يعد الاحتفاظ بالموظفين أحد التحديات التي تواجهها أقسام الموارد البشرية، إذ أن معدلات الدوران العالية مكلفة جداً وتؤثر بشكل سلبي على سير عمل المنشأة.
الآن ومع الوضع الحالي بعد جائحة كورونا، أصبح العمل عن بعد خيار متاح للجميع، مما يعني فرص عمل أكثر وبالتالي احتمالية ترك الموظف لعمله الحالي وحصوله على وظيفة أخرى أصبحت أعلى. لذلك، كمسؤول موارد بشرية عليك فهم الأسباب التي قد تدفع الموظفين لترك عملهم إدراك مخاطر معدلات الدوران العالية ومواجهتها من خلال الاحتفاظ بأفضل الموظفين لديك. إليك مجموعة استراتيجيات يمكنك اتّباعها للاحتفاظ بالموظفين.
اختر موظفين مناسبين
الخطوة الأولى للاحتفاظ بالموظفين هي التأكد من قيامك بذلك بشكل صحيح منذ البداية. اختيار الموظفين المناسبين لا يؤثر على معدل الاحتفاظ بالموظفين فحسب، بل له تأثير مباشر على نجاح منشأتك. قبل البدء في البحث عن موظفين جدد، خذ الوقت الكافي لتقييم احتياجات العمل والفريق لديك. احرص على الشفافية التامة خلال مختلف مراحل التوظيف، بداية من الوصف الوظيفي وحتى في مقابلات العمل، إذ إن معظم الموظفين الجدد سيبقون في منشأتك لوقت أطول إذا كانوا على دراية أفضل حول دورهم الوظيفي ومتطلبات العمل منذ البداية.
مرحلة إعداد شاملة
عملية الترحيب بالموظفين الجدد وإعدادهم تعد من المؤثرات الأساسية على معدل الاحتفاظ بالموظفين أيضاً. لا تكتفي بتعليم الموظفين الجدد عن دورهم الوظيفي ومسؤولياتهم فحسب، بل احرص أيضاً على تعريفهم على ثقافة الشركة وقيمها منذ يومهم الأول، ساعدهم على التعرّف على كافة زملائهم وكافة مرافق العمل واجعل يومهم الأول مميّز. تذكّر بأن عملية الإعداد لا تقتصر على اليوم أو الأسبوع الأول فقط، بل هي عملية طويلة الأمد قد تمتد إلى 6 شهور من التواصل المستمر مع الموظفين الجدد ومساعدتهم وتزويدهم بتغذية راجعة عن أدائهم.
قدّم مزايا جذّابة
المزايا التي تقدم للموظفين أصبحت أهم من أي وقت مضى في وقتنا الحالي، حيث أثبتت الدراسات الحديثة بأن المنشآت التي تقدّم لموظفيها مزايا جذّابة لديها مستويات أعلى من الاحتفاظ بالموظفين والرضا الوظيفي. قد تكون هذه المزايا تأمين صحي أو تأمين أسنان مجّاني أو وجبات مجانيّة خلال ساعات الدوام أو حتى توفير مواقف مجّانية للسيارات، فكل هذه الأمور تشعر الموظفين بالراحة. فكّر في توزيع استبيان على موظفيك لمعرفة المزايا التي تعد الأكثر أهمية بالنسبة لهم وأدرجهاا ضمن حزمة المزايا الخاصة بمنشأتك إن أمكن.
شجّع التوازن بين العمل والحياة الشخصية
ممارسات التوازن بين العمل والحياة الشخصية لها تأثير مباشر على الاحتفاظ بالموظفين. هل يعمل الموظفين لديك حتى وقت متأخر من الليل؟ أو هل تتوقع منهم الرد على مكالمات العمل ورسائل البريد الإلكتروني في أي وقت حتى خارج ساعات الدوام؟ إذا كان هذا هو الحال، فتأكد بأن الحدود بين العمل والحياة الشخصية لديهم أصبحت غير واضحة، وبالتالي سينتهي بهم المطاف بالشعور بما يعرف ب "الإرهاق أو الاحتراق الوظيفي". شجّع موظفيك على تحقيق توازن أفضل من خلال توفير خيارات مثل العمل من المنزل أو ساعات العمل المرنة وشجّعهم على أخذ إجازاتهم السنوية، حيث ستساعدك هذه الممارسات على خلق بيئة عمل صحيّة.
اعترف بإنجازات الموظفين وقدّرها
اعتراف المدراء بإنجازات موظفيهم يشعرهم بأن هذه الإنجازات سواء كانت صغيرة أم كبيرة هي موضع تقدير، مما يساهم في خلق بيئة عمل محفّزة وإيجابية. تقدير الموظفين هو واحد من أكثر العوامل غير المالية تأثيراً على الرضا الوظيفي وولاء الموظفين للمنشأة. احتفل بكافة الإنجازات والنجاحات حتى لو كانت بسيطة ولا تستخف بأهمية الكلمات التحفيزية والمشجعة فهذه الأمور مفصلية بالنسبة للموظف الذي يقضي أكثر من ثلث يومه في العمل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات