نبذة عن قصة نجاح منصة كفيل للخدمات المصغرة، والدروس المستفادة منها
حين سمعت عن موضوع حملة الشهر #تطوير_الذات، حِرت عمّا أكتب!
أعلم أنني شبه متمرس في مواضيع تنمية الذات، خاصةً وأنني عشت فترة طويلة من عمري في موتٍ اختياري، حيث أوقفت حياتي عند لحظات معينة أجترّها بين الحين والآخر، إلى أن صحوت ذات يوم وقد بلغت السابعة والعشرين من عمري دون إنجازات، ومن هنا.. انطلقت نحو الحياة (وتلك قصة طويلة).
المشكلة فقط أن أغلب مواضيعي المعتادة عبارة عن نصائح، لذا فهي لا تتناسب مع موقع مثل (مُلهم). ثم لمعت في ذهني فكرة، لما لا أخرج من سماء (نجاحي المتواضع) إلى فضاء نجاح الآخرين الرحب؟
وكما استنتجت من العنوان، قررت الحديث عن منصة كفيل للعمل الحرّ.
هدف حياتي.. تسلل!
في يومٍ من أيام صيف عام 2017 الجميل، وصلتني رسالة من منصة للعمل الحرّ، حديثة نسبيًا، وتُدعى (كفيل). قدّم مُرسلها فرصة التعاون المدفوع، والتي نصّت على كتابة بضعة تدوينات تُنشر في مدونتهم الوليدة. عرضوا عليّ أجرًا قليلًا، وكنت مغترًا بذاتي فلم أقبل به، ثم ندمت!
حسنًا، وصلتني عروض مشابهة من منصاتٍ أخرى، فلما ندمت لعدم انتهازي الفرصة مع كفيل بالذات؟
لأُجيبك، سنحتاج لتتبع مسيرة كفيل عن كثب
نبذة تاريخية غير مملة!
انطلق كفيل بنسخته الأولى في 20-8-2015 (وأُعيد إطلاقه بنسخته الجديدة كلياً في 22-7-2017)، وهي الفترة التي كان خلالها أحد المنافسين مكتسحًا السوق بالكامل، ورغم ظهور عدة منصات -كما أشرت من قبل- إلا أن أحدًا منهم لم يصمد لأكثر من أشهر.
لذا، لا يمكن القول أن الطريق كان ممهدًا أمامه!
كان المنافس يمتلك عشرات الآلاف من العملاء والمشترين ومقدمي الخدمات، ويمتلك أكاديمية لتعليم مبادئ المهارات التقنية مجانًا، ومساقات تعليمية مدفوعة يُراهن عليها بكل وقته، دون أن ننسى مجتمع المهووسين بالتقنية الذي بناه حوله.
كان على كفيل أن يجد طريقة ليتغلّب على كل هذا!
تريدهم أن يتحدثوا عنك؟ امنحهم جائزة إذًا!
لطالما رأيت أن المبدأ الوحيد الذي يحركنا كبشر هو: الثواب.
يراسلني أحد أصحاب المنصات الكتابية بخصوص الانضمام إليها، فيكون سؤالي الأول: وما الذي سأجنيه من ذلك؟
في السابق، كنت أخجل من طرح سؤالٍ كهذا، لألّا يُنظر إليّ كشخص مادي، إنما -ومع زيادة خبرتي في مجال العمل الحر- أدركت أن وقتي ثمين، لذا لا بدّ أن يكون العائد على استثماري له مُجزيًا، على سبيل المثال، محدثكم أحد أعلى المترجمين المستقلين أجرًا، ولم أكن لأصل إلى هذه المرتبة لو اكتفيت بتقديم ترجمات/خدمات تطوعية.
بالعودة إلى كفيل، فلم يكن ليجذب هذا العدد من العملاء ضمن وقتٍ قياسي لو أنه اكتفى بطرق التسويق التقليدية، لكنه لجأ إلى حيلة تسويقية قديمة ولا زالت تُجدي نفعًا، ألا وهي: التسويق الشفوي/ Word-of-mouth marketing
كيف قاد جمهوره إلى هذا الطريق بذكاء؟
عن طريق إقامة مسابقات كتابة محتوى وبجوائز مغرية، تأمل معي شروط مسابقته الأخيرة
عزيزي الكاتب،
- حدّث العالم عن تجربتك معنا.
- وأخبرهم أن الإدارة تتقبل جميع أنواع الانتقادات.
- ولا تنسى أن تسرد مزايا التسجيل في منصتنا.
ربما تقول: لكنني لا أتمتع بمهارة الكتابة والتدوين.
