وهل للحياة من امان ؟ وهل للروح من دوام؟ وهل للنَفس من ثبات ؟

بين الحياة والموت

أذهلت بأحد أقربائي بأن أصيب وعلى حين غرة بجلطة دماغية منعته من الحركة بل وادخلته في غيبوبة لا يُعلم متى يخرج منها، قال الأطباء حينها بأنه بين الحياة والموت وبعد ثلاثة أشهر أفاق وبدأ يستجيب لتلكَ الأجهزة الطبية المتصلة بأعضائه واجزاء جسده الذي أصبح هزيلا من شدة المرض وأخذ بالتشافي الجزئي حتى أصبح قادراً على الكلام وتناول الطعام والتفاعل مع من حوله لكني صعقت حين أتصل أحدهم بأبي في عصر الرابع والعشرون من شهر سبتمبر ليخبره بأن أخاه قد فارق الحياة فور اصطدام إحدى السيارات بتلكَ التي كانت تقله في طريق العودة إلى المنزل، وحتى أفقت من تلكَ الصدمة وأسلمت للأمر الواقع، أتى يقين الخبر بأن زوج إحدى قريباتي قد أصيب بشلل كامل جسده سوى عينيه وذاكرته وقال الأطباء بأن المريض بين الحياة والموت و في حالة خطرة للعشر أيام التالية حينها سيُعلم أن كان لا يزال معنا أو قد يسافر إلى عالم الآخرة في اي لحظة قد تمر ولكن المدهش والذي يجب أن يعيد للمرء النظر في تفكيره هو أن أخاه الذي كان يعوده في المشفى قد رحل قبله وسط انشغال الجميع بمريضهم الراقد على بياض الأسرة في تلك المشفى...، حينها تذكرت بيت شعري لأحد شعراء العرب يقول :

وكم من سقيم عاش حينٍ من الدهر

وكم من شابٍ تنسج اكفانه بالغيب ولا يدري

حينها أيقنت بأن اي لحظة هي من الممكن أن تكون آخر لحظات حياتنا وبأن الموت لايهمه أن كنا صحيحي البدن ام عليلين علمت بأن الجميع بين الحياة والموت على مدار الدقيقة والساعة واليوم ربما الشهر والسنة، بدأت اعيش دقائقي على أنها الأخيرة وعجبت حينها من ذاك الذي يضع خططاً على أمل التحقق في الأمد الطويل و قد أخبرنا الله تعالى بموجب كتابه الكريم.. بسم الله الرحمن الرحيم" ولا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت" صدق الله العظيم... وإن كان قد جُهل المكان لدينا فالوقت حتماً مجهول.

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فَربما لن تُصبِح.

✍🏻:تبارك







تبارك

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تبارك

تدوينات ذات صلة