من تجربة تطوعية بسيطة في تنظيم المارثونات، هذا ما رأته عيناي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
بدأ الأمر برسالةٍ على الواتس آب فيها دعوة انضمام لمجموعة، بعد دخولي حاولت الفهم، وفهمت أن هذا تطوعا سجلت فيه وأن هناك اجتماع للتعرف على المهام وغيره، وهكذا عدّا أول يومٍ.
في اليوم التالي دخلت المكتب وإذا بإحدى الفتيات التي تعمل هناك تضع رأسها وجزء من جسده على صدر أحد الموظفين الذي يجلس بجانبها ويظهران أنهما يعملان معا على أمر ما، فوجئت حقيقة، وكان النداء بينهما بيا حبي ويا حبيبتي، الأمر الذي زاد من شدة الموضوع علي، ولكني قلت في نفسي لا علاقة لي بالموضوع وغضضت الطرف، وبعدها اكتشفت أن أغلب من يعمل هناك معتاد على ألفاظ ونداءات كهذه من قبل الأغلب، مرت الأيام القليلة ويوما بعد يوم أقول في نفسي: "يستحيل أن أفكر بالنظر حتى لامرأة كانت تعمل مع رجال" وبعدها فكرت بالأمر أكثر وأدركت أنني لن أفكر بالنظر لامرأة تعمل حتى لو كانت كل بيئة العمل من النساء فقط. ولا كذلك امرأة اعتادت "التطوع" في فرص التطوع لما رأيته من سخافات من المتطوعين أيضا، الأمرُ فاق التوقعات حقيقة، ولا يمر يوما دون تحرش لفظي وجسدي مع رضى الطرفين، وربما جهل من أحدهما، ولكن لا يعذرون بهذا الجهل، وحقيقة لا حياء إطلاقا، ولا اعتبار لوجود كاميرات ولا اعتبار لوجود أحد، الأمر كان مقززا حقيقة، في كل مرة كنت أقول في نفسي الأمر لا يعنيني وهم راضيين ومالي ومالهم، وليس الأمر أني أترك إنكار المنكر، ولكن لن يأثر إنكاري لو فعلت، فهؤلاء طبع الله على قلوبهم، فأنى يستجيبون!.
أقول في نفسي هذا الذي رأيته، فما بالك ما خفي؟ هذا الظاهر الذي يفعل أمامي، فما بالك الذي لا أراه؟
وما رأيته أقرب ما يكون لما يحدث في "الكباريهات" وهي على حسب ظني أنها النوادي الليلية لكن باللهجة المصرية واخترتها لموافقتها لفظ المارثونات، فيتعلل الموجود بوجودهم لتنظيم المارثونات، ويحتجون لقربهم بتعاونهم وروح الفريق، فبئس الفريق فريقهم وبئس التعاون تعاونهم، ووالله لو بلغ نجاحهم عنان السماء وبلغت إيراداتهم ناطحات السحاب فإنهم إن كسبوا الدنيا فلن يكسبوا شيئا من الآخرة، الأمر يحرق القلب أن هذه الجهة هي الوحيدة المعنية في تنظيم المارثونات، وهذا حالها.
عند التمعن في هذه البؤرة وجدت أن أغلب الجهات أو المكاتب فيها نفس هذا الأمر، لا يتوقف الأمر فقط على التحرش بين الجنسين (والذي بالنسبة لمسؤول المتطوعين ربما زاد قليل وأخذ أحد الفتيات إلى إحدى الشقق المفروشة) وإنما الأشخاص الموجودين الذين يغلب عليهم طابع الفساد، فتجد ألسنتهم تلهج بالسب والشتم والكفر واللعن والكلمات البذيئة، والتدخين في المكتب والذي هو ممنوع بالمناسبة بس مين شايف صح؟.
في حوار قصير لي مع واحدة كانت تدخن بالسيجارة الإلكتروني:
-ترى ممنوع التدخين بالمكتب!.
=الممنوع الدخان الحقيقي عشان الريحة بتمسك أما هاي الريحة ما بتمسك
-اللي ممنوع عملية التدخين مش الدخان نفسه وأنت اللي بتعمليه اسمه تدخين
=لا، اسمه تفييب، أن بفيّب ما بدخن قاعدة.
انتهى النقاش لإنه عرفت أنه لا يرتجى منها خيرا، واللي بيقول عكس كده حاب أقول له: "عاركني!".
عوضا عن الفساد الأخلاقي السابق ذكره المستفحش في المكتب، كان هناك فساد إداري وكذلك جهل كبير في طريقة عملهم، باختصار حتى في إدارة الأعمال لا يعتبر هذا نظاما ناجحا، وإن كانت أربحاهم كبيرة..
في يوم ما سيعرف الناس عنهم وأن ما يفعلونه هو مجرد استغلال للمتطوعين، ويفعلون هذا لتقليل التكلفة، فمثلا في المارثون الواحد يأتي أكثر من 200 متطوع، هل تعتقدون أنهم لو كانوا يتقاضون أجرا سيكون الأمر مجد ماديا؟.
الأمر يكمن بالوعي أولا، وثانيا بالفعل..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ليلى، لا أذكرُ النص الذي كتبته تماما، ولكن لا أذكر أني قلتُ شيئا عن الفكر التطوعي بذاته! وإنما عن تطبيقه على أرض الواقع، التطوع بحد ذاته شيء جميل، وأنا مسؤول عن فريق تطوعي أصلا، لكن بكل تأكيد لا أسمحُ بأن يحصل بداخله معشار ما قد يحصل في أفرقة التطوع الأخرى!.
لم أختر البقاء، كنتُ نوعا ما مجبرا ولكن مع هذا أُثيرت مشكلة بعد أيام قليلة وغادرت المكان ولم أكمل التطوع.
وبكل تأكيد الخطأ بالأشخاص لا في بذل الخير.
الله المستعان.
الخطأ في الأشخاص وفي العقيدة وفي المفاهيم لا في في الفكر التطوعي بذاته.
وإن اختيارك البقاء في مكان التطوع بالرغم من انك رأيت وعرفت كل هذه المظاهر من أول يوم، خطأ أيضا.