ليست هناك أدنى مشكلة، ألا يمكنك نشر تغريدة والإشارة إلى أصدقائك فيها؟ بالطبع تستطيع! إذًا، يمكنك المشاركة في مسابقة (تابع واربح)
[إخلاء مسؤولية: انتهت المسابقة منذ "كذا" شهر، وما ذكري لها إلا من باب التوضيح]
كفيل؟ أسمعك جيدًا، حوّل..
لم تعد الصداقة المتينة التي تربطني بالمدوّن العزيز يونس بن عمارة تخفى عن أحد، لذا فلن يكون من المستغرب أن أسوّق له هنا أيضًا.
في واحدة من محادثاتنا الطويلة، ذكر ليّ أن إحدى حلقات برنامجه (يونس توك) تلقت دعمًا من منصة للعمل الحرّ، ولأنني كنت مشغولًا بنفسي وبمشكلة عدم تلقيّ الدعم أنا أيضًا (هذا سر!🤐)، لم أنتبه كثيرًا لاسم تلك المنصة، إلى أن صادفته في حسابه على تويتر
هي منصة كفيل إذًا!
هذا يبدو منطقيًا، مبلغ الدعم ليس كبيرًا في مثل هذه الحالات، (تريد معرفته؟ راجع العدد الأخير من نشرته البريدية فحسب)، لكن إدارة منصة كفيل تعلم أن أثره سيمتد.. للأبد تقريبًا.
كفانا حديثًا عن كفيل
يذكر د. إبراهيم الفقي -رحمه الله- موقفًا طريفًا حدث معه فيقول:
شكى ليّ أحد الأزواج من إعجاب زوجته بذاتها ورغبتها في تلقي المدح طيلة الوقت، لدرجة أنها اختتمت حديثها -ذات مرة- بالقول: كفانا حديثًا عنيّ، وحان دورك يا زوجي العزيز: ما رأيك بيّ؟
تذكرت هذه القصة بمجرد أن كتبت العنوان، فأردت رسم ابتسامة لطيفة على وجوهكم، أرجو أن أكون قد وفقت لذلك.
والآن، لنعد إلى الموضوع.
لا بدّ أنك تتسائل الآن عن قصتي أنا مع العمل الحرّ، أليس كذلك؟
حسنًا! سأسردها عليك باختصار.بدأت العمل الحرّ بداية عام 2017، وانتقلت من مرحلة (سأكتب لك 5 مقالات لقاء 5$) إلى مرحلة: ضع الرقم الذي يلائمك ونحن موافقون! (وهذا بفضل الله سبحانه).
لكن صادفتني مشكلة صغيرة، أنا أقايض وقتي لقاء المال (بغض النظر عن المبلغ). كنت -ولا زلت- أعمل لأجل المال، بينما من المفترض أن يكون المال هو من يعمل لأجلي!
إنه الفخ الذي تجنّبته إدارة كفيل، فلو لاحظنا منشورات المنصة على شبكات التواصل الاجتماعي، فسنجدها.. تقليدية! يمكننا أن نسميّ الأمر نقطة ضعف، لكن لا يمكن أن نُنكر نجاح المنصة ككل. وسرّ ذاك النجاح هو أنها تدفع الآخرين للكتابة عنها، إما عبر المسابقات كما أسلفت، أو عبر إطلاقها مبادرة "اكتب معنا" وإضافتها زر "وظفني" في مقالات الكتّاب هنا، ليستطيع "أصحاب المشاريع" من القراء الاستفادة من مهارات الكاتب الإبداعية. تلك صفقات لا تكلّف الإدارة شيئًا تقريبًا، لكن مردودها -على المدى البعيد بل والقريب- غير محدود!
وهذا هو الدرس الذي أتمنى أن نتعلمه جميعًا:
الحياة تسير وفق مبدأ واحد: البقاء للأصلح لا للأقوى. معظم من حولك سيحاولون النيل منك (الناجحون لألّا تنافسهم، والمتقاعسون لألّا تسبقهم في رحلة الحياة). ومغرورٌ من آمن بقدرته على الانتصار وحده! نحن بحاجة إلى رفقة.. أشخاصٍ يُشبهوننا في طريقة التفكير (أو يُضيفون إليها)، المهم أنهم يمتلكون ذات أهدافنا، لذا فهم بحاجة لرفيق طريق يشجعهم ويدعمهم.
وبمناسبة الحديث عن الدعم، ما رأيك لو تُلقي نظرة على صفحتي في Ko-Fi، لكن أرجوك، لا تلمس شيئًا!😜
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات