أحيانًا نتعرض للسخافات مقصودة كانت وغير مقصودة، تؤرقنا لأحيان كثيرة فهل علينا تجاهلها دائمًا؟
مرحبا، أصبحت بعض التفاصيل الصغيرة المتجَاهَلة عمدًا أو المنسية سهوًا -بإفتراض حسن النوايا- قادرة على أن تثير عصبيتي، سواء كانت تفاصيل نحوية كأن يكتب احدهم كما كتبتها أنا، أو كأن يكتب "أنتي" بدلًا من "أنت المكسورة" حتى إنني توقعت بأن ياء "انتي" تظهر الأنثى شخصًا قويًا مثلًا عوضًا عن كسرها، أو ما العلة من كونها تُكتب بخطأٍ نحويِّ كهذا، لابد وأن يكون هناك مبرر لمن بدأ بإضافة الياء إلى الأفعال الماضية المؤنثة كما في "لو سمحتي" فما كان مبرره حينئذ لكن لا يسعنا غير أن نقول "المتهم برئ حتى تثبت إدانته" فقد يكون بدأ بإضافة الياء لأسباب مقنعة لا يعلمها إلا الله وهذا الشخص فقط، حسنًا ما رأيك في استبدالها ب "من فضلك" و ارِح نفسك و دع قواعد اللغة وشأنها دون تحريف؟
=لم نفهم بعد هل حديثك عن الدفاع عن اللغة؟، هل تظنين نفسك محاميها الخاص أم كنتِ ممن يتقنون الحديث بها فجعلها ذلك تشكو لكِ همها أم ما الذي دفعك لكتابة كل هذا الحديث في الدفاع عن اللغة؟
-لم أقصد بحديثي قواعد اللغة إطلاقًا، ولا أملك ما أدافع به عن حقها أمام وطن بأكمله بل أوطانٍ،
بعض التفاصيل لو حاولت أن أدقق فيها لتعرضت للتجاهل أكثر مما وصلت إليه اللغة، بعض المواقف تشبه ما يفعله العرب بلغتهم، لكن أنَّى للعربية أن تتمرد على أهلها أو تكرههم، ليس لها سبيل إلا أن تتغاضى عن تلك الأخطاء الصغيرة أو الكبيرة المهم ألا يهجروها إلى الأبد، يكفيها أنهم مازالوا يتحدثون ببعض الكلمات الصحيحة منها، مازال الود بينهما وسيبقى أتطمع هي في أكثر من ذلك؟!
هكذا الحال؛ نتغاضى عن الصغائر حفاظًا على ما تبقى من ودٍ بيننا، لا داعي لتلك الدقة والتفحص مع من نحب أو من لا نحب فعند تلك التفاصيل إذا بالغت في التفحص فيها ستشعر بأنهم سواء، تجاهل ما يزعجك أو لا تتجاهله، لكن حذارِ لك أن تخبرهم به، لأنك عندها ستصبح مخطئًا بحسب ما عندهم من قوانين المحبة كما يرَون، كيف لك بالتمرد على ما يفعلونه بحقك وأنتَ من المفترض "منهم وعليهم" ولا يحق لك بأن تنزعج، ما نفعله معك هو من دافع تلك المحبة، كيف لك بأن تزعجك تلك الكلمة التي قلناها حين كنا نمزح ونعيب فيك تحت هذا المسمى.
تجاهل يا صديقي، حاول أن تصبح لغة عربية في نفسك، لم تصل بعد لما وصلت لها هي فاحمد الله على ما أنت به، ستجد من السلام النفسي ما يؤهلك للتفحص لتلك التفاصيل وأنت تبتسم، تناسى؛ فالحياة قصيرة فاستمتع بها، ارضِ ربك، ادِّ فروضك وعباداتك و أخيرا تجاهل للمرة الثانية.
دمتم بخير❤
-بسمة سامي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات