في مقالي الأول أشارككم حكاية محببة لقلبي وهي عن علاقتي بمعشوقتي السينما .. اتمنى لكم قراءة ممتعة
اكتشاف السينما:
علاقتي بالسينما بدأت متأخرة كثيرا نظرا لنشأتي في بيت لم يعتد مشاهدة الأفلام ظناً منه بأنها باب من أبواب إبليس، أتذكر أن أول فيلم أشاهده على شاشة مسرح كان فيلم اللمبي وحدث هذا بالصدفة أثناء رحلة للقرية الفرعونية ذهبت إليها مع مدرستي وأنا بالصف الإبتدائي، وفجأة أثناء الرحلة اكتشفت أن البرنامج يتضمن مشاهدة فيلم سينمائي بالمسرح. أتذكر ترددي وحيرتي وشعوري بالذنب تجاه فعل هو من أمتع وأرق ما يكون .. أن تكون الحلقة الأخيرة في عالم صناعة الأفلام.. المتفرج.
شرارة الرغبة:
دخلت السينما لأول مرة وأنا في الإعدادية، ومن المفارقات أنني دخلتها مع أصدقائي الذين كنت أحفظ معهم القرآن بالمسجد المجاور لمنزلنا والذين يثق والدي في صحبتهم، بالطبع كان فيلم أنيميشن أتذكر اسمه جيدا.. "Caroline". من هنا أخذت علاقتي بالأفلام ومشوار السينما تنمو، استطيع أن أطلق على هذه الفترة "عصر Nemo".
ولأنني منذ صغيري كنت أجيد الرسم بشهادة أصدقائي ومدرسي الرسم بالمدرسة، لذا خطرت لي فكرة.. لماذا لا أقوم أنا بصنع أول فيلم رسوم متحركة مصري! وقررت أن أتجه لدراسة التصميم الجرافيكي في الجامعة سعيا خلف ذلك، وبعد فترة قصيرة من التفكير في سر تعلقي بالأفلام توصلت إلى اكتشاف أعمق بداخلي .. أنا أحب القصص التي تروى في الأفلام لا الكارتون وتحريكه، لذا تغير قرار الدراسة ليصبح الإلتحاق بمعهد السينما.
صحيح .. صنعت أول فيلم قصير لي في الصف الثالث الثانوي، كان من المفترض أن يكون دراميا لكنه خرج كوميدي.
الإنكسار الأول:
أعتقد بأن هبة الفنان تكمن في تضخم شعوره تجاه كل شيء، ولطالما صدق القول بأن من رحم الألم يولد الفن.
حاليا بقدر ليس بسيء أدركت بأن الإحباط سيكون حليفا لمشواري مهما بلغت من نجاحات ربما لأن طموحاتي تتعدى الممكن.
سألخص أول صفعة تركت أثراً في قلبي في جملة قالها أبي نصاً قبل ساعات من مَلإ استمارة رغبات الإلتحاق بالجامعة الخاصة بي.. "تتقطع رجلي قبل ما أروح أدفع لك مصاريف دخولك النار"
من حلم إلى هدف:
لا شك في أن فترة التعليم الجامعي كان لها فضل كبير على علاقتي بالسينما، تركت القاهرة وذهبت للعيش بالإسماعيلية الحبيبة نظرا لأن التنسيق جاء لي بكلية التجارة شعبة اللغة الانجليزية بجامعة قناة السويس، هذا منحني الكثير من الحرية والخبرات في الحياة بشكل عام، و قبل بدء الجامعة اشترى لي والدي لابتوب واصبح اللابتوب خير صديق لي وبدأت ممارستي لتحميل ومشاهدة الافلام بغزارة طوال أربع سنوات.
لكن التحول الحقيقي من كون صناعة الأفلام مجرد حلم إلى كونها هدف جاء بعد انتهائي من فترة التجنيد الإحتياطي التي استمرت لمدة عام، فقد التحقت بورشة كتابة النقد الفني التي كان يقدمها لأول مرة الناقد الفني الأكثر تأثيرا في الوطن العربي في العقد الحالي أ.أحمد شوقي، هذه الورشة كان لها الفضل في أمرين هامين، أولهما هو تحققي من ثقتي في مواهبي التي لطالما تملكتني ولكن هذه المرة أتت بناء على أراء فنانين ومتخصصين، والأمر الثاني هو أنها فتحت لي آفاق غير محدودة من الاطلاع والمعرفة فاكتشفت المزيد عن نفسي و عن السينما، تعرفت خلالها على سينما محمد خان التي صادف ان وجدتها تشبه السينما التي أطمح في خلقها.
وأهم شيء هو أنني تعلمت أنه سيكون دائما هناك المزيد لأتعلمه وأن الغاية الغير مخطط لها تبقى مجرد حلم.
إنطلاقة لا بأس بها:
باختصار عام 2019 كان به عدد من الإنجازات الرائعة بالنسبة لي، سأحاول الحديث عنها دون إطالة.
- التحقت بورشة صناعة الأفلام مع المخرج الجميل د.سمير سيف، لحسن حظي تسنت لي الفرصة لأتعرف عليه وأدرس على يده قبل رحيله المؤلم، وكتبت أول سيناريو احترافي لفيلم قصير تحت اسم "زهرة" وناقشته فيه كمشروع تخرج من الورشة، وما زال الفيلم في مرحلة التطوير.
- اكتشفت أنني بالفعل لدي موهبة قوية في التمثيل لم أكن أتخيلها هكذا، جاء ذلك بعد ترشيحي بالصدفة لبطولة فيلم قصير مع ممثلة قديرة، وبالفعل وقع الاختيار علي لأقدم الدور وحصلت على ورشة خاصة بالتمثيل استمرت لقرابة شهرين ولكن للأسف توقف الفيلم، اتمنى أن يعود العمل عليه وترونه قريبا.
- أسست فريق "احلم" حاولت الدمج فيه بين خبراتي المهنية بمجال التسويق وطموحاتي الفنية بشكل ما، ما دفعني لتعلم التصوير بعض الشيء وتمكنت من المشاركة في تغطية أحداث هامة مما سمح لي بالتقاط صور لبعض المشاهير والشخصيات العامة والمسئولين وانشاء علاقات مفيدة على المستوى المهني.
وبشكل عام تطورت معرفتي كثيرا بصناعة الأفلام والكتابة في هذا العام واكتسبت خبرة عملية بسيطة جعلتني أرى الصورة بشكل أوضح، اتسعت علاقاتي بالحالمين أمثالي وهذا فضل لو تعلمون عظيم.
نصف فنان:
الفن وأنا .. علاقة بدأت بشكل لم يكن مبرراً، علاقة تعاكس كل شيء سعياً للتواجد، تعاكسني أنا شخصيا، تعاكس سنين عمري المنقضية أملاً في حاضر يمتليء بالفرص ومستقبل يغمره الرضا.
بشكل كبير أعتبر أني ما زلت في مرحلة الشرارة حتى الآن، وأتمنى أن تصبح ولعانه قريبا.
اذا أعجبتك الحكاية ادعمني بالضغعلى ألهمني وللمزيد لاقوني على انستجرام ..
تعرفوا من هنا على حكاية النُص الماركتير
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات