !! والجدير بالذكر أنها ليست أعراض مرضية إنما اصناف بشر كـ لون العين وطول القامة لا دخل للبشر فيها من شيء! ، كما أنها بعيدة كل البعد عن أي تشبيهات "مثلية أو المُتشبهين بقوم لوط!!" كما يظن البعض .. إنما هي مجرد تصنيف تشريحي لديناميكية اصناف البشر !! وتفاصيل سلوكية سأذكرها لاحقا من وجهة نظر علمية بحتة - كمعالج نفسي وسلوكي- لحقيقة الامراض النفسية المجتمعية التي تظهر فـ أنماط المرأة المسترجلة والرجل الديوث والمثليين! فهم مرض مجتمعي نفسي بحت . لا يجب إقحام الدين في إصلاحه إنما إصلاحه وعلاجه علي يد مختصين! هل رأيت يوما مريض الفشل الكلوي يتعالج بالقرآن أم يذهب للمستشفي والمختصين آخذا بالاسباب!!


والجدير بالذكر آيضا أن ظاهرة التمييز بين الرجل والمرأة هي مجرد عرض جانبي لمرض التأخر العقلي للوعي الجمعي للدول المتخلفة عن ركب التقدم والحضارة! وبعيدا عن الاثباتات والبراهين التاريخية والدينية والثقافية والتي إن بدأت في سردها لن أنتهي .. فقد رأيت بعيني الاسلام خارج بلاد المسلمين ، رأيته في مسلمين ليسوا عرب! وكم إرتبك قلبي كثيرا مُتحيرا لماذا الفساد بيننا قبيحا هكذا! حتي تمرد البعض بالخروج عن الاسلام تحت وهم التحرر من العنصرية والرجعية والتخلف! رغم أني رأيت كثيرا خارج بلادي ممن لا يتحدثون العربية من يبكي خشية الله محبة لا خوف ! ومن أسلم لان الاسلام كان دربه وبوصلته في رقيه الروحي وتحرره من الرجعية! رأيتهم كيف يتعاملون مع المرأة وكيف أن التمييز العنصري شيئا بغيضا تخلي عنه الحيوان والاشجار والكثير من المخلوقات إلا الحمقي من البشر !!


أما عني وعنكي، فدعيني أُحادثكي كأختا أو صديقة، تعلمي يا صغيرة … أن من يزنك بالجمال الشكلي .. لا يبتغي سوي الاستحواذ عليكي كأنك سلعة استهلاكية سُرعان ما سيستخدمها وينتهي. وأن من يزنك بالعقل .. فإن ميزان عقله موازي لكي .. رآكي انسانا مثله ذا عقل ورسالة بالارض ، لانه انسان يعمل مثلك لاحلامه و رضا خالقه. أما من رآكي بالروح .. فهو ذاك الذي أُرسل إليكي ليسير معكي خطاكي بالحياة .. مهما ابتعدتم ومهما فرقتكم الايام سيظل علي العهد وفيا لرسالة البشرية الأولي بالاض في خلقنا الاول جميعنا سواسية أمام الرب. فـ إختاري من يراك انسان مثله ، لا يُخفي نقصه بإدعاء النقص فيكي من شيء!. وكوني انسانا مستقيما بما يُرضي الاله ، فإن أحبك الله كفاكي شرور خلقه وحفظكي لأتقاهم لديه.ولا تجعلي الدين مظهر أو ملبس .. أجعليه خٌلقا وسلوكا ومنهاجا للحياه .. وتسلحي بالعلم والقراءة والاطلاع ، فلا يضل عقل عالم ولا يستطيع ان يُضله فسوق جاهل! .. فالدين بريئا مما ألصقوه من تحقير لنا ! فلا تدعي تفسير بشر أعرج لا يفقه شيئا يُسيء لعظيم خلق الله فينا ، حين أودع الله بحواء سر أستمرار الحياة.


للحديث بقية...

duaa daheii

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ام صماخ تكذب حديث الرسول

إقرأ المزيد من تدوينات duaa daheii

تدوينات ذات صلة