ما اهميه علاج الاكتئاب السريري؟ و ما هو تأثيره على حياتنا اليوميه و مجتماعتنا؟
يعتبر الاكتئاب السريري من أكثر الامراض انتشارا بالعالم. ويقدر وجود ٢٦٤ مليون شخص يعانون من هذه الحالة. ويشكل عبء نفسي، اجتماعي واقتصادي على الفرد والمجتمع. لأنه يؤثر على فاعليه الفرد وقدرته على الإنتاج والعمل والتعامل مع الآخرين. ويؤدي الي مشاكل في العلاقات الإنسانية والعائلية ومشاكل في تربيه الأطفال. اضافه لتأثيره على الصحة الجسدية ومن ضمن ذلك الامراض الباطنية المزمنة مثل الضغط، السكري، السمنة، امراض القلب، امراض الجهاز الهضمي، الاوجاع المزمنة وغيرها.
وبالرغم من توفر العلاجات الفعالة تبقى فئة كبيره من المصابين دون علاج. وخصوصا في دول العالم الثالث بسب عدم توفر الموارد العلاجية. والنظرة السلبية للأمراض النفسية والعصبية. والمعلومات المغلوطة حول العلاج. بالإضافة الى اللجوء لأساليب ضاره للتعامل مع المرض تؤدي الى تفاقم الحالة.
توجد أنواع مختلفة من الاكتئاب. ومعظمها يؤدي الى شعور مزمن بالحزن او العصبية الشديدة. ويؤثر على طاقة ونشاط المصاب والقدرة على التركيز. ويغير من عادات النوم ويؤثر على الشهية للطعام والرغبة في الجنس. اضافه الى ان الاكتئاب من اهم أسباب التفكير بالانتحار او الاقدام عليه. وتسجل سنويا ٨٠٠٠٠٠ حاله انتحار. ويعد الانتحار ثاني أكثر سبب شيوعا للوفيات بين سن ١٥-٢٩ بعد السبب الأول وهو الحوادث.
ويحصل الاكتئاب نتيجة أسباب عديده. المسببات مزيج بين العوامل الوراثية او الجينية وعوامل اجتماعيه ونفسيه. العوامل الجينية تجعل الشخص عرضه للإصابة. اما العوامل الأخرى فتحفز وتساعد على ظهور المرض وتساهم في استمراره وتفاقمه.
تتوفر العديد من العلاجات النفسية للاكتئاب وتختلف حسب حاجه المريض، طبيعة الحالة والاستعداد النفسي لدى المصاب. وفي الحالات الطفيفة، العلاج النفسي يكون كافيا. اما الحالات المتوسطة والشديدة فغالبا ما تحتاج للدواء.
وتتوفر العديد من المركبات الدوائية العلاجية في الأسواق العالمية. ومنها الجيل القديم والجيل الحديث. حيث حصلت طفره في أنواع العلاجات الجديدة في أواخر ثمانينات القرن الماضي. وتستمر هذه الطفرة الى يومنا هذا. وحاليا تتوفر أنواع عده من العلاجات الدوائية. وذلك مهم لان نسبه الاعراض الجانبية قد تضاءلت بوجود الجيل الجديد من العلاجات. اضافه لتوفر خيارات عديده متاحه للطبيب والمريض في حال فشل الاستجابة لمركب ما.
التعامل مع الضغوطات الاجتماعية والنفسية التي تحفز على المرض مهم جدا. و عاده ما يكون ذلك من ضمن العلاج النفسي. لعب الرياضة، الغذاء الصحي، النوم الكافي والمنتظم، العمل والترابط الاجتماعي مع العائلة والاصدقاء ايضا من اركان العلاج.
واخيرا وليس آخرا، اود ذكر اهميه الوعي الصحي والثقافة الصحية. فالعديد من المصابين لا يدركون ان ما يعانون منه، حاله طبيه تستلزم العلاج. فلا بد من وجود برامج توعيه وتثقيفيه. وبنفس القدر من الاهميه إدراك الأطباء من الاختصاصات الأخرى لهذه الحالة، واهميه توعيه المرضى وارشادهم للحصول على المساعدة. وتبقى ضرورة الحصول على المعلومات العلمية الصحيحة من اهم مقومات العلاج الناجح.
د. لارا جرادات
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات