لتوي بدأت التدوين بإحتراف، نشرت تعريف عني على مقالين الأول كان يحكي عن #النص_الفنان، و هنا سأحكي عن #النص_الماركتير .. عن رحلتي في مجال التسويق الإلكتروني.



تخرجت من كلية التجارة شعبة اللغة الانجليزية بجامعة قناة السويس بالاسماعيلية، نعم كان هذا البديل لحلم معهد السينما..كتبتها بالرغبات رغم انني لم أرغب بها يوما قط، أتمنى أن يكون لاستمارة رغبات الالتحاق بالجامعات من اسمها نصيب وأن يحصل كل شاب وفتاة من خلالها على طرف خيط الوصول إلى مستقبلهم الذي يريدونه لا أن يتذوقوا مرارة الإبتعاد عن الأحلام..


البحث عن مخرج آمن:

مع كامل إحترامي ومحبتي لدفعتي العزيزة وللعاملين في قطاع الخدمات المالية بشكل عام، لكني لم أتخيل نفسي أبدا أستيقظ في الصباح وأرتدي بدلة وأذهب للبنك أعمل طوال النهار على تلبية طلبات متكررة لعدد لا ينتهي من العملاء، ومن حسن الحظ جاءتني فرصة لأبدأ في مجال غير الذي درسته ألا وهو مجال التسويق الإلكتروني، لم يكن القرار أبدا سهل وأثرت عليه عدة عناصر سأذكر أهمها، أول عنصر وأهمهم هو رؤيتي بأن التسويق فن، التسويق موهبة، بالطبع العلم والإجتهاد وإكتساب الخبرات يجعلانك قادرا على إحترافه وهم أهم من الموهبة ويسبقانها في كثير من الأحيان، ولكن الموهبة هي المنحة الإلهية التي تميزك عن غيرك، من هنا شعرت بشيء من الربط بين أحلامي الفنية وتلك الفرصة للعمل في هذا المجال. (تعرف على حكاية النص الفنان من هنا)

الأسباب الأخرى التي جعلتني أقدِم على التخصص في التسويق الرقمي هو أنني ارتأيت فيه خبرات لن ينمحي أثرها وفائدتها عليّ في حال تغييري مجال عملي، في حال توجهت لحلمي الأكبر صناعة الأفلام ستكون لدي ميزة القدرة على تسويقها..أو حتى أي مجال أخر فالتسويق يتداخل مع كل الصناعات.أخر ميزة سأذكرها أثرت على اختياري هي أنني كنت أرغب في التعلم حول كيفية إنشاء الشركات وإدارتها لأنني أعتقد بأنه لو لا قدّر الله لم يكن مستقبلي في صناعة الأفلام فسيكون في ريادة الأعمال، وبالطبع سوق شركات التسويق الإلكتروني واسع ومليء بالشركات الناشئة. لذا التحقت بالعمل في شركة رابح وهي شركة مصرية متخصصة بالسوقين الخليجي والمصري لمؤسسها ومديرها العام المهندس أيمن مصطفى له مني كل الشكر والعرفان وأدين له بالكثير من الفضل فيم تعلمته وما سأصل إليه من نجاحات.


الطرق المثمرة تعج بالأشواك:

الشوكة الأولى كانت أنني سأتقاضى أجرا يعادل ثلث ما يمكن أن أتقاضاه من العمل في أحد البنوك، والثانية هي الإلتزام بالبقاء مع الشركة لمدة لا تقل عن سنتين، ثم بعد السنتين حدث إتفاق على سنتين جدد، كل هذا كان نظير انني أبدأ بمجال معرفتي به معدومة والشركة تستثمر في تعليمي وفي توسيع مساحات عملي سواء بإشراكي في مهام جديدة علي كل فترة أو توليتي الإشراف على بعض الأقسام وبالطبع كان في هذا منفعة متبادلة. لم تكن الرحلة سهلة ولكن الأن أتذكر نصيحة والدي حينما شكوتُ له ضيق الأمور المادية عليّ فقال لي "بعد بضع سنوات سيصل راتبك لضعف راتب العاملين في المصارف من دفعتك ففرص النمو هنا أكبر كثيرا والمستقبل واعد أمام هذا التخصص.


إدارة الموهبة تغلب الموهبة:

أبذل الكثير سعياً نحو تعلم الإدارة وفنونها قدر المستطاع، الموهبة مهما كانت عظيمة تحتاج لإدارة ذكية حتى تتمكن من جني الثمار والإستمرار في النضج والربح، الإدارة أساس كل شيء وكل عمل، وإذا لم تستطع إدارة ذاتك فلن تستطع إدارة فريق، وإذا لم تستطع إدارة فريق فستخسر الكثير من فرص التعلم والترقي.


استمرارية البحث وتطوير الذات:

هذا هو السر، هذا ما يجعل الأبواب المغلقة تتفتح أمامك ويزيح الشوك من طريقك ويستبدله بالأزهار شيئا فشيئا، لم ولن أكتفي أبداً بما يتم تقديمه لي من خبرات في مكان عملي، أحرص دائما على أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون، الورش والدورات وضعتني على بداية الطريق، لكن البحث والسعي والاجتهاد والقدرة على الخلوص من المعلومة إلى قرار والإقدام على طرح الإقتراحات والمحاربة في سبيل تحقيقها كل تلك الأشياء هي التي تجعلنا لا نتوقف عن التقدم، لذا احذر الوقوع في فخ الإكتفاء بما تبذله من عناء أثناء النهار في عملك وخصوصا إذا كنت حديث التخرج.

نصيحة وقعت أنا بها، لا تستهن بالشهادات والكورسات التي تصدر أونلاين من المواقع العالمية المتخصصة، نعم الخبرة العملية أهم بكثير ولكن تلك الشهادات لها قيمة مهمة وخصوصا لدى الشركات الكبيرة.


وتستمر الأحلام:

في بدايات 2019 جاءت الصدفة بأن أعمل على تغطية بعض الفعاليات الهامة تحت تنظيم ومشاركة عدد من المشاهير والمؤثرين في مجتمعنا العربي، جاء الأمر نتيجة لعلاقات شخصية وتعاونت في التنفيذ مع مصور ومصمم جرافيك وأخصائية تسويق عبر السوشيال ميديا، قررت أن أنتهز الفرصة وأجني من هذا التعاون أفضل عوائد ممكنة لذا أعطيت الفريق اسم "احلم – E7lam" وبعد الكثير من التجارب للتأكد من جاهزيتنا تماما، قريبا بإذن الله نعلن عن خدماتنا التسويقية والإعلامية.. أتمنى أن تصير احلم في يوم ما شركة إنتاج سينمائية ولا أستبعد شيء على إيماني وإصراري.والأن ها أنا أسعى لتسويق نفسي في الأوساط الفنية والسينمائية مرتكزا في ذلك على أنني نصف مسوَق/ نصف فنان.


واظبوا على أحلامكم أعزائي ..إياكم والتوقف فلعلّ الخطوة التالية هي التي لطالما سعيتم نحوها، وإن لم تكن فتأكدوا من أن الحياة ستعدل في حكمها يوما ما.


لاقوني على تويتر !!

عمر السيد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عزيزتي ساره، جزء من إيماني بنفسي يتشكل من إيمانكم بي، شكرا على كلماتك الطيبة وأتنى لك بلوغ احلامك والرضا عن المكان الذي تكونين فيه.. بالمناسبة لديك أسلوب مميز في الكتابة

أُهنئك على بداية التدوين و أودُّ أن أخبرك أنني أستمتع كثيرًا بكتاباتك و هذه التدوينة تحديدًا جاءت في وقتها، لقد كنتُ أفكر مساء أمس وأسأل نفسي ماهو حقًا حلمي؟ وهل أريدُ تحقيقه بنفس الشغف كما كنتُ أريد من قبل؟ لقد أمدتني كلماتُك ببعض الأمل والحماس.
فيما يتعلق بالموهبة، أنا أؤمن أن أي انسان يستطيع إتقان أيّة مهارة بالتعلّم والممارسة المستمرة ولكن الفرق بين الشخص الموهوب وغير الموهوب أن الأول يستطيع إتقان الشيء أيسرَ و أسرعَ من غيره كما أنه يستمتع بما يفعل لأنه يعلم أن هذا هو مايميّزه.
أنا أعلم أنّك موهوب وأثق أنك ستصلُ إلى مُبتغاك لأنك تؤمن بنفسك وحلمك.

إقرأ المزيد من تدوينات عمر السيد

تدوينات ذات صلة