لم يشترط الله لسعادة شخص تعاسةَ آخر، ولم يُقرن صلاح أحدهم بفساد غيره، ولم يكن يوما موتُ إنسان سببا لحياة آخر.


رفقاً بنفسك أيتها القارورة، رفقاً بروحٍ أودعها الله جسدك واستأمنك عليها لا لتهلكيها، وإنما لترعيها وتؤدي الأمانة التي أوكلك الله بها.



تضحيتك المبالغ بها، خيانة للأمانة،


التصدر لكل المواقف، خيانة للأمانة،


جلد ذاتك الدائم ولومك لنفسك على كل صغيرة وكبيرة، خيانة للأمانة،


إحراق نفسك لتضيئي درب أبنائك، إهلاكٌ للنفس لم يكتبه الله عليك وهو جل في علاه أعدل من أن يطالبك بذلك،


أن تشترطي في عقلك الباطن تعاستك لسعادتهم، خيانة للأمانة.



لم تكن الأمومة يوما ضرباً من التعذيب، هي تكليف له ماله وعليه ماعليه، هي نعمة منّ الله بها عليك، فلا تحوليها لنقمة بيديك.


تقبلي العطاء من أبنائك مثلما تمنحيه،

تقاسمي معهم الخير مثلما تقاسمينهم شرور الحياة،

تنعّمي بأوقات السعادة معهم مثلما تحملين معهم أوقات تعاستهم وخذلانهم.


لا تختاري لنفسك مقعدًا في زاوية حياتِهم نُقِشَ عليه اسم الضحية، وتعيشي بذلك دورًا لم يختره أبناؤك لك، ولم يكونوا ليرتضوه لك لولا اختيارك ذلك بنفسك.


أبناؤك يحلمون برؤيتك مشعة براقة، فيك من وهج الأمل والتفاؤل ما يزودهم بالطاقة للحياة، فلا تخذليهم بإحراق نفسك وإبقاء روحك في طي الإهمال، فوالله ما عنيتِ شيئا في حياة أحد لو كنتِ جسدا بلا روح؛ أنتِ بروحك تربي وتعتني وتتحملي، فامنحي روحك من الرعاية ما يقويها على أداء الأمانة.

اعتمادُك مبدأ احتراق الشمعة لإنارة دروبهم ،

تذرُّعك بحجة الحنان الزائد سببًا لعطائك المبالغ فيه لحاجة عندهم أو لغير حاجة،

منحكِ الأولوية لكمالياتهم على حساب حاجاتك الأساسية، كل هذا سيُنهيك من حياتهم، سيستنزف طاقتَك باكرًا قبل الأوان، سيجعلكِ تصارعينهم في مرحلةٍ ما على كل صغيرة وكبيرة، ستطالبيهم بالمزيد من العطاء لك؛ بسبب تنامي شعور الاستحقاق لديك نتيجةً لتضحياتك المبالغ فيها تلك، عندها سترهقيهم بتوقعاتك منهم وتتحولي مع الأيام لحملٍ ثقيل على نفسك وكذلك عليهم، ليست هذه دعوى لتكوني أما شحيحة العطاء والتضحية، نعم هنالك من الأمور ما يتوجب عليك كأم التضحية فيها، ولكن كوني حكيمة في اختيار تضحياتك، كوني لهم مصباحًا ينير بين الفينة والأخرى، مصباحًا ذا قابسٍ تتحكمين بإنارته وفصله؛ تنيريه وقت حاجتهم، وتفصليه وقتما لا تجدين لهم به حاجة؛ لماذا؟

بالطبع لتشحني طاقة مصباحك من جديد وتسارعي بإنارته وقد عاد له بريقُه وسطوعُه فور َظهورِ حاجة جديدة لأبنائك، وتذكَّري أن بين اتباع نهج المصباح أو الشمعة توجد أمٌ حكيمة تُحسن الاختيار بحسب متطلبات الموقف.


أرجوكِ، قومي برعايتهم واقرنيها برعاية نفسك

دمتِ بخير ... قريرة العين😌


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بفضل الله ودعمكم حبيبتي شهد😍

إقرأ المزيد من تدوينات ريم الصيرفي

تدوينات ذات صلة