الى آخر الطريق .. الهروب ام المواجهة... ام المضي قدماً

الى آخر الطريق

لم يكن الإنتظار سهلاً أبداً؛ ولكنك الآن، وبعد أن وصلت.. أيقنت أن فرحة الوصول أنستك سنواتٍ من الإنتظار.. دون أن تأبه لكم القطع التي فقدتها.. وكأنك أُحجية فقدت معظم قطعها وبقي القليل منها لجعلك تتماسك، أعيد وأقول كما قلت سابقاً أن النهاية ليست هي النهاية "الفعلية".. بل هي مجرد طريق آخر وجَدتَهُ بعد أن مررت بالكثير من المنحدرات والانعطافات..

في بداية ذاك الطريق؛ تنظر الى الجميع بنظرات خاطفة وابتسامة جانبية.. وتترك العنان لخيالك ليكتب، إلى أن يقع ناظرك على شخص يتوقف عنده العالم.. ويقع أيضاً قلبك وعقلك وكل ما فيك.. تلمع عيناك وكأنك وجدت "المفقود" في هذه الحكاية، لتبدأ بالكتابة عنه.. وتقترب، ثم تكتب وتكتب..لتجد أن كُل نصوصك تُكتَبُ له؛ وأنه كان هو العنوان المخفي في الجزء العلوي من الصفحة.. وحين تقترب الى الحد الكافي الذي يُمكِّنك من أن تراه عن قرب.. تشعر بحرارة قوية.. لتفتح عينيك التي أُغلقت عنده وتكتشف أنه الحريق الذي كنت منه تهرب..

تقرر حينها أن تمضي تاركاً هذا الإشتعال خلفك، لكنك لازلت في أول الطريق.. وبين لحظة وأخرى تعاود الالتفات الى ذاك الضوء الذي يناديك.. تتراجع عدة خطوات فتحترق مجدداً، لتعاود المسير.. وتكتب!لتلاحظ أنك ما زلت عنه.. تكتب ، رغم التصبغات التي التصقت بروحك بسبب هذه النيران؛ ما زلت تكتب لهذه النار..

تبتعد للحد الكافي حتى لا تلمح شرارها؛ لتنتبه في تلك اللحظة الى رائحة الحريق التي تخرج من روحك.. وأنها هي التي أمست مُحترقةً الآن.. ولتلحظ أيضاً انك في كل خطوة كنت تخطوها؛ كنت تفقد منك شيئاً تاركاً إياها على الطريق.. تُخيرك بين العودة ولملمتها.. أو أن تمضي دونها ناقصاً مليئاً بالثقوب التي لا يستطيع أن يملئها أحد، فتفضل أن تمشي ناقصاً على ان تعاود الذهاب الى ذلك الطريق.. هذا الطريق المملوئ بالشوك والذي تناثرت قطعك عليه.. لن تعود لأنك تعلم أنك إذا عدت وحاولت الخروج لن تخرج كاملاً؛ بل لن تخرج من الأساس!

تمضي ناقصاً لكنك حُر من هذه القيود التي كانت تخنق روحك قبل أن تكبل يديك، روحك المحترقة بدات تنطفئ رويداً رويداً.. نعم يا سيدي، إن الإطفاء أخطر من الإحتراق.. لأن إنطفاء روحك يعني إنتهاء شغفك.. وانحصار الألوان في عيونك، وتشابه الأتغام في أُذنك..لكنه سيمكنك من الاستيقاظ.. من أن تقسو على من كان يقابل طيبتك باللئُم والكذب والنفاق.. ستستطيع حينها أن تمضي تاركاً خلفك كل هذه الكلمات التي كانت تطعنك.. ستتجاهلها دون أن تخدشك حتى!ثم ستلمع مجدداً، وتنظر الى الناس كما كنت تنظر أول مرة.. دون أن تلتفت الى أحد.. تبتسم لا شعورياً ثم تسبح في خيالاتك التي أعادت بناء نفسها لتصبح "لا محدودة".. لتعيش قصة جديدة دون عنواين مخفية..ومجدداً؛ تُعاود الكتابة!


سِوار خميس.9:50 ~ 11:27 pm 5/7/2020


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة