اناقش ظاهره انتشار نظريه المؤامره. اسبابها و اسباب ميول البعض لتقبلها
تتكرر ظاهره نظريه المؤامرة في جميع العصور والأماكن. وتكثر بشكل ملحوظ في ظروف اقتصادية، سياسية، دينيه، اجتماعيه او صحية غير مستقرة. ومناخ نفسي عالي التوتر. وتؤدي الى نتائج كارثيه في بعض الأحيان.
ما هي أسباب هذه الظاهرة؟ ومن هم المعرضون لتصديقها والانغماس فيها؟
عندما احترقت روما اثناء سفر الامبراطور نيرو، اتهمه السكان بحرقها ليبني مدينه جديده. حيث كان من المعلوم انه لم يحب عمارة المدينة. ليدفع نيرو الاتهامات عنه، قام بنشر نظريه مؤامرة اتهم فيها المسيحيين بحرق المدينة مما أدى الى مقتل العديد منهم.
وفي مدينه سالم الأمريكية سنه ١٦٩٣ انتشرت بين السكان اخبار حول ممارسه بعض الأشخاص الشعوذة والسحر على خلفية نزاعات دينيه، سياسية وماليه. سرعان ما تحولت هذه الهستيريا الى احداث عنيفة. وتم قتل ٣٠ شخص معظمهم شنقا وغالبيتهم من النساء بتهمه الشعوذة.
بعض الدراسات وثقت زيادة انتشار نظريات المؤامرة في أوائل القرن الماضي. وكانت مرتبطة بالثورة الصناعية وما نجم عنها من تغيرات جذريه في المجتمعات. وكذلك كان الحال في فتره ما بعد الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي.
الناس يسعون لتفسير ما يجري من حولهم بما يتناسب مع منظومتهم الفكرية وما هو مقبول لديهم. فتجدهم يميلون لتقبل ما يلاقي هوا في أنفسهم حتى لو تعارض مع الواقع. خاصه كلما ازداد الواقع غرابه وقسوة. أحيانا قبول التفاسير البسيطة لأحداث عظيمه غير مقبول لدى البعض. عندما تكون الاحداث غامضه وغير مفهومه نميل الى القاء اللوم على أحد او شيء ما.
وقد توجد علاقة بين تقبل نظريات المؤامرة وضحالة التفكير التحليلي. العديد ممن ينسجون هذه النظريات لديهم ميل للشك وقابليه للانخراط في السلوكيات التآمريه. كذلك يدفع الخوف والشعور بفقدان السيطرة على مسلك حياتنا البعض لتقبل النظريات حيث يمنحهم شعورا بالسيطرة. الفئات المهمشة والتي تشعر بالظلم في مجتمعاتها تميل أيضا للتشكيك وبالتالي تقبل نظريه المؤامرة.
وقد استخدم الساسة والدول على مدى العصور تلك النظريات لتحقيق طموحات ومصالح ذاتيه. ولشن الحروب وترتيب الانقلابات.
وها نحن اليوم تحت ظروف جائحه الكوفيد وانعدام الاستقرار السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي ومناخ عالي التوتر. نواجه العديد من نظريات المؤامرة التي ازداد انتشارها بفضل الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي.
اثبتت الدراسات ان هذه النظريات ممكن ان تصبح من منظومه افكارنا وواقعنا وتورث الى الأجيال الناشئة. حتى ان كانت غير دقيقه، مغلوطه او مفتعله. وقد تؤدي الى تغيرات جذريه في اسلوب حياتنا والتعامل مع الحياة والناس من حولنا. فما نؤمن به يؤثر على سلوكنا، اختياراتنا وتفكيرنا. وفي كثير من الأحيان تولد النزاعات والخلافات وتؤدي الى انشقاق الصفوف.
توخوا الحذر فيما تقرأون وتسمعون، ولتبحثوا عن المعلومة من مصادر موثوقة. ولتضعوا ثقتكم بالعلم والمنطق.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات