هل تباع السعادة؟ هل تقتصر على عدد محدد من البائعين؟ هل تتوفر في جميع الأسواق؟



لو تخيلنا أن السعادة تتوفر في سوق واحد يحتوى على عدد محدد من البائعين ولا يحق لك شراء أكثر من كيلو في الأسبوع خوفاً من نفاذ الكمية !


"سيضحك عقلك وتضحك أفكارك وتنظر عينيك بسخافة الى السطر في الأعلى قائلاً : "مش مستاهلة نتخيل مستحيل هالكلام وعاملة تدوينة ومغّلبة حالك ! " ...


بالطبع هذا هو الجاوب المثالي الذي أنتظره منك لكني لا أراك تتّبعه و تمشي على خطاه...وكأن السعادة تحولت إلى مادة غير محسوسة ولا ملموسة...مادة دسمة وصعبة المراد بل ويستحيل وصول عامة الناس إليها !


تضيق الحياة بنا أكثر فأكثر و تتضاعف أحجام همومنا وبالطبع لن نجد للسعادة "متسع" بين كل هذه الهموم ، بل نقوم فوراً بتفعيل وضعية "Tunnel Vision"ولا نرى لوجود السعادة أي داعي بل لا نراها مطلقاً في هذه المعادلة .


لنتحدث عن ال"Tunnel Vision" قليلاً : فمثلاً عند دخولك لنفق لا تستطيع فعل أي شيء سوى النظر أمامك! ولا يوجد أي احتمال لنظرك يمينا أو يسارا لأنه بطبيعة الحال لا يوجد شيء للنظر إليه أو حتى سماعه إذ إن الراديو حتى لا يعمل داخل النفق ، حتى إشارة إرسال الهاتف تنخفض مباشرة ... تماماً كعقولنا عندما تواجهنا مشكلة أو "مصيبة" الحياة تقف عندها ولا نجد حولنا سوى السواد !


لحلّ هذ المشكلة و "المصيبة" ... ماذا لو أضفنا القليل من التفاؤل والسعادة "بريال..بربع دينار" عند وقوعنا بأي مشكلة ...

"صوت داخلي يقول: مش وقته ،تفاؤل من وين؟ شايفين الوضع كيف سيء من كل النواحي ! " هذا الصوت دخل النفق من جديد دعونا نسأله السؤالين التاليين :


هل سينتهي العالم بعد مشكلتك؟ هلا سيتوقّف دوران الأرض؟... ببساطة لا!


السؤال هنا كيف أجد متّسعاً للسعادة ؟ ... ببساطة خذ نفساً عميقاً وابتسم وكن على يقين أنك ستجد الحل ،تبدو هذه الخطوات للبعض "شديدة الصعوبة" وللاخرين "غاية في التفاهة" لكنها فعلياً ما علينا تطبيقه ولا يأخذ سوى ثواني معدودة، فكما انطلق تفكيرك بكل سوداوية لا تقلق سينطلق للتفكير بإيجابية حالما أعطيته إشارة للقيام بذلك.


لو أخذنا أجمل وأبسط مثال واقعي : "الأطفال"... فمثلاً سيشعر بالحزن عند انكسار أحد الألعاب فيبكي في البداية وما إن مسحت دموعه وأعطيته قطعة من الحلوى أو حاولت إضحاكه أو حتى قمت بشراء لعبة جديدة لهه تعود بشاشته من جديد كـأن شيئاً لم يكن ... عند محاولته تركيب قطع "الليجو" لن تجده يكلّ أو يمل من إعادة البناء وترتيب القطع في كل مرة تسقط فيها ...


لماذا؟ لأنه لا يخالف فطرته السليمة ... فطرته السعيدة...فطرتنا كلنا...


لا يوجد لهذ الفطرة تاريخ انتهاء وهي مجانية بالكامل ويمكنك استخدامها بنفسك...وقتما قررت استخدامها والعودة إليها.


فحوّل كل كبيرة إلى صغيرة و بسّط كلّ معقّد...وإن بحثت مطوّلاً عن السعادة في الخارج ستجدها تنتظرك دوماً في الداخل...في داخلك.


 فكن سعيداً راضياً تجد الدنيا سعادة واصنع من كل محنة...منحة ومن كل مصيبة...فرصة ، بدّل الحروف وإن اضطررت غيّرها وغيّر معها التشكيل تجد من كل ما ظننت نفاذه خير وفير ...



سجى داود

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سجى داود

تدوينات ذات صلة