التعلم الذاتي يعتبر منهجية رائعة لتطوير النفس وتعلم مهارات نوعية تساعدك على تطوير حياتك على المستوى الشخصي أو المهني


أجمل ما تعلمت في حياتي وأضاف كماً كبيراً من الاثراء المعرفي والخبرة العملية، خصوصاً بعد تخرجي من الجامعة هو مفهوم " التعلم الذاتي " حيث أدركت حينها مدى جهلي الحقيقي الذي أعاني منه، رُغم حصولي على أربع شهادات جامعية من بينها درجة الماجستير، ولكن هذه الشهادات جميعها إنصهرت أمام جامعة التعلم الذاتي، ويقول الحكماء: " التعلم الحقيقي للشخص يكمن في مدى إدراكه لجهله الحقيقي. " ويقول ابن المبارك رحمه الله: " لا يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإن ظن أنه عالم فقد جهل ".


أدركت جيداً عندما أنغمس بالساعات من أجل تعلم مهارة معينة أو البحث عن إجابة سؤال أو بناء معلومة، أشعر بتطور مذهل وغير مسبوق على طريقة تفكيري، أدركتُ أنً وجهة نظري لم تعد صحيحة، الآفاق تتفتح، المنهجية تتغير، أتعطش للمزيد من الأفكار والكتب الجميلة التي تهذبنا وتروي عطشنا من الظمأ الشديد للمعرفة. عندما أمارس التعلم الذاتي أسترجع بذكرياتي للوراء حوالي 20 عام وأتذكر عندما كانت تُفرض علينا مناهج ونظريات وأفكار يجب علينا فهمها أو تعلمها أو حفظها عن ظهر قلب ونحن لا نميل لتعلمها أو لا نرغب بتطبيقها، كنت أتساءل " لماذا أُجبر على تعلم ذلك وأنا لا أطيقه " !!!


ما يُميز " التعلم الذاتي " أنك لست مُرغماً لتعلم شيء لا تحبه على عكس ما مارسناه في الماضي سواءً في المدرسة أو الجامعة حيث تتعلم مواضيع أو مجالات لا تشعر لها بالارتياح أو ترغب في دراستها، وبفضل بمنهجية التعلم الذاتي تتعلم ما تريد تعلمه بشكل محدد ودقيق، لا أحد يفرض عليك ماذا تتعلم، والجمال في موضوع التعلم الذاتي أن مصادره أصبحت كثيرة ومتنوعة وسريعة جداً تحصل على المعلومة أو إجابة سؤالك في أقل من ثانية واحدة، وليست إجابة واحدة بل ملايين المصادر التي تتحدث عن موضوع تعلمك أو إجابة سؤالك، نعمةُ كبيرة ماذا لو حصل عليها علماؤنا القُدامى رحمة الله عليهم الذين اعتمدوا بشكل أو بآخر منهجية " التعلم الذاتي في تحصيل علومهم " أمثال: الإمام النووي، الإمام ابن القيم، القرطبي، والذين توفاهم الله في أعمار صغيرة، ولكن تركوا وراءهم إرثاً عظيماُ وعلماً غزيراً يحتاج منا السنوات لكي نقرأه.


إذاً هنا نقطة نظام لي ولك وللجميع بالحرص على منهجية " التعلم الذاتي " وتطبيقها لو 30 دقيقة من يومك " أن تقضي وقت محدد في تعلم مجال تحبه أو تخصص تميل لتعلمه أو إتقان مهارة تحتاجها، اجعل هذا الوقت ذو أولوية قصوى لا يشغله عنك أي شيء آخر مهما كان الثمن " يعني ( طبق القاعدة المهجورة الانضباط والالتزام شوية صغيرة بحياتك ) سترى العجائب عند الالتزام اليومي بتلك العادة وستشكرني فيما بعد، لأن العادة اليومية سوف تتطور معك بعد ذلك إلى كتب ومجلات وأبحاث ومقالات وقراءات متنوعة، وتغيير كبير في منهجية حياتك، آفاق العقل تتفتح، تتميز في عملك، تتغير وجهات نظرك مع الزمن ....... الخ فوائد لا تُحصى ولكن إبدا الخطوة الأولى لتكون.



كاتب المقال: يوسف موسى الحوراني

متخصص في تطوير الأعمال باستخدام BOS

تابعني على إنستجرام الحساب الرسمي @10minutes_ysf للاشتراك الرابط: https://bit.ly/3tgwXK0

موقعي الالكتروني: https://10-minutes.net/

للتواصل: [email protected]






youssef Hourani

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مقال رائع ومميز🌹

إقرأ المزيد من تدوينات youssef Hourani

تدوينات ذات صلة