"كل الطرق مراقبة بأجهزة ضبط السرعة إلا الطريق إلى الله مكتوب عليه "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم""


الطريق الي الله هو الطريق الأجمل والأضمن للجسد والروح والنفس. وقد وضع الله كتالوجا واضحا لإجتياز هذا الطريق وكيفية الإستمتاع به بأقل مجهود ممكن. ووضع الله الحلول البديلة في حالة حدوث أي خلل مفاجئ في هذا الكتالوج ليساعدنا في الوصول إلي بر الأمان بـنهاية هذا الطريق، وهو حال الكثير من الأولين وقليل من الآخرين الذين التزموا باتباع هذا الكتالوج.


ولا بد بعد تطبيق بنود هذا الكتالوج أن يصنع الانسان بصمة أو بصمات واضحة له لتعمير الأرض، مادية كانت أو معنوية. بصمة تنفع جيله والأجيال التي تأتي بعده. وإن لم يترك الإنسان بصمة ولو صغيرة، فوجوده في الحياة كفقاعة ماء علت ثم تبخرت. والبصمات كثيرة ومتنوعة أقلها أن يترك الإنسان سيرة طيبة ليصبح قدوة صالحة للنشيء والأجيال القادمة.


والكتالوج يتلخص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أمر النفس ونهيها قبل أمر ونهي الآخرين. والمعروف يتلخص في مباديء الحياة العامة، وهي احترام الآخر وتوقيره، وعدم أكل لحمه ميتا، والمعاملة الطيبة، وتجنب الموبقات وخاصة السرقة والقتل والفتنة وشهادة الزور والغيبة والنميمة والزنا. وكذلك ألا يجاهر الإنسان بذنوبه إذا فعلها حتي لا يقلده الآخرون ويكون مثلا لهم في السوء. أما مباديء الحياة الخاصة فهي الرضا بالقليل والتوكل علي الله حق توكله والاخلاص في العمل والمنافسة الشريفة حتي لو كان نهايتها الخسارة.


ذلك هو الكتالوج المفيد للإنسان الذي يضع دائما أمام عينيه نهاية الطريق الذي لا بد لكل منا أن يصل اليه مشيا أو حبوا أو مهرولا. والمؤمن الذكي هو الذي يستفيد من كل المواقف والأحداث لتحقيق بنود هذا الكتالوج، لأنه هو المستفيد في نهاية الأمر وليس غيره. ولكن هناك قليل من الأولين وكثير من الآخرين الذين أخطأوا بعدم إلتزامهم ببنود هذا الكتالوج، ولم يعترفوا بأخطائهم، ولم يتوبوا عنها، بل وضعوا كتالوجا خاصا بهم. وهؤلاء من تضل بهم الطرق إلي الله فتتشعب تارة , وتتعرج تارة , وتتشقق تارة , وتجف تارة حتي ينتهي الحال بصاحبه وهو مثقل بالهموم وبالذنوب علي كتفيه بـنهاية الطريق.


ومهما تشعب الطريق عمدا عن استقامته فنهايتة بلا شك واحدة ، نصل إليه تباعا حتي يأتي اليوم الموعود الذي يلتقي الناس جميعا منذ بدء الخليقة في مكان واحد تجمعت فيه نهايات كل الطرق.


اللهم سهل علينا طريقنا واجعله طريقا مستقيما نهايته رضاك والجنة.


ا.د. محمد لبيب سالم

أستاذ علم المناعة كلية العلوم جامعة طنطا

كاتب واديب وعضو اتحاد كتاب مصر

[email protected]

WhatsApp: 01274272624


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. محمد لبيب سالم أستاذ جامعي واديب

تدوينات ذات صلة