الشهادة الجامعية حلم لكل فتاة طموحة ، متفوقة ، مجتهدة ، كانت طالبة مثالية في مراحل الدراسة او كانت طالبة من صاحبات المقاعد الأخيرة من الصف .
حكايتي مع جامعة قطر
الشهادة الجامعية حلم لكل فتاة طموحة ، متفوقة ، مجتهدة ، كانت طالبة مثالية في مراحل الدراسة او كانت طالبة من صاحبات المقاعد الأخيرة من الصف . تخرجت من الثانوية العامة بنسبة ليست عالية جدا ، بالغرم من دراستي و اجتهادي حزنت جدا و كرهت الدراسة و لكن الحمد لله لم تكن نهاية العالم هههه .
قٌبلت بجامعة قطر تخصص علوم حيوية طبية و دخلت البرنامج التأسيسي لمدة عام و نصف لتعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة و حرية و دون قيود، و نجحت قبل اخر انذار بالطرد من الجامعة اذ لم أحصل على درجة التوفل اللعينة التي كنت أظن انها مرتبطة بحظي العاثر و لكن الحمد لله . بعد عدة اشهر ، شعرت بأني لا أنتمي لمجال الطب و التحاليل الطبية و عالم المستشفيات أبدا و ذهبت لأمي و أخي الأكبر و قلت لهم قررت أغير التخصص و أنتقل لكلية الإدارة و الاقتصاد ، جٌنت أمي و لم تتقبل في البداية و لكني أخبرتها بني أريد هذا التخصص فقالت : لعله خير .
بدأت رحلة الدراسة في الكلية و كانت من أجمل أيام حياتي مع بعض البهارات و الحمد لله حصلت على منحة خاصة بالتميز الأكاديمي و قد شعرت حينها بالإنجاز لأني حققت حلما لأبي و أمي أن يحصل أحد أبنائهم على منحة و خاصة في ذاك الوقت مع مرض أبي كنا بحاجة فعلا لمساعدة مالية لتغطية تكاليف الدراسة و الحمد لله على نعمه .
مرت السنوات الأربع في التخصص كما لمح البصر ، السهر و الضغط النفسي و العصبي ناهيك عن ضغط أخر سنة في التخصص خاصة في جامعة قطر ، تشعري و كأنك في سباق مع الزمن ، تريدين أن تنتهي من مشروع التخرج ، دراسة للامتحانات و الكويزات و الواجبات المنزلية و دراسات الحالة و عروض التقديم ناهيك عن مشاكل الطالبات و مجموعات المشاريع و اتكالية بعض الطالبات و عدم تحليهم بروح القيادة و الاعتماد على النفس !!
تخرجت، و استملت افادة التخرج و كنت أنظر لها و كأني ولدت طفلا صغيرا سيأخذني الى عالم أكبر و أضخم ، الا اني كنت انتظر فرحة حفلة التخرج بفارغ الصبر ، اطلقوا علينا دفعة الملعب ، وذلك بعد قرار الجامعة بتنظيم حفلة التخرج في ملعب الجامعة نظرا لوجود اعمال انشائية في فندق الشيراتون و صدقا شعرت ببعض الضيق الا اني الأن و كلما تأخذني الذكريات لحفل التخرج في ملعب الجامعة دفعة2011 اشعر بالسعادة لأنها كانت حفلة جميلة و ممتعة خاصة بختامها بالألعاب النارية و هطول قطرات المطر على قبعات التخرج و كأنها رسالة من السماء بأن القادم اجمل و وعد الهى بمستقبل مشرق .
تخرجت من قسم المالية و المحاسبة ، و بعد اول شهر لفرصة تدريب بعد التخرج في احد اقوى شركات التدقيق الأربعة ارنيست اند يونج ، قررت بعدم اكمال فرصة التدريب لأنى لا اجد نفسي في هذا المجال ابدا ! صدم مديري في العمل حينها و اخبرني : - -Follow Your Passionاتبعي شغفك ! و رحل . تركت العمل في مجال التدقيق المالي و الحسابات لأني لم اشعر بأي رابط بيني و بينه . و انتقلت للعمل في جامعة قطر . اذكر اول مقابلة عمل لي مع الدكتورة شيخة المسند سألتني : لماذا تركتي التدقيق في شركة معروفة ؟ أجبتها : اني اتبع شغفي ! أحب العمل مع الطلاب في بيئة اكاديمية ، ضحكت الدكتورة قائلة : الله يعينيج علينا هههه .
العمل له طعم مختلف و نكهة خاصة ، في بداية رحلتي العملية تعثرت كثيرا ، و أخطأت كثيرا و لكني كنت أقف بصمت و انظر لنفسي و أعدها بأني أستطيع ، لا بأس أن تخطئي و لكن تعلمي أن لا تقعي في الخطأ مرة أخرى و من هنا تصقل الخبرة التي يبحث عنها مديري الوظائف ، في العمل هناك بشر متعددو الشخصيات و الأنماط ، موظفون غير سعداء لعدة اسباب قد تكون نفسية او مهنية ، موظفون يسعون فقط في تدمير سمعة الزملاء في بيئة العمل ، موظفون يسعون للترقي و المناصب و هم لا يستحقونها ، موظفون ناقلي للأخبار كما قنوات الاتصال ، موظفين يعملون بجهد من أجل الخبرة و بناء مهنة يحبونها و شغوفين بها و لكن تقابل كل افكارهم للتطوير بالرفض بسبب الغيرة و الحقد وعدة اوجه و قصص و حكايات لم نتعلمها في بيئة الجامعة و لكن علمتنا اياها الحياة و الكتب و الخبرة من الأخطاء .
الطلاب ليسوا عملاء في مؤسسات التعليم العالي ، بل هم المنتجات، الطالب يدخل الجامعة ليصقل عقلة و قلبه و يقف على اساس متين قوي صمم وفقا لمتطلبات سوق العمل و العلم و المعرفة ، العميل دائما على حق لكن الطالب ليس عميلا، الطالب هو متعلم . أشعر أن مهمة كل اكاديمي وموظف يعمل بالقرب من الطلاب ، أن يرى الطلاب كمنتجات خاصة به يريد أن يطلقها في الأسواق ، يصممها بأفضل الوسائل و يعتني بها و يضيف عليها التعديلات اللازمة و يسهر من أجل أن تكون بأفضل صورة قابلة للشراء و بأسعار تنافسية ، عندها تكون منظومة العملية التعليمية خاصة في مؤسسات التعليم العالي ، هي الأفضل و تكون جامعة قطر هي السوق الأفضل لجميع التجار و العملاء لشراء منتجاتها المختلفة و المميزة عن غيرها من الأسواق اقصد الجامعات . و اخيرا ، ابارك لكل خريجي و خريجات جامعة قطر و اتمنى لكم كل التوفيق في حياتكم العملية و مستقبل باهر للجميع .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أنا طالب جامعي هل ممكن استشاره منك في أمر ما
الله يوفق الجميع ❤❤