يقولون: "عبر عن حُبِّك، فنحن لا يمكننا قراءة العقول". وأنا اتفق تمامًا مع هذا القول حقيقةً.
المرة الأولى التي أحاول فيها كتابة الشعر واستخدام الوزن والقافية وأبدأ في نسج قصيدة تتألف من أكثر من بيت، لم تكن لدي الشجاعة لأصل بطموحي إلى أفق الشعر حقيقةً،لكن التجربة الأولى تلك منحتني شجاعة كبيرة لأحاول مرة أخرى، في تلك الأبيات اختلفت فيها مع ابن زيدون في معنى بسيط، فهو يرى أن الحب لا يحتاج دائمًا إلى الإخبار به وأنه مهما خُفي لابد أن يظهر، لكن في رأيي أنه علينا أن نخبر من نحب أننا نحبه اقتداءً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو: عن أبي كريمة المقداد بن معد يكَرِب عن النبي ﷺ قال: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"فأحيانًا لا يمكننا قراءة العقول لذا من رأيي أن من أحب أحدًا فليخبره بحبه ذلك قولًا وفعلًا ثم يكرر له ذلك قولًا ليطمئن بها قلبه.
_____________________
وتلك هي الأبيات:
عذرًا لابنِ زيدونَ لم أَقْنَعْ رأيَه
فما هو بفرضٍ أو بِوَحْيٍ مُنزَلِ.
ورُبَّ خَفِّي عُسِرَ علينا تجلِّيَهُ
فما نحن للقلوبِ وما تُضمِرُ بمترجمِ.
فأفصِح عن ذاتِ بينِك فإنه
ما كنَّا لما أخفيت في نفسِك بأعلمِ.
وأظهِر لمَن أحبَبْت حُبك وقل له:
في اللَّهِ ودِّي ومن للودِّ غيرُ اللهِ بأحكَمِ.
وكرِّر ليطمئن بها قلبُك وقلبُه
فما في التكرارِ إلَّا تثبيتٌ لِمُعْلَمِ.
وحافظ على ودِّك باللِّين علَّه
لحبل الودادِ إنْ أُرخِيَ بِمُحْكِمِ.
وكنْ طَيبَ الأثرِ لا يُكرَهُ خطوُهُ
فإنَّ طِيبَ أثرِك لذِكراك عُمْرًا بمُرَمِّمِ.
ولا يبخلنَّ ثغرُك على عليلٍ ببسمِهِ
فإن مَبسَمَك حين يبسُمُ بمكلِّمِ.
وكن ساعيًا متواضعًا سعيُه
فما الغرورُ إلا بِشَرٍّ عليك مندِّمِ.
ورجلٌ؛ نَشْرُ خلقٍ في الأنامِ هَمُّهَ
أيعادل من سنَّ منكرًا فأُتبِعَ بالأممِ؟
فما الإنسانُ إلا شِيَمٌ تُمَيزْنَه
فأيَّما اختار، إما بحميدٍ أو بخبيثٍ عَلقَمِ.
-بسمة سامي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات