خاطرة تتأمل مفهوم الكِبر بعيدًا عن العمر، وتجسّد النضوج من خلال المسؤولية، التجارب، والفقد، باعتباره مواجهة صعبة تُعيد تشكيل إدراكنا للحياة.

دائمًا بسأل حالي شو يعني كبرت؟


وبعمري ما قدرت ألاقي إجابة شافية لهالسؤال، يمكن لأني أصغر واحد بالبيت، ويمكن لأني كل ما يزيد عمري سنة ما بحس إنه شكلي بتغير أو ما بعطي أهمية لفكرة الرقم كلها…


بس مؤخرًا صرت أحس إني مسؤول. مسؤول عن كلمتي اللي بحكيها، مسؤول عن نصيحتي اللي بنصحها، مسؤول عن أفعالي وعن التبعات اللي ممكن تنتج عنها. مسؤول عن مصروفي وعن إني ألاقي شغل، وإني أقدر أكون مستمع جيد للي بحاجة لإلي، وإني أخطط لحياتي، وأحكي عن الزواج والإنجاب، وأقرر شو المناسب وشو اللي مش مناسب. وأطبق ديني بشكل صح ويكون عندي مبادئ ثابتة وواضحة.


بس كل هالأشياء ما حسستني إني كبرت أو عم أكبر.


اللي جد حسسني إني كبرت هو الفقد. الفقد يعني إنه الناس البركة اللي بحياتي واللي صاروا بآخر حياتهم، فقدتهم. وإنه العمر اللي شايفه رقم مش مهم هو مهم، لأنه صرت أحس بكل سنة بزيدها اللي حواليني بزيدوها، ويمكن تكون هالزيادة عليهم سلبية. بس برضو رجعت قلت لأ، لأنه لو هيك، كان ما منخسر برضو الأصغر عمرًا.


لكن إدراكي توسع واكتشفت إنه الفقد، زيارته إلنا بأي عمر كان، بتخلينا نحس إنه كبرنا. لأنه بخلينا قدام مواجهة أصعب أنواع المشاعر وأقسى أنواع الحزن. وأتوقع هاي ما بتحملها إلا اللي عنجد كبروا.


وخلاني أفهم إنه الكبر مقترن مع النضوج، اللي علميًا مقترن بعمر معين، بس بلغة الحياة والخبرات هو مقترن بمواجهة الأشياء الصعبة. وإما إننا نتناسها أو نتقبلها ونتعايش معها.


ويمكن مع كل خبرة يتغير مفهومي للكبر…


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبدالله عثمان | Abdallah Othman

تدوينات ذات صلة