لقد ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال لما فيه من كشف لعيوب نفسي والغير

بيد مرتعشة وشعر متساقط رغم قوة البنيان يجلس شاب في مقتبل العمر بعيادة نفسية وحيداً تفوح منه رائحة النيكوتين يقضم أظافره

يسأل موظفة الاستقبال عن دوره كل ٥ دقائق

وحين جاء دوره كان قد إختفى ولكنها حتماً عرفت تشخيصه دون كشف، إنه مصاباً بالتوتر الحاد وفرط التفكير


الحقيقة أنه مرض العصر يصاب به المرء كلما ازداد إدراكه

ًخاصة وإن كان شخصاً حساسا

وهنا أريد أن أُفرِِّق بين التوتر والخوف أو الجُبن

فلا يعني التوتر أن يكون صاحبه جبانا أو غير واثقاً من نفسه

بل يعني أنه من المحتمل أن يكون غير واثقا في تبعات قراره

أو أنه لا يثق في غيره بسهولة

والتردد هو ناتج التوتر والقلق وفرط التفكير

فيظل الشخص يفكر في تبعات قراره كثيرا بسسناريوهات مختلفة فيزداد توتره وتردده من اتخاذ القرار

يمكن أن يكون قرارا عاديا كأن يلقى التحية على شخص ما، أن يكتب مقالاً أو يصور مقطع فيديو

أن يخبر أحدا بمشاعره تجاهه أو أن يكسب أصدقاء جدد

فسمة المتوتر هي الروتينية والبقاء في دائرة الأمان

وهنا يمكننا النظر للتوتر أو التردد على أنه مقبرة لفرص كثيرة ضاعت على صاحبها فلم يكتشف في نفسه مواهب كان من شأنها تغيير حياته للأفضل فلم يعرف أنه كاتب موهوب أو صديق جيد أو أنه شخصاً يستحق الحب والإهتمام

فماذا لو ترددت فيروز عن الغناء؟

وتردد أحمد خالد توفيق عن الكتابة؟

وأمثلة المبدعين والملهمين كثيرة ولاحصر لها

لو كان تردد أحد منهم عن الإبداع ماكنا تعلمنا ولا تحررنا

ولكن أحياناً ما يصبح التردد درع أمان أيضا إذا ما منع صاحبه عن شر محتم كأن يتردد أحدهم في إيذاء غيره أو نفسه

ما أُريد قوله أن

حارب التردد والقلق بالتعقل والتوكل على الله فلا تضيع على نفسك إكتشافها بالتردد تمتع بالجرأة في تجربة كل ما تتمني ويمنعك عنه التردد أكتب مقالك المتأخر وانشره سجل هذا المقطع المؤجل أخبر من تحب بأنك تحبه اقبل نفسك بكل أحوالها ولا تتردد في طلب المساعدة وتذكر لو لم تُجرب لن تعرف




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا لذوقكن 🌸

إقرأ المزيد من تدوينات عمر الشربيني

تدوينات ذات صلة