متى يكون الوقت مناسب لطفل ثان؟

الطفل الثاني فكرة و مشروع يشغل تفكير الزوجين، و قرار صعب الإتخاذ يحتاج منهم الكثير من الجهد، نحاول في هذا المقال مساعدتهما و لو بشيئ بسيط جدا

الحمل مشروع يستلزم الكثير من التخطيط لكي يحظى المولود الجديد بكامل ما يحتاجه من حب و حنان و رعاية مادية و معنوية. معرفة الوقت المناسب لإنجاب طفلك يسمح لك بعيش فترتي حمل و ولادة مريحتين و يساعدك في تربية طفلك دون ضغط.

إذا متى يكون الوقت مناسب لحمل ثان؟الإجابات عن هذا السؤال متعددة يختار منها كل زوجين مايناسب عائلتهما الصغيرة، عالمهما و ظروفهما. نقسم الإجابة إلى ثلاثة إختيارات:

○ الأولى حين يكون الفارق بين الولدين أقل من سنتين

● إيجابيات هذا الإختيار

• أن يكون الإخوة أصدقاء، و حتى لو حدث بينهم شجار فإن سرعتهم في التفاهم لحل المشاكل أكبر من غيرهم لأن كل واحد منهم يحتاج الآخر ليكون رفيقه في اللعب.

• يشترك الطفلان في مراحل عمرية متشابهة ما يسهل على الآباء تسليتهما و شغل أوقاتهما مقارنةً بتسلية الأطفال المتباعدين بالعمر، لأن لكل فترة خصائصها.

• إختصار فترة القيام بأعباء الأطفال، حين تنجبين طفلين متعاقبين ستعيشين فترة أعباء مكثفة أنت و كل العائلة لكن ما إن يصبح الطفل قادر على تحمل مسؤولياته تخف أعباؤك.

• مشاركة االأب للمهام، يمكن أن يكون إنجاب طفلين في غضون سنتين أمراً مفيداً بالفعل لعلاقتكما الزوجية لأنه حين يكون لديك طفل واحد فقط، فغالباً ما سينتهي بكِ المطاف مع طفلك و سينسحب الأب لكن متى ما حلّ الطفل الجديد، تزداد الأعباء و يظهر دور الأب الفعال.

• إن أردت التفرغ التام لأطفالك و البقاء في المنزل حتى يبلغوا سن المدرسة ثم تعاودين العمل، فلن تضطري لتعليق مهنتك لفترة طويلة جداً.

● أما سلبيات هذا الإختيار:

• الإرهاق المستمر، إن إنجاب طفلين متعاقبين هو أمر مُنهِك جسدياً، و مستنزف عاطفياً، و يزداد الأمر صعوبة إن لم يكن أحد من أفراد عائلتك أو أصدقائك بالقرب منك ليمد لك يد العون.

• قد تتراكم التكاليف على العائلة نظرا لتزايد الإستهلاك و المتطلبات الخاصة بالأطفال بشكل مضاغف.

• صعوبة التوفيق بين مسؤوليات العمل والمنزل.

○ الإختيار الثاني أن يكون الفارق من سنتين إلى 4 سنوات إيجابياته

● إيجابياته:

• حصول كل طفل على كفايته من الإهتمام حيث حظي طفلك الأول بإحتلاله مركز الإهتمام لعدة سنوات هي الأثمن في عمره، و هو الآن كبير بما فيه الكفاية ليلتحق برياض الأطفال، مما يسمح بوقت خاص مع طفلك الثاني.

• إن هذا الفارق العمري يعد قصيراً مما يسمح بأن يكون أطفالك زملاء في اللعب كما يسمح بتعريف الأخ الأكبر لأخيه الأصغر عن العالم الخارجي.

• علاقاة زوجية أقل توتر، حيث أن إنجاب طفلين يفصلهما بضع سنوات من شأنه الترويح عن الزوجين بعض الشيء، و يسمح بحصولهما على راحة أكبر نوعاً ما و عيش حياتهما الزوجية بكل تفاصيلها مقارنة بالأزواج الذين أنجبوا طفلين متعاقبين.

• كسب الوقت لإستعادة عافيتك حيث أن هذه الفترة تمنحك فرصة لترتيب حياتك و إستعادة قوامك السابق و التعافي نفسياً من الظروف القاسية التي مررت بها مع طفلك الأول.

● سلبياته:

• قد يستاء الأشقاء من بعضهم البعض بسبب أنه يتوجب عليهما دائماً الإشتراك في عمل الأشياء، و هذا ما يخلق ثنائي متنافر.

• التنافس على ماما، الطفل ذو الثلاث سنوات لا ينشغل بأصدقائه على عكس الأطفال الأكبر سناً، و قد يمر بوقت عصيب ليتكيف مع الشقيق الجديد بعد أن إعتاد أن أمه له فقط. ○ الإختيار الأخير أن الفارق أكثر من 5 سنوات

● الإيجابيات

• المزيد من أيدِ العون، يتحول طفلك الأكبر إلى مساعد صغير يهتم بأخيه كأن يجلب لك مستلزمات تنظيف الصغير الجديد.

• يصبح طفلك الأكبر مثالاً في التربية يحتذي به أخوه الأصغر، و يستفيد من نصائحه الحكيمة، كما سيكون طفلك الأول قادراً على إرشاد أشقائه في شتى نواحي الحياة.

• إستقرار إقتصادي، الفترة الطويلة نسبيا بين الطفلين تسمح لك بتحسين الحالة الإقتصادية للأسرة.

• هادئة و واثقة و قادرة على التعامل مع الطفل الجديد هذا ما ستكونين عليه نتيجة التجارب التي مررت بيها و النضوج الذي وصلت له.

● السلبيات:

• سينشأ أطفالك في مراحل عمرية مختلفة بخصائصها المميزة مما يضطرك للتعامل مع كل منهما بطريقة مختلفة.

• ستحتاجين خطط أكثر و منهجية جيدة لخلق علاقة صداقة بين أطفالك.

كانت هذه الإختيارات التي يجب على الزوجين دراستها و تحليلها لمعرفة الوقت المناسب لدخول فرد جديد لعائلتهما الصغيرة، و هذه الإختيارات لا تحتمل الصواب أو الخطأ إنما لكل عائلة خصائصها التي تجعل من أحد هذه الإختيارات الأنسب لها. و تبقى تجربة الطفل الثاني تجربة جميلة تستحق أن تعاش دون مقارنات بسابقتها.

كتابة: طراد دالفين 🐬