العشرة الأوائل من رمضان، خواطر في رحلة الإياب إلى الله تعالى..



| آيبُـــون | ،،


لأنَّ النورَ الذي إليهِ أسلمنا أبصارنا يتلاشى، ولأنَّ ظهورنَا اتكأت على غيركَ فمالت وما استقامت، ولأنَّ الروح إذا ٱستوحشت فليس يؤنسها إلَّاك ...,



| آيبُـــون | ،،


لأننا وإن أمِنَّا على أنفُسنا من أن نشركَ بك شيئًا نعلمه، فإننا نخشى ما لا نعلمه.. نعوذُ بكَ أن يتشاكسَ فينا الشركاء، أو ندعوكَ وعيوننا في يدِ الناس وربُّ الناس أنت.. فأعنَّا على تحرير قلوبنا ممن سِواك، واصنعنَا رجلًا سلَمًا لرجل ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّنا سألناكَ بإلحَاحِ الجاهل فأعطيتنَا، ثُم نسينَا بكسلِ الجاحِد فأمهلتنا.. حتى عقلنا أنَّ معيَّتك كانت أعظم من أي مِنحة، وأننا إذ كُنا نطلب منك العطايا كُنا نروم الراحة. فلمَّا سَكَنتْ ألسنتُنا عن مناجاتك، استوحشنَا وما استرحنَا ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّ وابل المنايا يخرقُ سُفُن الأماني، و الموتُ إلى روح أحدِنا أقرب من ظِلِّه.. ولأنَّنا شَهِدنا كيف ترتقي إليكَ الأرواح بين حُمَّى وضحاها.. ثُم قلّبنا حاجياتِ من فقدناهم، فأدركنا أيّ زادٍ يحملُنا في المسير إليك ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّنا أحسنَّا إلى الناس كما أمرتنا ما استطعنَا، فجازَوْنا بالإحسانِ إحسانا.. فلما بلغنَا من التعب ما أنتَ أعلمُ به مِنَّا، انكشفتْ علينا الخبايا، وكفروا عشيرنَا ذاتَ غياب. فسُبحانَك تقبلنا ما أحسنَّا بتوفيقك، وما أدبرنَا بسوء تدبيرِنا ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّنا شاهَدنا على أبواب المشافِي هَوان الدُّنيا، وعند آهات العَليل استصغرنَا أوجاعنا.. وتحت سقوف المآتِم دفننا حسراتِنا.. فكلما عظُم في قلوبنا لقاؤك ذلَّ فينَا سِواه، وما تطَلعنا إلى السماء إلا ٱستبشرنا بخيرٍ من الدُّنيا وما فيها ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّنا ألفَينا في آياتك أيادٍ تُربِّت على الأكتاف، وعلى شُرفاتِ الأجزاء أرخينَا رِحالنا، وبينَ صفحاتِ كتابكَ استعذنا من كُل همّ.. وفي مُنتهى خواتيم السُّور ناجيناكَ بأسمائك الحُسنى، حتى لكأنَّنا بك تُخاطبنا بحديثِ المُحِبّ.. فَـ تارةً تُعاتبنا وأخرى تدعونا إليك ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّ في القلب لوعةً لا تُصاغ في كلمات، وأنتَ الذي تعرف مُرادنا دون أن ننطِق.. وترى أفكارنا الشائكة حينَ يحسبها الناسُ جنونًا، وتسمعُ أنيننَا الخافت في صخب الضحكات.. وتعلم على أي حالٍ نموتُ في كلِّ ليلة ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّ في الصَّدر بوصلةٌ تدُلنا عليك، لها خضعت الجِباهُ حينَ اثَّاقلت عن التسليم إلى قَدَرك، وبها ترتفعُ الأكف إذا يئست ممن سِواك.. وبين أطرافِها تهوي العواتِق المُزدحمة بالهُموم، وعليها يغفو من أوكل أمرهُ من لا تأخذهُ سِنةٌ ولا نوم ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنّ في الرُّوح نزعةٌ للتعلُّق، وإننا نسألكَ أن تجعلها لك وحدك.. فلا تُعلِّقنا بنعمةٍ أنعمتها علينا تزول بأمرك، ولا بأهلٍ تختارُهم إلى جوارِك على حينَ حاجة.. ولا بمالٍ يطول به حسابُنا بين يديك، ولا تجعَل همَّنا في دُنيا كُل من عليها فان ...,



| آيبُـــون | ،،


لأنَّنا وإن تقاذفتنا الأسئلة، فتُهنا في مدارات الـ "كيف..؟" وأعجزتنا الـ "لماذا..؟" وضجَّت قلوبنا بالـ "أين.." وبلغت الـ "هَل.." حناجِرنا وكادت تُهلكنا الـ "متَى.."، استرجعَت ألسنتُنا راغمة.. ولا تزالُ على ذلك حتى تُسلِّم الأمر كله إليك، فتَسلَم ...,



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جدًا جدًا لطيفة هذه الكلمات، أبدعتي! حقًا لا أعلم ماذا علي أن أقول عدا أنني مندهشة أمام جمال هذه الحروف والكلمات التي كتبتها يديكِ.. اللهم اجعلنا ممن تحبهم ويحبونك.. أسعد الله قلبكِ ونور دربكِ بالسلام والرضا ♡

إقرأ المزيد من تدوينات سَنـــــــاء الزيود

تدوينات ذات صلة