افتراض النية الحسنة اثناء التعامل عامل رئيسي ومهم، وذلك لأننا نستطيع ادراك السلوك ولا نستطيع ادارك النية.
المعيار الرئيسي في التعامل هو الاخلاق، وافتراض النية الحسنة اثناء التعامل عامل رئيسي ومهم، وذلك لأننا نستطيع ادراك السلوك ولا نستطيع ادارك النية.
وهذا متن المعاملات والمبدأ الرئيس القائم الذي كان يتداوله البشر قديماً، فبالرغم من وجود الاشخاص الذين اظهروا سلوكيات ايجابية في التعامل بوجود ونوايا سلبية مظلمة مختبئة بين اجنابهم، وبالرغم ايضاً من وجود الاشخاص الذين اظهروا السلبية في تعاملاتهم سراً وعلناً من خلال المصارحة الكلامية والاعتراف والاخبار او التعامل الظاهر بسوء الخُلق، فقد تلقوا المعاملة الحسنة وسعة القلب والدعاء الخالص من الاخر.
وفي هذه الايام ومع تكرار المواقف والتجارب السلبية التي بات ينكشف بها بعض الاشخاص، اصبح من الصعب على البشر تكرار هذه التجارب السلبية مع اشخاص متعددين في مرات عدة؛ لما تم ادركه من مشاعر واحاسيس سلبية وغير مرضية عنهم، وكانت عكس او اقل من المتوقع بكثير اتجاه ما كانو ينتظرونه من ردة فعل هؤلاء الاشخاص.
فتحولت الفرضية من افتراض النية الحسنة اثناء التعامل وبغض النظر عن السلوك، ليصبح السائد ان تفترض النية السيئة عند الاشخاص وان كانت سلوكياتهم في عدة مواقف ايجابية، الذي ادى بدوره الى انقلاب المبادئ واهتزاز في منظومة القيم وفقدان الوعي الانساني للمعايير الخاصة بالاخلاق الحميدة، فأصبح الشخص متهم حتى لو ثبت عكس ذلك، وهو مُدان ايضاً حتى ولو ثبتت براءته!
يجب ان تكون معايير تلك المنظومة الحميدة التي نعتبرها جالبة للخير طاردة للشر، واضحة المعالم حتى نستطيع وضع الاداة التي نستطيع من خلالها قياس المواقف مثل: النزاهة، والصدق والامانة وغيرها.
وهكذا سيبدو جلياً لنا أن رفض الشخص الصادق لصدقه على سبيل المثال يعني ان هنالك خطأ عظيم في المعايير عند الاشخاص الرافضين، فلا يجوز رفض مبدأ الصدق والذي يمثل الحقيقة. بالتالي يجب علينا كأفراد وفقط كأفراد ان نبدأ بفهم هذه المعايير بشكل افضل ونطبقها، عوضاً عن طلبها من الاخر فهماً وتطبيقاً.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات