بتفصيل الأوامر وإضافة المستشعرات الحيوية يمكننا الحصول على خادمة آلية توفر لنا الراحة والرفاهية

على الرغم من كثرة الآلات التي تغرق المنزل بضجيجها فلا تزال ربات البيوت_اللاتي يبحثن عن مزيد من الرفاهية_بحاجة للاعتماد على الخدم، إذا يبقى أقصى ما تقدمه الآلات المنزلية: الدعم والمساندة لإنجاز المهام المنزلية بجهد متناقص ووقت متسارع. إن أبسط ربة منزلا في عصرنا الحالي لهي مرفهة بالمقاييس القديمة، لكن، بإغراء الطمع أحيانا وتمادي الطموح أحيانا أخرى تشكلت صورة مستقبلية لمدبرة منزل آلية تتعايش معنا.

الآلة والربورت

إن الفرق بين الآلة والربورت: احتياج الأول لقائد بشري يوجهه، فهو أعمى، لا بصيرة له ترشده، أما الثاني فيما يطلق عليه إنسان آلي قادر على التصرف مع العديد من المواقف المتباينة وقابل للتعلم والتكيف مع البيئة المحيطة. هذا يعني أن ربة المنزل بإمكانها الغياب عن بيتها فترات غير محدودة باتكالها على هذه المدبرة كما يمكنها إضافة أي مهمة منزلية تتذكرها إلى برنامج المهام المخصص للمدبرة المنزلية الآلية دون حاجتها لقطع إجازتها استجابة للواجب المنزلي، إنها آلة تمنح الحرية لربات البيوت دون أن يجدن أنفسهن مقيدات بما تحتمه عليهن طبيعة العمل المنزلي المتطلب للرقابة الدائمة.

لماذا الآلة في المصنع وليس البيت؟

إن مهام مثل الالتقاط، التقطيع، المسح والغسل وغيرها من الأفعال الداخلة في الأعمال المنزلية لهي فعلا مدمجة ضمن النظام الآلي للمصانع فيما يقارب قرنان من الزمن، لكن، ما سبب تأخر التقنيات الآلية عن التصدي للأعمال المنزلية؟

السبب في ذلك يعود إلى أن حدود المهام المنزلية ليست واضحة بما يكفي، كما أنها غير مقننة بجدول زمني دقيق

ففي العادة لا تكون المهام المنزلية مضبوطة في أذهان ربات المنازل لذا فهن لا يتصرفن بشكل مبرمج بحيث يمكن ترجمته إلى أوامر تنفيذية تتلقاها الحواسيب وتطبقها الآلات، فكثير من المهام المنزلية تبرز بشكل مفاجئ غير محسوب، كأن تتسخ الأرض نتيجة انسكاب شيء ما عليها، يمكن للأواني المتسخة أن تدخل على خط الجدول الزمني للمهام في أي لحظة وليس بعد الوجبات المدرجة في النظام، يمكن تشبيه الفرق بين عمل الآلة في المصنع وبين عملها في المنزل بالقيادة الآلية للقطار على السكة الحديدية والقيادة الآلية للسيارة وسط الشارع، يكمن الفرق في سهولة السيطرة الآلية للقطار بسبب محدودية التعليمات الموكلة إليه لكونه يسير ضمن بيئة منضبطة لذا فنحن لسنا بحاجة لتزويده بالمستشعرات الحيوية المختلفة، حيث إنه سيسير على طريق محدد غير متشعب باتجاه معين لا يتعرض للتغيير بسرعة ثابتة تمكننا من التنبؤ بوقت الوصول بدقة مذهلة، لكن الشارع بيئة معقدة غير منضبطة المتغيرات، حيث تتعرض السيارة باستمرار لكائنات ومركبات مما يعني أن على السيارة أن تتصرف بحسب المتغيرات البيئية المحيطة بها (وهذا ما نسميه الوعي) وليس بحسب السيناريو المعد سابقا.

حياة آلية

على ما يبدو أننا إذا أردنا الاتكال على الربورت في تأدية الوظائف المنزلية فإننا سنلتزم بحياة صارمة من التعليمات الدقيقة ونعيش حياة آلية، بما أن ربة المنزل آلة فعلي أهل المنزل أن يتصرفوا بحسب طبيعتها، وهذا قد لا يكون مريحا نفسيا، ومع ذلك_بحسب ما نشهده في عصرنا الحالي_فإن معظم ربات البيوت سيرحبن بالنظام الآلي إذا وفر لهن النظافة والراحة الجسدية، فعلى سبيل المثال، ستبرمج ربة المنزل الآلية على وضع الوجبات في مواعيد محددة وعلي أهل البيت أن يلتزموا بها، هذا الالتزام لا يقتصر على المواعيد فعليا الجميع أن يضعوا الأواني في موضع محدد تبرمج الآلة على أن هذا الموضع هو للأواني التي تتطلب الجلي، ربما سنحتاج أيضا على برمجة الآلة على عدد الأواني وعلى غيرها من التفاصيل التي قد ترفع من كفاءة الآلة.

الإحساس بالبيئة المحيطة والمزيد من المرونة

يمكن إضفاء المزيد من المرونة والتأقلم إلى المدبرة المنزلية الآلية من خلال إضافة المستشعرات الحيوية الدقيقة.

المستشعرات الحيوية ستمكن الآلة من العمل بشكل متناسق مع ما يقتضيه الحال بدلا من الاعتماد على البرمجة الجامدة

مثلا، ستزود الآلة بمستقبلات أو كاميرات ماسحة تستشعر وجود سوائل أو أتربة على الأسطح والأراضي، بحيث تكون قد برمجت سابقا على التصرف السلبي إزاء الأسطح الملساء وعلي توليد فعل يقتضي تنظيف الأراضي والأسطح المتسخة، بالمثل ستبرمج على تجاهل الطاولات والأراضي الفارغة بينما في حال وجد عليها شيء ما فإنها ستطلقه ومن خلال التعرف عليه فستضعه في مكانه المخصص، لقد تطورت تقنيات التعرف وأثبتت جدارتها في معظم الأحيان، فمثلا يمكن لبرنامج البحث عن الصور مساعدتنا في التعرف على المكان الذي التقطت فيه الصور من خلال مطابقتها بالقدر الهائل من الصور المدرجة لديه، فمسألة تعرف الآلة على مقتنيات المنزل ليست شيئا يمكن التشكيك به، وبالنسبة للمستشعرات الحيوية فقد بدأت بالفعل الربورتات الذكية في التجول على الأرصفة متجنبة التصادم ومضايقة المارة وذلك من خلال استشعار عناصر البيئة المحيطة والقدرة على إعادة ضبط نفسها لاتخاذ الإجراء الأمثل إزاء ما حولها.

رقية طحان

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رقية طحان

تدوينات ذات صلة